الطريق
الإثنين 17 يونيو 2024 11:34 صـ 11 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

منتدى ثقافتين «عرب- ترك» يناقش رواية وادي الطفشان للأديب علي الصاوي

جانب من الندوة
جانب من الندوة

ناقش منتدى ثقافتين "عرب - ترك" رواية وادي الطفشان للأديب المصري على الصاوي بجامعة السلطان محمد الفاتح بمدينة إسطنبول في حضور نخبة من أساتذة النقد الأدبي والعاملين بالوسط الإعلامي، وقدم الندوة النقاشية الدكتور نبيل الفولي أستاذ الفلسفة بكلية العلوم الإسلامية بجامعة السلطان محمد الفاتح.

وحضر المناقشة الدكتور أحمد عمر أستاذ النقد بكلية الآداب جامعة إسطنبول الذي استهل كلمته بتناول الفن الروائي وما يتجاذبه من اتجاهات عديدة بمساريه الحديث والقديم ولفت إلى أن رواية وادي الطفشان كسرت أفق توقعاته الأدبية في مستواها اللغوي بالدرجة الأولى.

وقال أستاذ النقد الأدبي إن كثيرا من الأعمال الأدبية تأتي بالتوقع الذي نحيكه حولها سيما في بنيتها اللغوية مشيرا إلى أن رواية وادي الطفشان متماسكة البنية اللغوية إلى حد كبير حتى أنى صنفتها من أقلام الكبار بسبب الخبرة اللغوية الكبيرة للكاتب في تناول العمل إضافة إلى البنية القرآنية التى حضرت في النص.

وأضاف عمر أن حبكة الرواية جاء محاكاة لواقع بيئات مختلقة غير التى نعيش فيها، إلا أن بيئتها النفسية ليست غريبة عن واقعنا المعاصر. مشيرا إلى أن الكاتب أراد محاكاة كلية لواقع ما، رغم الغموض الذي اكتنف هذه المحاكاة عدة صفحات في الرواية، وأضاف أن الكاتب لديه قدرة كبيرة على الوصف البياني في الرواية واستطاع توظيف ما يملك من معارف تاريخية وجغرافية ودينية في عرض أوصافه وبناء مشاهده في الرواية وختم بقله أن الرواية ترفع القارئ في المستوى اللغوي ولن يخرج من قراءتها كما دخل.

من جانبه قال الدكتور رجب عبد الوهاب أستاذ الأدب العربي بكلية العلوم الإسلامية بجامعة السلطان محمد الفاتح ومؤسس المنتدى أن هناك تطور فني لحق بكتابات الروائي على الصاوي وقد سررت بهذا العمل الروائي لما لمست فيه من نضج أدبي تجلى في تخلص الكاتب من طول السرد عكس أعمال سابقة قرأتها له من قبل.

وقال عبد الوهاب إن الكاتب حاول أن يخوض عوالم روائية جديدة لم يخضها من قبل وهى عوالم العجائبية أو الفانتزيا مشيرا إلى أن الرواية يمكن إسقاطها على أى عالم معاصر كل قارئ بحسب فهمه لمضمون الرواية، وأضاف أستاذ اللغة العربية أن الكاتب أحسن فى ترك النهاية مفتوحة ليضع القارئ موضع المشاركة في نهاية الشخصيات وتخيل مآل حال قرية أم الخلود ووادي الطفشان.

وأضاف عبد الوهاب أن عجائبية النص تفتحه على كثير من التأويلات السياسية والاجتماعية ما يفسح المجال لفهم كثير من الدلالات الرمزية لرواية وادي الطفشان وهذه خصوصة وميزة لهذا النوع من الرواية.
وقال باحث الدكتوراة عبد السلام الغفير إن الرواية سياسية اجتماعية تنتمى إلى الجنس الفنتازي صاغها الكاتب بخيال إبداعي غرضه معالجة إبداعية للواقع المعاصر بأحداث وهمية لا تلتزم بزمان ولا مكان وبالتالي يمكن إسقاطها على واقع نعيشه وهذا ما سيقع في روع القارئ مع بداية قراءة الرواية.
وأضاف الغفير أن الرواية يمكن إسقاطها على أى مجتمع معاصر كما تتميز الأحداث بالتغير والتقلب من فصل إلى فصل وهذا الأسلوب ينسجم تماما مع السياق الفني للرواية، وقد برع الكاتب في إيصال أفكاره عبر الأحداث والشخصيات.

الرواية

تنتمي الرواية إلى عالم "الميثولوجيا" القديم في قالب رمزي للتعبير عن وقائع معاصرة بتناول رمزي مُتخيّل، أراد الكاتب أن يكشف من خلال الرواية عن مُعضلة البحث اللانهائي عن الحقيقة والثمن الذي يدفعه الباحث أو المفكر في سبيل الوصول إليها.
الشخصيات الروائية للكاتب تحمل أسماء تمزج ما بين اليونانية والفرعونية لتتناغم مع طبيعة صراع الآلهة والفلاسفة في وداي الطفشان، لم يُحدد الكاتب المكان ولا الزمان لأحداث الرواية لإضفاء شمولية على الأحداث وأن طبائع البشر وصراعهم السرمدي يحمل نفس التفاصيل والدوافع في كل زمان ومكان.
وصدر للروائي والكاتب الصحفي علي الصاوي في وقت سابق أربعة أعمال أدبية، ترانيم محب وهى مجموعة قصصية فكرية تتناول قضايا إنسانية معاصرة، وكتاب صرخة قلم وهو مجموعة مقالات في الأدب السياسي، ورواية إسطنبول 2020. .رواية بين دولتين، ورواية عرايا في إسطنبول التي أحدثت ضجة كبيرة كونها تتماس مع واقع المعارضة المصرية في تركيا وكشف حقائق كثيرة عن جماعات الإسلام السياسي على صعيد الفكر والسياسة.