الطريق
الخميس 3 يوليو 2025 07:44 صـ 8 محرّم 1447 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
استشاري نفسي يقدم روشتة تعامل الأهل حال اكتشافهم تناول أحد الأبناء للسجائر الأسطورة البرازيلية مانسيني: الأهلي فريق مثير للاهتمام.. وأنشيلوتي سيعيد هيمنة البرازيل على كرة القدم الضفة الغربية تحت النار.. الاقتحامات الإسرائيلية تتواصل وسط تصعيد متسارع ضياء رشوان: هدنة الـ60 يوما في غزة ”مناورة” ”يا مشاعر”.. نوال الزغبي تواصل عشقها للأغنية المصرية بثلاث مفاجآت قادمة مصر تفوز على الجزائر في بداية مشوارها بالبطولة العربية لكرة السلة للسيدات رفع 1200 حالة إشغال وتعديات من المحال والمنشآت التجارية بشوارع المريوطية فيصل وأحمد حمدي مهرجان بغداد السينمائى يعلن فتح باب المشاركة في الدورة الثانية شاهد| أمجد الشوا: وجوه الفلسطينيين تروي الجوع.. وسوء التغذية يرفع أعداد الضحايا نقابة الموسيقيين تنعي المطرب أحمد عامر انتظروا حوارًا حصريًا مع البرازيلي مانسيني نجم روما والإنتر على قناة ”أون سبورت 1” وزير التعليم العالي يصدر قرارًا بقواعد قبول طلاب الثانوية العامة المصرية والشهادات المعادلة العربية والأجنبية والثانوية الأزهرية

تامر أفندي يكتب: علم ”البرطسة” بين «كانط» وبليد الفصل

تامر أفندي
تامر أفندي

أهلاً بكم.. من جديد، يقولونها هكذا.. لكن من المفترض أنها: «أهلاً بكم من قديم».. فما نعتقده جديداً ليس بجديد.. في المسارات الدائرية لا جديد..!.. بإمكاننا تحطيم هذه النظرية، لو ذكرت لي على سبيل المثال "أي جديد" حدث في سنوات عمرك.. هنا تكمن الفكرة يا سادة "إنها مٌعادة".

أتي إليكم اليوم بعد موتي بسنوات وبعد موتكم.. ونحن في انتظار بدء الحياة.. لا أعرف سبباً مٌقنعاً لعودتي أو حتى لحديثي معكم.. سوى أنه نوع من "السمر" أو محاولة لتعديل بعض الحروف في "كراسة العمر" قبل أن يجمعها "الأستاذ".

يقولون أن وزير التعليم قرر إعطاء درجات على السلوك وأعمال السنة، فكتبها محرر بضم "السين"، فأراد "بليد الفصل" مجاملة "الوزير" فهتف يُكفر "الشيعة".. لا عليك فمهما حاولت "سيحذفوك" من بطاقة التموين، لأنك مسرف تغمس العيش في الزيت وتُشعل لمبةً في البيت.. غريب أنت أيضاً كمن يحكمونك طيلة الدهر.. أمن العقل يا رجل أن تبيع أجولة القمح لتشحن باقة النت!".

يقولون أن كل التضاد اجتمع في "حرف" يمكنك قراءته من اليمين أو اليسار ستكون المُحصلة "صفر"، ويقول بعضهم أنهم بعد عناء عينوا مسؤلاً لصفحات الرأي، معه الصفحات لكن أين الرأي!.. مونتير اللحظة عبث بشريط الكاميرا أخذ «أناس الآن» وجاء بالقتلة.

آه يا زمن "الأتان"..!.. لا أعرف إذا كان عليا أن أحدثك عن "بطرس" أو عن "عاب مجدك" لجوليا بطرس.. أو عن "البرطسة في نهج "الإبل والحمير".

على "أية حال" لقد قررت التضحية براحتي لأتي إليكم، لأقص حكايات وأكتب كلمات لا تلقون لها بالاً،.. جئت بوعي أن ما أنتم فيه إعادة لعرض "مسلسل الحياة"، وأن الأحداث لن تتغير ولا مصائر الأبطال.. إذن ما جدوى إعادة المشاهدة..!
جدواها تغير الإحساس.. عمق الرؤية والتفكير.. الإعجاب.. اليقين.. الإيمان.. وربما.. ربما..

ربما ما ضحكنا عليه في مشهد، عٌدنا وبكيناه.. أو ما سبب لنا الألم في لحظة، أدركنا أنه مبعث الأمل.

في ساحة الانتظار، تقابلت مع أشخاص كُثر من مختلف الجنسيات، فلاسفة وشعراء وأصحاب عمامات وعلماء ووجدت بينهم جميعاً رجل بسيط، نهض يخطب فيهم، فتعجبت ووقفت اسمعه وإذ به يقول: سأحكي لكم حكاية "بعوضة النمرود".. أفلاطون وسقراط ونيتشه وكانط وطاليس وهيجل وسارتر، ابن حزم وابن خلدون وابن رشد، ابن سينا والفارابي والكندي، أتيلا الهون وبول بوت وجنكيز خان، بوذا واينشتاين وجيفارا وهتلر وغيرهم الكثير.. الجميع كان هناك حتى رئيس الشرطة المدرسية الذي كان ينهرنا في "الفسحة"، وزميلنا الذي كان يشي بنا في "الشغل"، وصاحب محل الكاوتش الذي كان يلقي "المسامير" في الشارع، والقهوجي الذي كان يغش البن، وذلك الشحاذ الذي كان يقف عند الإشارة ولا نُلق له بالاً.. وصاحب العمل الذي كان يقتطع من رواتبنا ليشتري "سيجاراً"، وإمام المسجد الذي كان ينهر الأطفال.. وكل اليوتيوبر من قبض بالدولار ومن قبض بالجنيه ومن رفع قيمة "الأبونيه"، ومن كذب وقال للمرتشي "يا سعادة البيه".. من أخذنا منا "أحلامنا" وألقانا في "التيه".

كم كنت حانقاً فيما مضى على الصيدلي بعد رفع سعر دواء "أمي"، لكنني حينما رأيته اليوم تبسمت.. فقد كنت أصب جام غضبي على عامل النظافة الذي نسي "بعض القمامة" ولا ألعن من ألقاها.

تبسم عامل النظافة لي وهو يقول: "الحمد لله يا أستاذ أن البغال لا تصعد إلى السماء".

يشير إليَ "كانط" من بعيد قائلاً: قطعت عمري كاملاً أبحث في الدليل الأنطولوجي على وجود الله، وكان يكفيني رؤية أسرة مصرية تعيش بألفين جنيهاً في هذا الغلاء، أنه لولا الله لاستحالت أن تعيش يوماً.. فقال له "ديكارت": " بل يعيش في مصر من ليس له دخل يا كانط".. إزاي مش عارف!".

أعود إلى الرجل البسيط والبعوضة تقول الحكاية، أنه بعدما ضٌرب النمرود بالنعال لتخرج البعوضة من رأسه، خرجت لكن بعدما فقدت جناحها، فذهبت إلى الله تشكو له: "فقدت جناحي يا الله وأنا أنفذ ما أمرتني به".. فقال جل في علاه: "خذي الدنيا عوضاً عن جناحك يا أيتها البعوضة".. فقالت يارب " أكل هذه الدنيا لا تساوي عندك جناح بعوضة".

فرددنا جميعاً لو كانت عند الله تساوي لما سقى منها كافر شربة ماء.

ليس هذا نهاية حديثنا لكنه بدايته..