محمد دياب يكتب: عفو إماراتى ودبلوماسية رياضية
وسط أجواء مشحونة شهدتها الساحة الرياضية المصرية عقب مباراة الزمالك وبيراميدز في أبوظبي أطلق الشيخ محمد بن زايد
آل نهيان رئيس دولة الإمارات قراراً بالعفو عن المتهمين في الأحداث المصاحبة للمباراة ليعيد الدفء للعلاقات الأخوية بين البلدين ويؤكد أن الحكمة والتسامح يتصدران المشهد
لقد أثار هذا العفو جدلاً واسعاً وأشعل نقاشاً ليس فقط في مصر والإمارات بل على مستوى الإعلام الرياضي والعالم. فهذا القرار يحمل بين طياته دلالات أعمق من مجرد إنهاء أزمة آنية.إنه خطوة تعكس ذكاءً سياسياً ورؤية استراتيجية. فوسط تصاعد بعض الأحداث الرياضية التي تخلق حواجز بدلاً من أن تجمع اختارت الإمارات أن تُعطي درساً في كيفية إدارة الأزمات الصغيرة بروح كبيرة
من جهة أخرى يبرز هنا دور مصر ممثلة في وزارة الشباب والرياضة التي كانت على اتصال مكثف لتدارك الموقف وتقديم الدعم القانوني والمعنوي للاعبين المحتجزين. هذا التعاون الفعال يعكس عمق التنسيق والاحترام المتبادل بين الدولتين ويؤكد أن هناك اهتماماً جاداً بحماية كرامة المواطن المصري أينما كان لتكون هذه الأزمة مثالاً على التعاون الثنائي لحل المواقف الحساسة
إلى جانب ذلك لا يمكن تجاهل دلالات هذا القرار في سياق العلاقات الإقليمية فقد جاء ليضع حداً لأي محاولات تهويل أو تضخيم من جهات قد تستغل الواقعة لتعكير صفو العلاقات بين القاهرة وأبوظبي. فالقيادة الإماراتية أرسلت برسالة واضحة مفادها أن الإمارات تنأى بنفسها عن الاستغلال السياسي للمواقف العابرة مفضلةً أن تكون الساحة الرياضية مساحة للتلاقي والتفاهم
هنا، يأتي هذا العفو كخطوة حكيمة حيث يعيد التذكير بأن الخلافات العابرة لا يجب أن تشوه علاقات تاريخية ممتدة بين شعبين شقيقين بل يجب أن تكون الرياضة مجالاً للفرحة والترابط لا للصراع والتفرقة
في النهاية أثبتت الإمارات ومصر أن بينهما رباطاً لا يتزعزع وأن علاقتهما تمتد إلى أبعاد استراتيجية وتاريخية تعلو فوق أي سوء فهم أو أزمة عابرة