محمد دياب يكتب: لماذا تهمنا الانتخابات الأمريكية
العالم بأسره يتابع الانتخابات الأمريكية ليس هذا حباً في الولايات المتحدة أو فضولاً بل لأنه أمر واقع يفرض نفسه. فكما تقول الوقائع التاريخية إن أمريكا تعد قوة عظمى وهذا ليس مجرد كلام بل هو حقيقة تفرضها مجريات الأمور والقوى الفاعلة.
فتأثير الانتخابات الأمريكية على منطقتنا العربية يتجاوز العواطف والمشاعر. إن الواقع الموضوعي الذي لا يمكن إنكاره هو أن معظم دول المنطقة تعيش تحت هيمنة أمريكية حيث يمكن القول إن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل تمثل اندماجاً استراتيجياً. بينما تتسم العلاقات بين أمريكا وبقية الأنظمة العربية بالتبعية. بعض الدول العربية كانت تاريخياً مرتبطة بأمريكا منذ نشأتها في حين أن دولاً أخرى شهدت تحولات سياسية واقتصادية أدت بها إلى هذه التبعية.
هذا الواقع يؤكد أن العديد من الملفات والأحداث السياسية والاقتصادية تتقاطع في البيت الأبيض مما يعني أن الشخص الذي سيتولى الرئاسة سواء كان دونالد ترامب أو كامالا هاريس سيؤثر بشكل كبير في مجريات هذه الأحداث.
في الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية بدأ كل من المرشحين يذكران القضية الفلسطينية مما أثار استغراب البعض. ترامب الذي لطالما كان داعماً لإسرائيل بدأ يتحدث عن ضرورة إيجاد فرص للسلام معبراً عن تعاطفه مع الغزاويين. هذا يتناقض مع تصريحاته السابقة في بداية حملته حيث كان يدعم إسرائيل بشكل كامل.
من ناحية أخرى عملت هاريس على استقطاب الجالية الإسلامية والعربية من الأمريكيين مما يعكس تحولاً في خطابها الانتخابي.
ما يحمله هذا التضارب من رسائل عن الانتخابات وما إذا كان سيؤثر على النتائج يبقى سؤالاً مفتوحاً. لكن المؤكد هو أن النتائج لن تغير من واقعنا فكلا المرشحين يمثلان تهديداً لمصالحنا.
في النهاية يجب أن ندرك أنه ليس لنا ناقة ولا جمل فيمن سيفوز لأن كلاهما يعكس سياسات تضر بمصالحنا.