تامر أفندي يكتب: الست شادية
بالهداوة يا حبيبي بالهداوة
يا حبيبى حب واشبع حب
لكن بالهداوة
هو حد يحط سكر على الحلاوة
إن الصورة الأخيرة هي تلك التي تظل راسخة في الأذهان، هكذا قالت شادية في حديث صحفي لها، وتابعت: "أريد أن أعتزل وأنا في مجدي لا أود أن يرى الجمهور التجاعيد في وجهي بعدما رأوني البطلة شادية، ويقارنوا بين العجوز التي رأوها والشابة الجميلة التي شاهدوها، أريد أن يظل الناس محتفظين بصورتي الجميلة.. ولهذا سأعتزل الأضواء وأهجرها في الوقت المناسب قبل أن تعتزلني".
كانت أول قصة حب للفنانة شادية وهي في سن السابعة عشر، حينما دعيت لخطوبة جارتها وهناك رأت شابا صعيديا أسمر تعرفت عليه، وأرسل لها فيما بعد خطابات وحينما قابلته ردت إليه خطاباته معللة ذلك بخشيتها أن يراها والدها.. فتفاجأت بأن حبيبها الأسمر ضابط الجيش أرسل خطابا لوالدها فأصابها القلق والخوف، غير أن الخطاب كان استئذانا للسماح بالزيارة ليطلب يدها وقد تمت الخطوبة وظلت شادية محتفظة بهذا الخطاب وبشريط كاسيت سجلت عليه صوت حبيبها الذي استشهد في حرب فلسطين ١٩٤٨.
وتقول شادية عن هذه الفاجعة إنها ظلت طيلة حياتها تكره قصر عابدين وتكره من أرسل حبيبها للحرب بأسلحة فاسدة، وأن الخطاب والتسجيل الصوتي كانا سلوانها الوحيد لتعبر تلك الأزمة.
منعت الرقابة أحد أفلام حلمي رفلة مما تسبب له في خسائر 40 ألف جنيها كما ذكر "سامي كمال في كتابه سيرة شادية"، وانعزل عن الناس وبحثت عنه شادية في كل مكان حتى وجدته وقالت له: أنا صحيح بخبي الفلوس تحت البلاطة ولكن أنا تحت أمرك.
كان ذلك بعد أن قامت شادية ببطولة فيلم "العقل في إجازة" أمام العملاق محمد فوزي، إخراج حلمي رفلة، الذي قال عن شادية بعد نجاح الفيلم: إذا كان لي أخطاء كثيرة في السينما فيشفع لي أن قدمت شادية.
إن من يتفحص جيدا أداء شادية في أغنية "خد بإيدي" يوقن أنها كانت تفكر في إعلان اعتزالها وأن أداءها القوى والرائع كان رجاء لله أن يمد لها يد العون لتأخذ القرار الصعب وهي في أوجها.
الأغنية اختيرت كأحسن أغنية في استفتاء الإذاعة والتلفزيون لعام ١٩٨٦ لكن شادية كانت قد حسمت أمرها ولم تذهب لحفل التكريم الذي أعده لها سعد الدين وهبة.