الطريق
الأربعاء 7 مايو 2025 12:57 صـ 9 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
وزارة التموين ترد على غش البنزين في محطات الوقود سجون الاحتلال .. هنا المكان الذي يعجز فيه الذكاء الاصطناعي عن مجاراة وسائل التعذيب ضياء رشوان: ”الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط” يناقش ماكينة الدعاية للجماعة بعد انهيارها إسرائيل تدمر مطار صنعاء ومرافق حيوية دون إصابات شاهد| وزير الزراعة: خطة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح وتعزيز الصادرات الزراعية إطلاق اسم الشيخ عبد الحميد الأطرش على معهد بني هلال الابتدائى الأزهرى تخليدًا لذكراه وزير الثقافة يستعرض مشروع القرار الوزارى بفتح باب الترشح لمنصب رئيس أكاديمية الفنون الأهلي يفوز على سبورتنج ويتأهل لنهائي كأس مصر لكرة السلة منى الشاذلي تحتفي بأبطال منتخب مصر للجودو غدًا كشف ملابسات واقعة التعدى بوحشة على فتاة بالعاشر من رمضان وزير التربية والتعليم يترأس اجتماع المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي لمناقشة خطة العام الدراسي 2025 / 2026 وزيرة التنمية المحلية تتابع مع قيادات الوزارة سير العمل في 16 مركز تكنولوجي بـ9 محافظات على مستوى الجمهورية

أيمن رفعت المحجوب يكتب: العقلية القديمة في بناء الجمهورية الجديدة!

إن النقد لازم لكل عمل وطني لأنه يشكل أداة مهمة لتقويم هذا العمل، ويكون أكثر لزوما في حالات العمل في مراحل البناء للحكم على أداء الإدارة التنفيذية، ذلك أن العمل بطبيعته أكثر سرعة وعمقا، وهذا ما يجعل الخطأ والخوف والانحراف أسوأ نتيجة وأشد خطرا.

وهذا ما نراه في مصر الآن علي المستوي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. أما الذين يضيقون بالنقد ، ويقعدون عن النقد الذاتي فإنهم يسيئون إلي العمل التقدمي ، وعليه فإننا في حاجة إلي فلسفة جديدة في أدوات السلطة التنفيذية ، فلسفة تختلف عن تلك التي سيطرت علينا وعلي عقولنا وعلي تصرفاتنا في الماضي و لعقود مضت ، ذلك لأننا بصدد تغيرات كبري في كل شيء وليس تغيير شكلية ، بل جوهرية ، تتأكد لنا ضرورة هذه الفلسفة في كل مرة نرتكب خطأ في التطبيق ، ذلك أن الأخطاء التي نرتكبها في سياسة الدولة تعكس عقلية قديمة وفلسفة انتهت.

ولا غرابة في أن أبدأ حديثي عن الفلسفة المرجوة بتلك الأخطاء التي نرتكبها ، لكننا لا بد أن نتذكر واقعة رصف الشوارع: فالشارع يرصف ثم تركب فيه مواسير المياه ،
ثم يرصف ثانيا وتركب فيه كابلات الكهرباء ، ثم يرصف ثالثا ثم تركب فيه أنابيب الصرف وأخيرا تركب فيه مواسير الغاز.

وكأن المفروض أن تستمر حركة الرصف والهدم في شوارع مصر إلي ما لا نهاية ، لأن هذه هي طبيعة الأشياء في بلدنا.

لا يمكن لحكومة الجمهورية الجديدة كما تطلق عليها ، أن تبلغ أهدافها بعقلية الماضي ، فالتغير الحقيقي تستلزم الانسجام الطبيعي بين العقلية التقدمية التي تحكم ، وبين الإطار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الجديد الذي تمخض عن التغيرات التي حدثت من ٢٠١١ و الى ٢٠٢٤ ، فالعمل التقدمي يتصف بالسرعة نعم ولكن بعمق علمي أيضا ، وهو ما يستلزم له وضع خطة و دراسات علمية مقدما.....!!!!!!
فكثيرا ما يفاجأ القائم علي الحكم بمواقف خطيرة ، تستلزم منه سرعة البت ولا يمكنه معها أن يقف صانع القرار طويلا لأن مثل هذه المواقف تفوت عليه الفرصة ولن يطيق الشعب الانتظار.

فعلي متخذ القرار أن يدرس مقدما جميع الاحتمالات ليقيم لنفسه ولمعاونيه دليلا واضحا هاديا ، ويزيد من أهمية ذلك أن الخطأ الذي يقع فيه يكون عميقا وخطيرا بقدر ما لهذا المسئول من حساسية منصب ومقام رفيع.

إن أخطر معوقات ما بعد التقدم أن يتأخر تكوين الفلسفة الجديدة عن أحداث التغييرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي قامت من أجلها كل التغيرات الجوهرية فى العشر سنوات الماضية ، لأن ذلك يعني أن العقلية القديمة
ما زالت تسيطر علي الإطار الثوري والعقلية الثورية لم تولد بعد.