محمد دياب يكتب: ضبط الأسعار وترشيد الاستهلاك

تعاني الأسر المصرية من ارتفاع الأسعار خاصة في المنتجات الغذائية مما يشكل عبئاً كبيراً على القدرة الشرائية للمواطنين رغم الجهود الحكومية المستمرة لتوفير الاحتياجات الأساسية عبر الإنتاج المحلي والاستيراد
ومن بين التحديات التي تثقل كاهل الأسرة المصرية تأتي الزيادات في أسعار المرافق مثل الكهرباء والمياه والغاز وهو ما يستوجب البحث عن حلول لضبط هذه التكاليف سواء من خلال رفع مستوى الدخل أو إعادة تقييم تسعير الخدمات بشكل أكثر دقة. فالشرائح المرتفعة في أسعار الكهرباء تؤثر على ميزانية كل منزل كما أن تأخر تسجيل الاستهلاك يؤدي إلى تضخم الفواتير وهو أمر لا يتناسب مع دخول المواطنين. وبالمثل فإن زيادة أسعار المياه والغاز تمثل تحدياً إضافياً خاصة مع ارتفاع تكلفة استيراد أسطوانات البوتاجاز
من الضروري أن تضع الحكومة معايير واضحة لتعديل الأسعار بطريقة تضمن الحد من الأعباء على المواطنين مع تكثيف الرقابة على قراءة العدادات لضمان عدالة الفواتير. وفي ظل هذه الظروف أصبحت الأسر المصرية أكثر وعياً بضرورة ترشيد استهلاكها للكهرباء والمياه والغاز لتجنب الزيادات الكبيرة في الفواتير
إلى جانب ذلك يعد التوسع في استخدام الطاقة الشمسية خطوة مهمة نحو تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية مما يساهم في خفض تكاليف الاستهلاك على المدى الطويل. وينبغي أن تلعب وزارة الإسكان دوراً محورياً في تعميم استخدام الألواح الشمسية في المشروعات السكنية الجديدة بحيث تصبح جزءاً أساسياً من تصميم الوحدات السكنية الحديثة مما يخفف العبء على المواطنين ويعزز الاستدامة
لقد استثمرت الدولة مليارات الدولارات في مشروعات الطاقة الكهربائية لضمان استقرار إمداداتها في جميع القطاعات ومن الضروري الاستفادة من هذه الطاقة بشكل مسؤول سواء في الاستخدام المنزلي أو في الصناعة. ومع توافر مصادر الطاقة المتجددة في مصر مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بات من الممكن التوسع في إنتاج الكهرباء النظيفة خاصة أن الدولة تهدف إلى تغطية احتياجاتها عبر مصادر غير تقليدية وهو ما يعزز الأمن الطاقي ويسهم في تخفيف الأعباء الاقتصادية على المواطنين
ان تحقيق التوازن بين ضبط الأسعار وترشيد الاستهلاك يمثل الحل الأمثل لضمان استدامة الموارد وتخفيف الأعباء عن الأسر المصرية مما يتطلب تعاوناً مشتركاً بين الدولة والمواطنين لمواجهة هذه التحديات بفعالية