الطريق
السبت 3 مايو 2025 05:24 مـ 6 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
الثقافة تكرم المناضلة السيناوية فرحانة في الملتقى 20 للمرأة الحدودية بالعريش وزير الإسكان يتفقد مشروع ”الإسكان الحر” بمدينة السويس الجديدة صناع الحياة عضو التحالف الوطني تشارك في دعم أهالي حادث حريق كنيسة محافظة قنا الصحة تعلن تفعيل خدمة القسطرة المخية بمستشفى دمنهور التعليمي بمحافظة البحيرة فوز سبعة من طلاب الأزهر بالمراكز الأولى في مسابقة الفيزياء لعام 2025 وزير الإسكان ومحافظ السويس يتفقدان مشروع رافع مياه السخنة ( الندى ) لتغذية مدينة السلام 1 و 2 اتصال وزير الخارجية والهجرة مع مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق الأوسط مركز الابتكار وريادة الأعمال بجامعة الأزهر يطلق برنامج «المعلّم الريادي» وزارة الشباب والرياضة تواصل تنفيذ الندوات التعريفية التدريبية لبرنامج ريادة الأعمال ”اكتشف قدراتك” بعدة محافظات 2000 مشارك بشواطيء وشوارع العلمين الجديده يتنافسون في فعاليات رياضية دولية جولة مشاورات سياسية بين مصر والمغرب بالرباط على مستوى مساعدي وزير الخارجية السفير المصري لدى كينيا يبحث فرص التعاون الثنائي مع وزير الصحة الكيني

شحاته زكريا يكتب: مصر.. توازن الحسم في زمن العواصف الدولي

شحاته زكريا
شحاته زكريا

منذ أكثر من عقد ومصر تخوض معركة البقاء والتقدم في عالم تتغير موازينه بسرعة غير مسبوقة. ما بين تحولات سياسية حادة، وأزمات اقتصادية عالمية، وصراعات إقليمية متشابكة ، تبدو القاهرة وكأنها تسير على خيط رفيع بين تحديات داخلية ضاغطة وتعقيدات دولية تزداد تشابكا. ومع ذلك تثبت الدولة المصرية يوما بعد يوم أنها تمتلك مفاتيح التوازن لا بالصدفة أو بالمجاملات ، ولكن بفضل سياسة واعية تدرك أن القوة ليست في الصدام ، بل في إدارة الصراع بذكاء.

في قلب المشهد الإقليمي تلعب مصر دورا محوريا يتجاوز مجرد الدفاع عن أمنها القومي ، إلى صياغة معادلات جديدة تضمن الاستقرار وسط اضطرابات لا تهدأ. الأزمة في غزة مثال صارخ على ذلك حيث ترفض القاهرة أن تكون جزءا من أي ترتيبات مشبوهة تُفرض على الفلسطينيين لكنها في الوقت ذاته تدرك أن التعامل مع هذه الأزمة يتطلب أكثر من مجرد بيانات الإدانة. إنها معركة دبلوماسية وأمنية واقتصادية تديرها مصر بحسابات دقيقة لضمان عدم تحولها إلى أزمة داخل حدودها.

ولا تتوقف مصر عند حدود الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فملف العلاقات مع القوى الكبرى يشكل اختبارا مستمرا لقدرة الدولة على الحفاظ على استقلال قرارها. العلاقة مع الولايات المتحدة تمر بمنعطف حساس ، لكنها ليست وليدة اللحظة ، بل نتاج عقود من الشراكة التي لم تكن يوما خالية من التحديات. وبينما يسارع البعض إلى استنتاجات متسرعة حول توتر العلاقات يظل صانع القرار المصري مدركا أن السياسة لا تُدار بالقطيعة بل بالتفاوض والضغط الذكي وتحقيق المصالح دون تفريط في الثوابت.

أما على المستوى الداخلي فمصر تخوض حربا من نوع آخر ضد أزمات اقتصادية تتأثر بالعوامل الدولية والإقليمية. مع ارتفاع أسعار السلع عالميًا، والتقلبات في أسواق الطاقة، تجد الدولة نفسها أمام اختبار صعب: كيف تحافظ على استقرارها الاقتصادي دون المساس بحقوق مواطنيها في حياة كريمة؟ الإجابة ليست سهلة، لكنها تبدأ بالإصلاح، وتعزيز الإنتاج المحلي، وخلق بيئة استثمارية جاذبة، وليس بالاعتماد على حلول مؤقتة تضمن تهدئة الشارع على حساب المستقبل.

وسط هذه التحديات ، يبرز السؤال الأهم: كيف استطاعت مصر أن تظل واقفة في زمن سقطت فيه دول كبرى أمام أعاصير السياسة والاقتصاد؟ الإجابة تكمن في قدرتها على إدارة ملفاتها بحكمة دون اندفاع أو تراجع، وفي احتفاظها بميزة نادرة في عالم اليوم: المرونة الاستراتيجية التي تجمع بين الصلابة والبراغماتية.

في عالم يتغير كل لحظة ليس البقاء للأقوى عسكريا أو اقتصاديا فقط بل للأذكى سياسيا. ومصر رغم كل ما تواجهه، أثبتت أنها ليست مجرد لاعب في المشهد الدولي ، بل رقم صعب لا يمكن تجاوزه وشريك لا غنى عنه في معادلات الاستقرار الإقليمي والدولي.