الطريق
الثلاثاء 18 مارس 2025 11:14 مـ 19 رمضان 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
مصر والبحرين تؤكدان الرفض التام لأي إجراءات أو قرارات تدفع تجاه تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وزير الخارجية الإسرائيلي: الهجمات على غزة ستستمر مباحثات هاتفية بين وزير الخارجية ومبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي الجبهة الوطنية: منار وعصام نائبان للأمين العام و”الحمامصي ومسلم” مساعدان اتصالات لوزير الخارجية مع مسئولين أوروبيين بشأن التطورات في غزة تحالف الأحزاب المصرية يدين بأشد العبارات استئناف إسرائيل الحرب على غزة وزيرة البيئة: تشكيل مجموعة عمل علمية تختص بملف المحميات وإطلاق سلسلة من الحوارات المجتمعية بالمحافظات سفير تركيا بمصر يشارك في الاحتفال بذكرى ”يوم _الشهداء ” بمقابر الشهداء الأتراك بالقاهرة العارف بالله طلعت يكتب: تماسك الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات الراهنة مصر ترحب بإتمام مفاوضات السلام بين أرمينيا وأذربيجان الحكومة: تحقيق أعلى قيمة فائض أولي ليصل إلى 330 مليار جنيه خلال 8 أشهر وزير التربية والتعليم يشهد إطلاق مبادرة لتعزيز قدرات المجتمع في الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركة ”مايكروسوفت”

حمدي حمادة يكتب: الحنين وذكريات الطفولة بمدينة الأجداد

دائما يشدك الحنين للماضى وبكل مباهجه وذكريات الطفولة العذبة والمرحة والتنطيط والشقاوة ولو كانت الشعبطة خلف الحنطور.

- وفى طفولتى حيث ولدت فى مدينة الأجداد مدينة "فوه" بمحافظه كفر الشيخ وكانت فى زمن ولادتى تابعة لمديرية الغربية ويطلق عليها فوه فؤادية.

- وأعلم مكان ولادتى وبمنطقه سوق الجمعة وفى بناية "الخلال" وكانت تحفه معمارية وعلى جدرانها التماثيل اليونانية البارزة وفى نحت معمارى رائع للوجوة وكأنك تشاهد وجه الملكة كليوباترا أو آلهة الجمال فينوس عند الإغريق أو البطالمة.

- وكانت تحفة المعمار لبيت "الخلال" على بعد أمتار من مسجد "سيدى عبد اللا" المواجهة "للتكية" الخلوتية والتى أصبحت الآن مقرا لمنطقة آثار فوه، وللأسف تهدم وأزيل مكان ومخدع ولادتى وأصبح برجا سكنيا الآن ومنذ عده سنوات لم تتجاوز الـ ١٠ سنوات.

- وذكريات الطفولة بين الأقارب والأحباب وأولاد الخالات والعمة الكبيرة الحاجه "فطومة حمادة" والده الراحل الحاج أنور شاهين مالك السرجة القديمة الموروثة عن الجدود وهى عمه والدى محمد أفندى حمادة الذى عينه اللبان باشا فى بنك التسليف فى بدايات الخمسينيات.

وأنا لا أنسى بالطبع الإمام الشيخ الجليل على عمارة زوج خالتى وابن عم والدتى ولا خال والدتى الحاج عبد الفتاح السنهورى ولا عائله جدتى "أنهام هانم الطيبانى" ومازالت "عزبه" الطيبانى موجودة فى نطاق قريه "سنديون" وأشتم رائحة طيبة الجدود فى الأرض الموروثة لنا وللآن، وياطالما قصت لى الحكايات جدتى "أنهام الطيبانى" عن الجد الكبير الذى شيد وبنى مسجد "سيدى أبو عيسى" الأثرى بمنطقه "السوق الصغير" وكان من أشهر أسواق مدينتى "فوه" ولقربة من بدايات شارع النحاسين الشهير.

- ولا أنسى بالطبع الحاج الشيخ "على شيحا" زميل وصديق الدراسه والصبا لجدى الشيخ "محمد حماده" خريج الأزهر عام ١٩١٦ والحاج على شيحا رحمه الله عليه هو جد أخواتى الحاج جابر وإبراهيم وعلى والدكتور محمد شيحا وعلى شيحا وحمدى الخلال ومتعدش من الأحفاد وأبناء أبناء الأحفاد.

- وأنا لو عددت الأسماء من الأقارب والأنساب والأحباب والجيران فهى بالعشرات والله بل وتزيد عن المئات ومنهم مثلا عائله "الشامى" التى تنتمى لها جدتى لوالدى ولا "أولاد العمات" من عائلات "الطراوى" والبنا وريحان وغزال وعتيبة ورجب واللقانى والمملوك وزلط وكدش والخطيب ونعيم ومحرم والقماح والطرينى وموافى وعنانى والسعدنى والنشار وأمين وسيدروحه والفضالى والشابورى وشبور والغاياتى وأبو السعد وأبو مصطفى وعصاية وعائلات عمارة بالطبع وهم أجدادى من الوالده أو الملاحة والديب وماجور والكحكى وفوده والغزولى والفطرانى ودهنة والعطار والهابط والهربيطى والشملول والمدنى والخلال والدخاخنى والسنكرى والغرباوى وموينه والكخيا والعباسى مثلا مثلا.

- وفى مدينتى غالبية العائلات يربطها النسب العتيد والوطيد ومن سعادتى أن عائلتى ترتبط بأغلب عائلات "فوه" حيث حميمة الحب والوداد بين كل الأهل والأقارب والأحباب.

- وحتى فى "سنديون"وهى على بعد أربعة كيلو مترات من مدينتى "فوه" حيث خالات والدتى اللا تى تزوجن من كبريات العائلات كالسمادونى وكرشاه والجندى واللبان وأبوزيد ولو عددت العائلات فإنها لا تعد.

- ودوما أتجول لمشاهده الأماكن القديمة كشارع "النحاسين" الذى كان يعج بالورش ومحلات بيع النحاس والذى إندثرت معالمه ولم يتبق منه سوى بعض الشواهد كمحلات "الطوخى" الذى يتجاوز بناؤه بأكثر من ١٥٠ عاما واليافطة كما هى حتى الاسم المكتوب باللغه الإنجليزية.

- لاحظوا الجمال التاريخى الذى أفتقدنا لرؤياه ولو كان كواجهة لمحل وكان شهيرا فى الزمن الذى ولى وتخيل زحمة الزبائن وحركه البيع والشراء أيام خير زمان.

- وفى مدينتى كان أشهر "حلوانى" هو "النظامى" وما أدراك ما هى "هريسه" النظامى.

- وأشهر فسخانى "خميس" ومازال والذى يتوافد عليه ذواقه الفسيخ ومن مختلف المحافظات حيث الأقدم فى المهنة والصنعة ولا تقوللى سيدى سالم أو نبروه محلات فسيخ "خميس" قاربت من ال ٢٠٠ عام .. ومن أشهر من تعامل مع محل خميس الفسخانى "الشيخ الشعراوى" رحمه الله عليه وأيضا كان هناك "حمتو" الفسخانى بالسوق الصغير وتهدم محله ولم يعد موجودا.

- ومن ينسى أحمد عبد الكريم أشهر من كان يبيع "الفلافل" كما كان "الدخاخنى" أشهر من يبيع الفول المدمس وللآن وأيضا عم "سيد رميح" وكان يقابل محله أشهر بقال الخال "عبد الفتاح السنهورى" والد الراحل المستشار أحمد السنهورى ابن خال والدتى.

- ويا خساره راحت أيام زمان زمن الكليم والبطانية الصوف المرفية والأحرمة الصوفية وكانت توزن بالرطل.

"وسجاد فوه اليدوى تلاشت صنعته أيضا بل وتآكلت أنوالة اليدوية.

- ومدينتى "فوه" ذات تراث عامر ومنذ القدم ومن أيام الفراعنة وحتى فى عهد الوالى "محمد على باشا" فكانت مدينة القناصل للدول الأجنبية بل وأنشأ بها "محمد على باشا" أول مصنع "للطرابيش" واستقدم له أمهر الصناع "المغاربة" و"التوانسة" فى تلك الصنعة.

- وكان "طربوش" محمد على يباع ب ٣٥ قرشا
-وطربوش فوه ب ٣٠ قرشا وكان يقتنيه الكبار والوجهاء وعليه القوم لأن المليم كانت له القيمة والقرش قيمته ١٠ مليم.

- ولن أتحدث عن المساجد الأثرية التى لا حصر لها وذات البناء والتشييد المتميز ومازالت تقام بها الصلوات كمسجد "القنائى" و"أبو المكارم" "وأبو النجاه" والشيخ شعبان و"داعى الدار" و"أبوعيسى" و"الكورانيه" و"سيدى عبد اللا" و"السبعه" وغيرها.

- ثم من ينسى أو يتناسى بأن "سعد باشا زغلول" إبن قرية "إبيانه" مركز فوه فؤاديه والتى أصبحت تابعة الآن لمدينة مطوبس وكانت أيضا إحدى قرى مركز فوه.

- ومن ينسى البنزينة وبجوار نادى النيل وكنا نستقلها من على شط النيل لنذهب الى "المحمودية" ونستمتع برحله النيل وتلاشى موقعها الآن وإستغلته إحدى النائبات والذى كان بالقرب من بوابة مالطة الأثرية.

- وحتى "الحناطير" أصبحت نادرة بل ويتلاشى وجودها رويدا رويدا وكانت فى زمنى بالعشرات أو قل بالمئات كحناطير الأقصر الآن.

- وأيضا لا تشاهد أو تجد باعة "أم الخلول" أوالجمبرى أوالسمك من السريحه القادمون من رشيد وبرج مغيزل وكان القرطاس لا يزيد سعره عن خمسه صاغ ووزنها يقارب الكيلو كان البيع بالربعة.

- كان الخير والرزق طاغيا ومعمما.

- وحتى "أنوال" نسج البطاطين والكليم لم تعد موجوده فى غالبيه منازل فوه.

- وكانت المقاهى لا تزدحم سوى بعد صلاه العشاء وكان من العيب أن تجلس على مقهى ! ولا أنسى "قطار" الدلتا الصغير وهو يخترق الحقول وصفارته تزعق وكأنه تروماى شارع عبد العزيز أو العتبه بالقاهره المعزية كان قطر الدلتا يتهادى بمنطقه البركه وكان يخترقها متوجها الى سنديون أوالقرى وحتى مطوبس وقراها وكان قادما من دسوق.

- وكان طريقه هو شارع الفتح الآن ولم تكن هناك مبان بل مساحات من الأراضى البور المحيطه بخطو ط مساره.

- وعلى البعد من سكة قطر الدلتا تشاهد زراعات الأرز أوالقصب الأحمر الذى إختفى الآن وكان العود "بتعريفة" وعود القصب الأبيض وبخطوط حمراء "بقرش" صاغ وكنا نشترية من بائع كان يركن الشلايش على سور مسجد سيدى عبد اللا بسوق الجمعة.

- والآن تبدلت الأحوال وحلت "التكاتك" بدلا من الحناطير التى تجرها الخيول والدنيا بتلف الآن وبتدور.

- الله يرحم أيام وليال زمان.