أيمن رفعت المحجوب يكتب: شباب اليوم

كثير من الشباب في مصر- حتي من كان من الثوار- يرفض المشاركة في العمل الوطني أو السياسي علي كل المستويات مما يسقط شريحة كبيرة من المجتمع من التعبير عن رأيها ويبعدها عن صنع المستقبل.
يرجع البعض ذلك إلي أن الأوضاع الحالية والنظام السياسي العامل محل ثقة بالغة ويشمله الكمال المتناهي, وعليه فليس في الإمكان أبدع مما نحن فيه الآن.
وهذه مدرسة معروفة ولها مؤيدوها.
وهناك وفريق آخر يرد هذه العزلة إلي عدم الثقة والشعور باللامبالاة وغياب الضمير والوعي الوطني وعليه فليس في الإمكان أي شيء وهذه أيضا مدرسة معروفة ولها مؤيدوها.
الحقيقة أن هناك فريقا ثالثا يمثل القاعدة العريضة من أبناء مصر شاركوا والبعض منهم لم يشارك في مرحلة الثورة والحراك الذي تبعها كل فريق علي طريقته ولكن يجمعهم أمر واحد( حب الوطن) يؤمنون بالتطور ولهم ضمير وطني يمكن أن يكون حضورهم واعيا ولكن تشغلهم بعض الأمور التي تعرقل مسيرتهم.
فالشباب من دون الخبز لن تغنيه, والشباب من دون الكلمة لن يغنيهم الخبز, ودرب التاريخ في العالم أكد انتصار مبدأ الحرية الاقتصادية ولكن يجب ألا يختلط علينا أن تطبيق هذا المبدأ لا يعني أبدا اختفاء دور الدولة, ولو حدث ذلك يكون هزيمة للحرية الاجتماعية وهزيمة للحرية الحقيقية وتكون الفردوس المنشود ساحة نزال يقهر فيها الأقوياء والضعفاء, أو صراع طبقي يفضي إلي فوضي في كثير من محافظات البلاد ونظنه بلطجة، وهو اقرب ما نحن فيه الآن للاسف....!!!
ويعلن يومها باسم المنافسة الحرة, وتكافؤ الفرص, و في ظل القانون الذي ينصر الأغنياء وموت الفقراء.
يومها ستفقد القيم العزيزة مضمونها, يومها لن تكون الحرية مسئولة, ولن يكون تكافؤ الفرص واقعا, ولن يكون القانون عادلا, ولن ينعم الأحرار بالفردوس .