الطريق
الثلاثاء 1 يوليو 2025 09:48 صـ 6 محرّم 1447 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
جمعية الدكتور مصطفى محمود عضو التحالف الوطني تُوقع عقد تشطيب صرحها الطبي الجديد بأكتوبر وزير السياحة والآثار يترأس اجتماع مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار رئيسة الجمهورية الناميبية تستقبل السفير المصري مراسلة «القاهرة الإخبارية»: هجوم صاروخي يعطل مطار كركوك ويتسبب بأضرار واسعة وحالة ذعر وزير الثقافة والمحافظ يفتتحان الدورة الأولى لمعرض الفيوم للكتاب ضمن احتفالات الوزارة بثورة الـ 30من يونيو مجلس إدارة نادي الزمالك يوجه الشكر للكابتن أيمن الرمادى علي الفترة التي قضاها مع الفريق الخارجية السورية: قرار ترامب برفع العقوبات نقطة تحول مهمة من شأنها دفع البلاد نحو مرحلة جديدة من الاستقرار تفاصيل الاجتماع الفني للبطولة العربية لسيدات كرة السلة بالقاهرة وزير الاتصالات: 30 يونيو لحظة فارقة أثبت فيها الشعب المصري قدرته على حماية هويته محافظ الغربية يجوب شوارع المحلة الكبرى القاهرة الإخبارية: هجمات شرسة من المستوطنين الإسرائيليين على المدنيين الفلسطينيين في كفر مالك بالضفة الغربية وكيل تعليم كفر الشيخ: إجراء المقابلات مع المتقدمين للتجديد للوظائف الإشرافية

شحاته زكريا يكتب: التعليم في مصر.. الاستثمار في البشر قبل الحجر

شحاته زكريا
شحاته زكريا

عندما نتحدث عن التنمية المستدامة فإننا غالبا ما ننشغل بالمباني، والمشروعات، والاستثمارات الضخمة، لكننا ننسى أن التنمية الحقيقية تبدأ من الإنسان نفسه. في مصر التعليم ليس مجرد نظام دراسي أو مقررات تُدرّس بل هو العمود الفقري لرأس المال الاجتماعي الذي يمكن أن يغير وجه البلاد. فهل نملك الوعي الكافي لاستثماره كما ينبغي؟

رأس المال الاجتماعي لا يُقاس بالأموال بل يُقاس بمدى قدرة الأفراد على التفاعل، والتعاون، وبناء مجتمع قائم على المعرفة والثقة. في قطاع التعليم هذا يعني أن النجاح لا يكمن فقط في عدد المدارس أو الجامعات بل في جودة العلاقات التي نبنيها داخل المنظومة التعليمية. الطالب الذي يتعلم في بيئة تحفزه على الإبداع والنقاش ، والمعلم الذي يرى وظيفته رسالة وليس مجرد مهنة ، والمجتمع الذي يدرك أن الاستثمار في العقول هو السبيل الوحيد لمستقبل أفضل كل هؤلاء يشكلون معا رأس المال الاجتماعي الحقيقي.

لكن السؤال الأهم: هل نظامنا التعليمي الحالي قادر على خلق هذا النوع من الرأسمال؟ الحقيقة أن التعليم في مصر رغم كل التطورات التي شهدها لا يزال يعاني من فجوة بين ما يُدرّس وما يحتاجه المجتمع. الطلاب يحفظون المعلومات لكنهم يفتقرون إلى القدرة على التفكير النقدي. المعلمون يُطلب منهم الالتزام بالمقررات ، لكنهم لا يجدون الوقت أو الموارد لتطوير أنفسهم. المؤسسات التعليمية تُبنى لكن الروح التي يجب أن تسري فيها لا تزال مفقودة في كثير من الأحيان.

التعليم ليس مجرد شهادات بل شبكة معقدة من العلاقات والقيم والمعتقدات التي تحدد مسار المجتمع. في الدول التي أدركت هذا المفهوم تحولت المدارس إلى بيئات تُبنى فيها الثقة، وتُعزز فيها روح التعاون ، ويُمنح فيها الجميع فرصة للنجاح. في مصر لدينا كل المقومات لبناء نظام تعليمي يُراكم رأس المال الاجتماعي لكننا بحاجة إلى إعادة التفكير في الأولويات.

التنمية المستدامة لا تتحقق بمشروعات ضخمة فقط بل تتحقق حين يصبح التعليم وسيلة لبناء مجتمع قادر على مواجهة المستقبل بثقة. إذا أردنا أن نرى مصر في مقدمة الدول فعلينا أن ندرك أن الثروة الحقيقية ليست في النفط أو العقارات بل في العقول التي نفشل في استثمارها كما ينبغي.

موضوعات متعلقة