أول طبيبة مصرية.. هيلانة سيداروس تجاوزت حد الطموح وعبرت حاجز المستحيل

تجاوزت هيلانة سيداروس حد الطموح الذى فرضته الظروف على فتيات جيلها، واللاتي أجبرن على الوقوف عند منطقة بعينها، وأصرت على تحقيق حلمها مهما كانت نظرة الأخرين لها، وحاربت من أجله لتصبح أول فتاة تحصل على شهادة الطب من بريطانيا، وتمارس الطب فى سن الـ25 عاما، بالاضافة إلى افتتاحها أول عيادة فى مصر.

"الطريق" يقدم أبرز محطات عن رحلة هيلانة سيداروس في السطور القادمة..

ولدت "هيلانة" فى 13 يناير 1904 بمدينة طنطا، وكان تعليم الفتيات انذاك أمرا غير مستحب، وإن حدث، ويكتفى فقط بتعليمهن حتى المرحلة الابتدائية، كما كانت المهنة الوحيدة المتاحة للمرأة، وعلى مضض، هي التدريس.

وعندما قامت ثورة 1919 شاركت هيلانة وهى ابنة الخامسة عشر عاما فى المظاهرات التى قادتها بعض الفتيات والسيدات فى ذلك الوقت.

بعد دراستها الابتدائية التحقت بالقسم الداخلى بمدرسة السنية للبنات بالقاهرة، وبعدها بكلية اعداد المعلمات، وفى نهاية السنة الثانية تم ارسالها فى بعثة إلى لندن 1922 للتخصص فى الرياضيات وتعد من اوائل الدارسات بإنجلترا.

 ثم التحقت بمدرسة لندن الطبية لتدرس الطب مع خمس مصريات أخريات وأصبحت طبيبة مؤهلة عام 1930.

كما عادت إلى مصر لتعمل فى مستشفى "كتشنر" لتصبح أول طبيبة مصرية، وافتتحت عيادة خاصة بها وقامت بالتوليد واجراء العمليات الجراحية بالمستشفى القبطي.

وكانت "هيلانة" من الرافضين والمقاومين للاحتلال الانجليزى وتشارك فى اجتماعات الحركة النسائية بقيادة السيدة صفية زغلول لمقاومة هذا الاحتلال ومقاطعة البضائع الانجليزية ثم انضمت الى جمعية هدى شعراوى.

بعد أن تجاوزت السبعين من عمرها، توقف عن العمل لظروف مرضها، فاستقالت من عملها وانضمت الى الجمعية الخيرية القبطية للعمل الاجتماعى .

واهتمت فترة عملها بالجمعية الخيرية القبطية بترجمة العديد من الكتب للأطفال .

ورحلت عن عالمنا فى صباح الخميس 15 اكتوبر 1998 عن عمر يناهز الـ94 عاما.