العارف بالله طلعت يكتب: يا ليلة العيد

العيد مرادف للفرح، وله طقوسه التي توارثناها عن الآباء والأجداد، ومن هذه الطقوس الأغنية التي تخص هذه المناسبة بكل ألوانها ودلالاتها، والتي يجب أن تعبر عن الفرح، وتحمل البهجة والتآلف، ونزع الخلافات مهما تكن، وأن تكون ذات إيقاع سريع.
وأغاني العيد من أغاني المناسبات المستمرة، ظلت تبث خلال الأعياد عبر عشرات السنين، وهي تختلف عن غيرها من أعمال المناسبات كالأغاني الوطنية والتي ترتبط ببلد بعينه وتعني مناسبة تخصه.
في حين أن أغاني العيد تذاع في هذا كل البلدان وأغاني العيد تلحن بأسلوب فرح وعذب، لأنها تتعامل مع حدث ينتظره الناس بفرح ، فلا يصح أن يكون في كلماتها ألم أو فراق.
أغاني العيد جزءا أساسيا من التراث الفني العربي، حيث تبقى الألحان والكلمات العذبة مرجعية للمجتمع في كل موسم عيد، وتنقل هذه الأغاني مشاعر الفرح والبهجة.
وتستمر في جذب الأجيال المختلفة حولها وترديد نغماتها، من كبار المطربين الكلاسيكيين مثل محمد عبد الوهاب، إلى النجوم الشباب الذين أضافوا لمساتهم العصرية.
وكان أول من أضفى البهجة في العيد بأغانيه هو المطرب محمد عبد الوهاب بأغنيته الشهيرة يا عيد، التي أداها بصوته الرائع وألحانه الفريدة، وكانت من كلمات حسين السيد، ومثلت قمة الروعة في تقديم أجواء العيد. وارتبطت بكل تفاصيل العيد في آذان المستمع العربي، لتصبح هذه الأغنية من كلاسيكيات الأعياد التي لا تكتمل أي احتفالية للعيد بدونها.
وجاءت أيضا أم كلثوم باغنية يا ليلة العيد التي أصبحت رمزا للأحتفال بالعيد في جميع البلدان العربية، وغنتها ام كلثوم خلال أحداث فيلم دنانير، وهي من كلمات أحمد رامي، ومن ألحان رياض السنباطي.
مرورا بسيدة الطرب العربي فيروز التي كانت أيضا من أبرز من أضافوا لمسة سحرية لأغاني العيد. أغنيتها عيد سعيد، وكانت من ألحان عاصي الرحباني وكتب كلماتها منصور الرحباني، وجسدت أجواء الفرح العميق التي يصاحبها صوت شجي يبعث الدفء في نفوس المستمعين.
ومن أكثر ما يميز هذه الأغنية أنها جسدت فرحة العيد بدقة شديدة، سواء في كلماتها أو في ألحانها، مما جعلها محبوبة ومفضلة لجميع الأجيال.
ثم المطربة صفاء أبو السعود جاءت بأغنية أهلا بالعيد التي أضافت بهجة على كل المستمعين، وكانت من ألحان جمال سلامة وكتب كلماتها عبد الوهاب محمد، وقد جسدت أجواء الفرح والسعادة في كل الأنحاء لمجرد سماع كلماتها وألحانها،
فالأغاني العيدية تجسد الروح والموروث الشعبي للشعوب العربية والمصرية، مما يجعلها عنصرا لا يمكن تجاهله في تاريخ وثقافة تلك الشعوب وفي العصور القديمة، كانت أغاني العيد ترتبط بشكل وثيق بالتراث الشعبي والموسيقى الشعبية، وقد كانت تعبر عن قيم ومفاهيم ثقافية تقليدية وتعبير عن الفرح والاحتفال بالمناسبات السعيدة.
هناك العديد من الشعراء الذين يعتبرون رموزا للتعبير عن روح العيد، سواء في الفرح أو الحنين منهم المتنبي عكس مشاعر الحزن والأشواق في العيد في قصيدته "بأي حال عدت يا عيد؟" التي كتبها ليلة استعداده للهرب من مصر.ونزار قباني عبر عن مشاعر الحنين والأشواق في العيد في العديد من قصائده، مثل قصيدة "يا عيد عذرا".
ولم يعبر محمود درويش بشكل مباشر عن العيد، لكن بعض قصائده تحمل دلالات عميقة حول الحنين والوطن، والتي يمكن تفسيرها على أنها تعبير عن فرحة العيد في نفوس المحبين لوطنهم.وخالد الفيصل من الشعراء الذين كتبوا عن العيد بطريقة نبطية شعبية، مما جعل قصائده أكثر قربا إلى قلوب الناس.
وهناك العديد من الأمثلة التي حاولت تقديم أغاني العيد، مثل ما قدمته الفنانة نور الهدى اللبنانية بأغنية "هل هلال العيد على الإسلام سعيد"، والتي قدمتها من خلال أحداث فيلم "عايزة اتجوز"، عام 1952، وهذه الأغنية من ألحان فريد الأطرش
و«أيام العيد» لفيروز، و«كل عام وأنتم بخير» للراحل طلال مداح، وغيرها.
ومن الأغاني التي تناولت عيد الأضحى كطقس ديني وتفردت بهذا الجانب، أغنية أسمهان «عليك صلاة الله وسلامه». واغنية «حلوت واللهجات الله اوقاتكم الأعياد» لوردة الجزائرية، أو«ليلة العيد» لفرقة (الفور إم)، إلى جانب أعمال أخرى لوديع الصافي ونجاة الصغيرة.