الطريق
الأربعاء 1 مايو 2024 05:06 صـ 22 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«صانع أقفاص»: «مهنتنا ماتت.. والفضل للفايبر والسفنج»

صناعة الأقفاص، من الصناعات اليدوية المعرضة للاندثار، إذ تطلب مجهود بدني كبير، لقطع «الجريد» المستخدم في مهنة صنع الأقفاص من النخيل، ثم العمل عليه كي يصبح جاهزًا، لكن البلاستيك والكرتون يُجهزون على ما تبقى من روح المهنة.
صانع الأقفاص

علي عبدالرزاق، رجل خمسيني من محافظة الجيزة، صانع أقفاص أبً عن جد، كبر لتمنعه إعاقته الجسدية من العمل في الأراضي كعادة المحيطين به، ثم بدأ يعمل في صناعة الأقفاص مع والده، شرب المهنة كالماء، حتى أصبح قادرًا على صناعة 50 قفصًا في اليوم الواحد.
بعدما تزوج ورزق بأولاد، عملوا في مجالات مختلفة عن صناعة الأقفاص، لكنه أرغمهم على العمل معه منعًا لاندثار المهنة، وقلة الدخل الآتي منها، ويبدأ يومهم من الساعة السادسة صباحًا وحتى السادسة مساءً.

أدوات المهنة
قال «عبد الرزاق»، إن الأدوات المستخدمة قليلة، أهمها المجرد، وهو سكين طويل حاد في نهايته جزء خشبي، يشتروه من أسواق المناوات مقابل 300 جنيهًا، ويتلف بعد ثلاثة أشهر من العمل الدؤوب به.
والآلة الثانية اللقط-الماسورة- وطولها 10 سنتيمتر، مجوفة، الجزء الذي يوضع على الخشب حاد، والآداة الثالثة خشبة مسطحة ثقيلة، يتم النقر بها على اللقط لصنع فراغات دائرية.

تهيئة «الجريد» للاستخدام
قبل تقطيع الجريدة لصنع القفص، يجب تجريدها من الزعف -الخوص-، ويفرم ليوضع في «الموبيلية» صناعة الخشب، لكن قضى عليها «الفايبر والسفنج»، ثم تقطع إلى قطع صغيرة، معلومة المقاسات، وتحدد مقاساتها على حسب حجم القفص المطلوب، بواسطة المتر الخاص بالقياس، ويتكون القفص من العمل، العيدان، والأيدي الخاصة بتثبيته.

أسعار البيع
يحتاج القفص الصغير لـ3 «جريدات» لصنعه، في حين أن الكبير يحتاج إلى ستة، ثمن الواحدة جنيهًا، ويباع الصغير بـ4 جنيهات، والكبير بـ8، أي أن مكسب الواحد لا يتعدى جنيهين، يخصم منهم ثمن الأدوات الخاصة بالصناعة، والتي تجدد كل شهران تقريبًا بقيمة 350 جنيهًا، مما يجعل المكسب ضئيل جدًا، فقد يصفي مكسب اليوم على 60 جنيهًا.

مخاطر المهنة
وأكد الرجل الخمسيني، أنهم يتعرضون لعدة مخاطر، منها قطع صباع اليد أثناء تقطيع الجريد، وقد يصل الأمر لقطع اليد بشكل كامل، ولا يوجد تأمين لهم، وهناك أشخاص يحضرون الجريد من النخيل، من الممكن أن تقطع البلطة يده، أو يسقط من على النخلة ويموت، أو يتعرض لعجز كلي.
وبحسب عبد الرازاق، أن المهنة تتطلب عمالة كثر كوجود شخص لنقل الجريد، وآخر لتقطيع الخوص، وشخص لعمل المقاسات، مشيرًا إلى أن يومية الفرد منهم تصل لـ80 جنيهًا وذلك يتم استخراجها من مكسب الأقفاص المباعة، والتي تندثر إلا خلال موسم البلح، تستخدم لتعبئته بداخلها، وتعبئة الطماطم.