الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:14 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

إلا الجيش المصري

يوم السادس عشر من أكتوبر سنة 1973 اعتلى الزعيم الراحل أنور السادات منصة مجلس الشعب وفى عينيه فخر أمة بأسرها عاشت سنوات تحت الانكسار قبل أن يعيد لها الجيش المصرى فخرها ومجدها واعتزازها بنصر حبس أنفاس التاريخ وأعاد الحياة لأمة وشعب ظنه الأعداء قد مات فى يونيه 67.

قال السادات فى خطابه إن لهذا الشعب وهذه الأمة أن تأمن بعد خوف بعد أن أصبح لها درع وسيف، فى إشارة إلى الجيش المصرى الذى حقق المعجزة العسكرية التى حسبها الكثيرون ضربًا من الجنون والمستحيل، وقد صدق الزعيم المصرى، فمنذ حرب أكتوبر المجيدة قد صار الجيش المصرى حائط الصد وظهر الأمة العربية ضد الطامعين فى ثرواتها واختراق حدودها، وعلى مر السنين كان ومازال الجيش المصرى العظيم عند حسن ظن شعبه وأمته به، فها هو يقف كالحارس الصلب الأمين عن مقدرات مصر وثرواتها ويذود عن أمن مواطنيها.

لم يتوقف الجيش المصرى عند نصر أكتوبر، فقد عكف على تحديث وتطوير نفسه فى مجالات التدريب والتسليح والانتشار حتى صار ضمن العشرة الكبار كأقوى جيوش العالم، وأصبح العصا الغليظة التى يخشاها أعداء مصر ومصدر هيبتها وعزتها وفخرها.

دومًا كان الجيش المصرى على قدر الحدث وعند الحاجة إليه، حاميًا للأرواح والممتلكات ولهيبة الدولة المصرية العريقة، وقد أثبت التاريخ منذ آلاف السنين أن الجيش المصرى كان محور الحياة منذ عصر الفراعنة، وذلك لأنه لم ينفصل يومًا عن الشعب، بل كان جزءًا منه.

ونيابة عن الشعب المصرى، أقدم عبر هذه السطور خالص التهنئة للشعب المصرى وأبطاله وشهدائه بذكرى حرب أكتوبر العطرة.

سيظل جيش مصر عظيمًا مؤمنًا ووطنيًا وقويًا وقادرًا على الذود عن مصر وأمنها وشعبها، وسيبقى المصريون فى ظهر القيادة السياسية الحكيمة والقوية، وفى ظهر جيشه الوطنى المقدام، كما سيقفون حائط صد ضد كل محاولات القوى المعادية فى زعزعة الثقة بين الجيش وشعبه.

 سيبقى جيش مصر فخر المصريين والدرع الحامى والسيف فى وجه أعداء الوطن، كما سيظل درع العروبة والعرب، مدافعًا عن الحدود والأرواح لكل من تسول له نفسه النيل من مصر وأهلها.

لقد ضرب الجيش المصرى المثل فى الشجاعة والإقدام فى حرب أكتوبر المجيدة، بشهادة العدو نفسه، واستطاع انتشال الأمة العربية كلها من براثن الهزيمة إلى قمة الانتصار والفخر.

ونوجه كل الشكر والمساندة لجيش مصر العظيم فى حروبه الحديثة ضد الإرهاب وقوى الظلام ومحاولات الفتن، ونؤكد أننا جاهزون للدفاع عن جبهتنا الداخلية بكل قوة بجانب الجيش الذى يرابط على الجبهات والحدود وفى الثكنات.

حفظ الله مصر وحفظ أهلها وقادتها وجيشها العظيم، ولذلك نبعث برسالة إلى كل من تسول له نفسه الاقتراب من الجيش ونقول له " إن الجيش المصري خط أحمر ندافع عنه بكل مانملك من قوة.. فهو ماتبقى لنا من كرامتنا وعزتنا.. وإذا كان الجيش يحارب على جبهة الخارج فنحن نضحي وندافع عنه في جبهة الداخل".