أحمد ذكى عاش معهم 30 يوم.. نرصد يوميات ”شادر مكي” الشهير للسمك
الشادر.. مصطلح يطلق على تجمعات المحلات التجارية، ومن بينها شادر «سمك ساقية مكي» في محافظة الجيزة، لتجارة جميع انواع الأسماك أو «كل مايخرج من باطن البحار»، ومن المفارقات العجيبة التي صادفت عدسة «الطريق»، أثناء رصدها لأسعار الأسماك من حيث الارتفاع والانخفاض، اشتبكت مع تاجر عاصر الفنان أحمد ذكي، الذي جسد دور الرجل الأول في السوق، لكشف تفاصيل وخفايا عملية البيع والشراء.
في البداية، يروي التجار للطريق، أن انخفاض أسعار السمك في الأسواق، يرجع سببها إلى حالة الركود في حركة البيع والشراء، وذلك لضعف الإقبال.
المعلمة "سيدة أم هشام" صاحبة محل أسماك بالسوق، أرملة خمسينية، تعول أسرة مكونة من أربعة أفراد، وتعمل في بيع السمك منذ أن كان عمرها عشرة سنوات، أوضحت ل"الطريق" أنهم يشتروا السمك من سوق العبور، الذي يجتمع فيه تجار كفر الشيخ، دمياط، الاسماعيلية، السويس، والبحر الأحمر، كل منهم متخصص في أنواع سمك تختلف عن خاصة الأخر، ويحضر التجار للسوق صباحاً، ويتم البيع علني في مزاد، وصاحب أعلى سعر يكسبه.
وبعد ذلك يتم بيعه قطاعي في الأسواق، لذا السعر يحدد من التجار الكبار، حيث يبدأوا المزاد بأقل سعر ممكن لتصبح الزيادة مقبولة، ولا دخل للتجار الصغار بمسألة التسعير، وقد يزيد سعر السمك لأنه يتم تنظيفه، بمقدار خمس جنيهات للكيلو.
قال الحاج رجب حامد أحد أكبر تجار الأسماك في سوق السمك بساقية مكي، إن أسعار الأسماك تتذبذب ما بين ارتفاع وانخفاض، وذلك منذ ما يقارب ال.10 أيام، حيث كان السعر مرتفع وثابت قبل ذلك، لكن اضطروا لتعديل الأسعار، لأن معلمين الجملة غيروها، بعد الاقبال الضعيف من التجار.
وأشار تاجر السمك إلى أن المتحكمين في الأسعار هم تجار كفر الشيخ، ودمياط، لأنها أكبر محافظات لبيعه، وقد كان سعر كيلو الجمبري يبدأ من 220 جنيهاً، بينما أصبح يبدأ من 150 جنيهاً، ل200، وسعر السبيط 150 جنيهاً، في حين أن سعر الكيلو وصل ل 170، وتعد تلك الأنواع من أغلى الأسماك الإستهلاكية، أي التي يشتريها الناس حتى ولو بشكل دوري، في حين أنه هناك أنواع مثل الرقار والهامور غير معروفة للناس، لذا لا تعد استهلاكية.
أما عن مفترشين الأرض موجودين بأعداد كبيرة وسط المحال، لا يدفعوا إيجار، ولا يخسروا أموال، بل يأثروا على حال البيع عند تجار المحال.
قال أحمد النمر يفترش الارض في وسط السوق، إنه لا يعمل بشكل قطاعي، لأن السمك الموجود بحوزته هو من يقوم بصيده ، لذلك يعتمد رزقه على حظه، ولا يبيع إلا أنواع معينة المتواجدة في ترعة المريوطية، ولهذا هو غير قادر على تأجير محل في السوق، ولكن تجار المحال يرأفون بحاله، ولا يضايقونه.
الحاج ممدوح محمد المهني صاحب ثلاجة مجمدات في سوق الساقية، قال إن أرخص أسعار السمك هو المجمد منه، بجانب أنه لا يحتاج لتنظيف، سعر كيلو "الفيليه" الأبيض، 50 جنيهاً، السبيط 50 جنهياً، كلاماري أقماع 60 جنيهاً، جمبري (40/50) 130 جنيها، ويسمى هكذا لأن الكيلو ياكون تقريباً من خمسون واحدة، أما عن الجمبري (40/30) فثمنه 150 جنيهاً لأن حجمه أكبر، وجمبري (30/20) سعره 190 جنيهاً، وهناك جمبري غير مقشر يقل سعر الكيلو عشرة جنيهات عن المذكور أعلاه، وسعر الشوربة 40 جنيهاً.
وأكد الحاج ممدوح على أن أغلب زبائنه أصحاب محلات الأسماك في الجيزة، لانخفاض أسعاره، مما يوفر لهم مكسب أكبر.
في السوق محلات للأسماك المشوية، والتي تشتري من التجار الموجودين، وتبيع بسعر أرخص من المحال الخارجية، وذلك لأن تجار المكان يخفضوا الأسعار لهم، وهناك أيضاً أصخاب محال عطارة خاصة بالاسماك، فيعد المكان سوق متكامل للأسماك ومستلزماتها.
تعد الشخصية الأشهر هو عم زكريا، لأنه كان أحد المشاركين في فيلم شادر السمك مع الفنان الراحل أحمد ذكي، قال إنه بالفعل تعامل معه عندما كان السوق الخاص بهم في غمرة، وجلس بينهم لمدة شهر، حتى يتقن دوره، لا يظلم تجار السمك.
وأوضح عم زكريا للطريق، أن أكثر الأنواع المباعة هو البلطي ملك الأسماك الشعبية، يقبل عليه كل الوافدين تقريباً، يتراوح سعر من 22ل28 جنيهاً، بعدما كان ب35 جنيهاً، البوري وسعره 50 جنيهاً بعدما كان 60، البياض وصل سعره ل60 جنيهاً، بعدما كان 70، ويعد أقل الأسماك الشعبية في نسبة البيع، لأنه أعلاها سعر.
يعاني أصحاب المحال من أسعار تأجير المحلات، لأنه يدفعون لقاء استخدام المكان، غير فواتير المياه والكهرباء، والعقود التي وقعوها قابلة للزيادة، أي إنه مع ارتفاع الأسعار ترفع أسعار الإيجار.
