الطريق
السبت 4 مايو 2024 06:00 مـ 25 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
محافظة الجيزة تنشر المستندات المطلوبة للتصالح في مخالفات البناء هاني رمزي يكشف سر تأجيل عرض مسلسل ”بدون مقابل” بدراما رمضان 2024 رسميًا.. ايبسويتش تاون يصعد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز العظمى تتجاوز الـ 30 .. الأرصاد: تحذر من طقس حار ومشمس من طلخا إلى العالمية.. عبير يونس تذهل الجميع بفنها التشكيلي ولوحاتها التعبيرية المجسدة لقضايا إنسانية رابطة الأندية المصرية تعلن اختيار هدف إمام عاشور أفضل هدف بالجولة العشرون نائب محافظ الجيزة يزور مطرانية الأقباط الأرثوذكس بطموه للتهنئة بعيد القيامة المجيد رئيس الوزراء: إزالة جميع التحديات أمام المستثمرين وتلبية احتياجاتهم مروة لاشين تكتب.. دور صندوق النيل للاستثمار الصناعي في توطين الصناعة بروتوكول تعاون بين وزارة الشباب والرياضة وجامعة الوادي الجديد ”تعليم القاهرة” تنشر خريطة عرض البرامج التعليمية الفنية على قناة مصر للتعليم الفني توريد 147 ألف طن قمح لصوامع الوادى الجديد

معجزة الشيخ عامر

سعيد محمود
سعيد محمود

في تاريخنا المعاصر الكثير من الأعلام الذين لا يعلم عنهم الناس شيئا، منهم رجل صدق بالفعل ما عاهد الله عليه، حيث من عليه المولى عز وجل بنعمة من خير النعم، وهي القرآن الكريم، فجعله من حفظة كتابه ومعلميه، والقائمين على مراجعته وطباعته، ليصل إلى جميع المسلمين، إنه الشيخ عامر السيد عثمان، ابن محافظة الشرقية.

ولد الشيخ عامر في 16 من مايو عام 1900، وتوفي في التاريخ نفسه من عام 1988.

أكرمه الله تعالى بنعمة حفظ القرآن الكريم، ومن عليه بموهبة فريدة في مساعدة الغير على حفظ كتابه، ووصفه القارئ السعودي الشيخ إبراهيم الأخضر، بأنه لم يكن يملك وقتا للجلوس أو الحديث مع أحد، لكثرة من يقرأ عليه القرآن، حيث تجده في الشارع ينتظر سيارة أجرة وبجواره من يقرأ عليه، أو تراه جالسا في الطائرة وفي الكرسي المجاور له من يقرأ عليه أيضا.

ونظرا لشدة تميزه في اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم، وصف الشيخ عبد الفتاح القاضي موهبته في ذلك بأنه "إذا أحضر إليه أحدهم قردا لجعله ينطق باللغة العربية ويتعلم القراءات المختلفة للقرآن".

أشرف الشيخ عامر على تسجيل المصاحف المجودة والمرتلة للشيخ محمود خليل الحصري، ويروي ابن الشيخ عامر أن والده كان دقيقا جدا، لدرجة أنه جعل الشيخ الحصري يعيد التسجيل لمدة 4 ساعات كاملة بسبب حرف توقف فيه عند القراءة.

أصبح الشيخ الكريم شيخا لعموم المقارئ المصرية عام 1981 خلفا للشيخ الحصري، ثم أصبح مستشارا لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة عام 1985، حيث قضى بقية حياته هناك، ودفن في البقيع بعد وفاته.

ومن ما يروى عن الشيخ عامر، أنه في أيامه الأخيرة أصيب بمرض في الحنجرة، جعل صوته لا يخرج، وظل طريح الفراش في المستشفى بسببه، وفي إحدى الليالي، وقبل وفاته بثلاثة أيام، سمعوا صوتا يتلو القرآن من غرفته، وكان هو صوت الشيخ رحمه الله، والذي ظل يتلو كتاب الله لمدة ثلاثة أيام حتى ختمه كله، ثم فارقت روحه الحياة بعدها، لينهي الله حياته بمعجزة أدهشت كل من عاصره، لينطبق عليه قوله تعالى: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" (سورة الأحزاب الآية 23).