الطريق
الثلاثاء 6 مايو 2025 10:36 صـ 9 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
مصر تفوز بكأس البطولة الأفريقية للووشو كونغ فو بعد حصد 50 ميدالية كلية القرآن الكريم بطنطا تحتفي بأبنائها الخريجين من الأئمة الجدد دفعة الإمام محمد عبده فعاليات المؤتمر العاشر لمنظمة المرأة العربية حول ”التواصل والتمكين والحماية للنساء والفتيات من العنف السيبراني محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يشهدان ندوة عن ” البناء الفكري وتصحيح المفاهيم” محافظ دمياط يزور قرية الوسطاني ويشهد توزيع المساعدات على المواطنين المتضررين من الأمطار إسرائيل على شفا الانقسام.. تصدعات داخل الجيش والمجتمع ضد سياسة نتنياهو لميس الحديدي ترد على منتقدي موقفها من أزمة الكلاب الضالة: لدينا قانون ولن أغير موقفي منتخب البرازيل يصل القاهرة لمواجهة فراعنة اليد ودياً القاهرة تستضيف مؤتمر الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة.. عرض تفصيلي رئيس نقابة البترول يؤدي واجب العزاء في والدة المهندس خالد استعداداً لعيد الأضحى.. تكليفات عاجلة والأسواق تحت الرقابة محافظ الغربية: لا تهاون في مخالفات البناء والأسواق تحت الرقابة الدائمة

على الأصل دور.. رحلة الكحك من جدران المعابد إلى بهجة الموائد

كحك العيد عند الفراعنة
كحك العيد عند الفراعنة

أيام قليلة ويستقبل المسلمين عيد الفطر المبارك، إذ يستعد المصريين بالتجهيز لعدد من التقاليد التى ظلت مازالت تناقلها الأجيال على مر الزمان، من بينها تجهيز " كـحك العيد"، فقد يظن البعض أن هذا التقليد ما هو إلا أتباع محدث ليس ببعيد إلا أن حقيقة الأمر تُرجع أصوله إلى حضارتنا المصرية القديمة.


وفي هذا الشأن، قال الدكتور محمد سعيد، باحث أثري، إن المصريين القدماء أعتادوا على صناعة وإنتاج الكحك كجزء من المخبوزات المختلفة فى العديد من المناسبات و الأحداث على مدار العام منذ عصر الدولة القديمة و كان يعرف فى اللغة المصرية القديمة بـ (قعح) أي العجينة أو الخبز .

وتابع "سعيد"، أن المصريون قد استمروا في صناعة الكحك، حيث انتشرت بنطاق أوسع مع بداية عصر الدولة الحديثة، وأتقن الخبازون في البلاط المصرى القديم صناعة الكعك بأشكال هندسية و زخرفية مختلفة من بينها الشكل المخروطي و الشكل المستطيلى والشكل الدائرى الذى كان يرمز لقرص الشمس، من خلال الخطوط المستقيمة المنقوشة عليه كتمثيل لأشعتها على حد اعتقاد المصرى القديم.

وأشار "سعيد" إلى أن أشكال الكحك وصلت إلى ما يقرب من 100 شكل على هيئه حيوانات و أوراق أشجار و زهور، و قد تم العثور على العديد من المناظر المنقوشة على جدران المقابر الملكية و مقابر النبلاء فى طيبة و منف تمثل عملية صناعة الكحك بالتفاصيل الكاملة من بينهم مقبرة "رخمى رع" وزير الملك تحتمس الثالث التى ترجع لعصر الأسرة 18، وتقع بجبانة طيبة الغربية.

كيفية صنع الكحك عند القدماء المصريون

واستكمل "سعيد"، أن الرسومات الموجودة على الجدران تشرح كيفيه خلط عسل النحل بالسمن و تقليبهم على النار الهادئة بإضافة الدقيق إلى أن تصبح عجينه يسهل تشكيلها، ثم ترص بعد ذلك على ألواح ( الصاجات ) مصنوعه من الإردواز لتوضع بعدها داخل الفرن، هذا وقد كانت هناك أنواعاً اخرى من الكعك تقلى فى السمن أو الزيت و يتم حشوها بالتمر المجفف (العجوة) أو التين و تزخرف بالفواكه المجففة كالنبق والزبيب.

نوع من الصدقات


وأضاف "سعيد"، أن عادة صناعة الكحك لم تختفى بعد دخول الإسلام بل تحولت إلى نوع من الصدقات الأمر الذى أحدث التلازم بينها وبين شهر رمضان من أجل تقديمها والتصدق بها على الفقراء فى عيد الفطر، مشيرا إلى أن البداية من عهد الدولة الطولونية كان يصنع الكعك في قوالب مختلفة منقوشة عليها عبارة "كل وأشكر" إلى أن وصلنا للعصر الفاطمي فكان الخليفة يخصص 20 ألف دينار لصناعة كعك العيد تبدأ المصانع فى إنتاجه من منتصف شهر رجب إلى بداية شهر رمضان على أن يتولى الخليفة توزيعه بنفسه فى عيد الفطر.

وأوضح أن فترة الأيوبية ظل الاحتفاظ بأمهر صناع الكعك فى العصر الفاطمى من بينهم السيدة "حافظة" و التى اشتهر كعكها باسم" كعك حافظة"، وفي عصر دولة سلاطين المماليك و العصر العثماني استمر الاهتمام بصناعة كعك العيد وتقديمه للفقراء والمتصوفين وفي التكيات، وهناك بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة العديد من القطع والاشكال الخاصة بقوالب صناعة الكعك منقوش عليها عبارات ومنها"كل وأشكر مولاك"، "كل هنينًا وأشكر"، وغيرها من العبارات التى تحمل فى طياتها الشكر و الثناء على نعمة الخالق.