الطريق
الإثنين 5 مايو 2025 06:20 مـ 8 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
انطلاق المعسكر الختامي للمؤتمر الوطني للنشء بمشاركة أكثر من 600 مشارك من مختلف المحافظات الشباب والرياضة وجامعة العريش تطلقان الدورة الأولية للمرشحين للقيادة في الجامعة محافظ كفر الشيخ: ضبط 160 كجم لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمحافظة قطاع الرعاية الأساسية يتابع جودة الخدمات الصحية بعدد من الوحدات ومراكز طب الأسرة بأسوان وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي نائبة وزير خارجية تشيلي وتبحثان تعزيز التعاون في عدد من مجالات العمل المشتركة المدرسة المصرية اليابانية بحدائق أكتوبر تستقبل وزيري التعليم بمصر واليابان الفريق أسامة ربيع يلتقي السفير الأرجنتيني لبحث سبل التعاون المشترك في مجالات التكريك والنظم الملاحية المتطورة اتحاد كتاب وسط الدلتا يناقش «مرايا الزمان» للأديب فخري أبو شليب وزارة البترول تطلق دبلومة متخصصة في سلامة العمليات بالتعاون مع ميثانكس والجامعة الأمريكية وزيرا الشباب والتعليم العالي يشهدان انطلاق سلسلة الحوارات الشبابية برعاية رئيس مجلس الوزراء وزير الطيران المدني يلتقي وزير الخارجية والتعاون الدولي بجزر القمر لبحث سبل التعاون المشترك وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يغادر إلى طوكيو للمشاركة في فعاليات مؤتمر ”سوشى تك”

أيمن رفعت المحجوب يكتب: إلى نواب الشعب: لا تنسوا الشعب....!!!!

أيمن رفعت المحجوب
أيمن رفعت المحجوب

حيث أن مصر مازال بها مجلس نواب موقر، يجب أن يعرف ممثلو الشعب أن لهم دورًا محوريًا فى تحديد دور تدخل الدولة (من خلال مجلس الوزراء)
فى توزيع الدخل القومى ، والذى يأتى على مرحلتين وهما مرحلة "التوزيع الأول"، ومرحلة "إعادة التوزيع"......!!!!!

أى مرحلة تكوين الدخول ابتداء ، ومرحلة إدخال التعديلات التى تراها الدولة لازمة على هذا التوزيع الأولى ، وهو ما يعرف أيضًا فى بعض الحالات بـ"الوضع المالى المحايد"،
وهو الوضع الذى لا تؤدى فيه النظم الضريبية ولا الإنفاق العام إلى إعادة توزيع لصالح الطبقات محدودة الدخل ، أى لا تدخل أى تعديلات تذكر على التوزيع الذى تم بين عوامل الإنتاج ابتداءً ، وهو أشبه بالوضع الذى كان فى مصر قبل قيام عام ٢٠١٤.

لنوضح المعنى أكثر ، الأوضاع المالية النسبية فى مصر قبل وبعد ذلك التاريخ ، كما هى حيث تنصرف كل الحكومات حتى اليوم إلى الحفاظ على الأوضاع النسبية لدخول وثروات أفراد المجتمع (على مختلف الفئات)، كما لو كنا فى نظام بلا ضرائب وبلا نفقات عامة ، فالغنى يزداد غنى والفقير يزداد فقرًا.............!!!!!!!!!!!!

وواضح فى هذا المعنى "للحياد المالى" أن أدوات السياسة المالية موجودة، وإنما يستبعد فحسب إخلال هذه الأدوات بالأوضاع المالية النسبية لأفراد المجتمع. أى أنها لا تؤدى دور يذكر فى إقرار العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق بين الطبقات، هذا هو "الوضع المالى المحايد" الذى تعيشه مصر الآن.

أما إذا سلكنا منهج "الفكر المالى التعويضى" والذى ينصرف بصفة عامة إلى أن تقوم النفقات العامة والضرائب بتعويض غير القادرين من خلال ما تقدمه من سلع وخدمات اجتماعية على حساب القادرين لإقرار العدل الاجتماعى وهنا تتدخل الدولة مرتين ، حيث إن إعادة توزيع الدخل القومى تقاس بالتوزيع الأول، كان من الضرورى تحديد ضوابط التوزيع الأول للدخول بصفة الوضع الذى يتخذ أساسًا لقياس درجة إعادة التوزيع.
ونفسر المعنى هنا بأن الدولة تمارس التأثير فى توزيع الدخول مع قيامها بخلق دخول جديدة ومستمرة أيضًا. وحيث إن الحال فى مصر ما زال فى الوضع الذى لا تتدخل فيه الدولة بشكل كافٍ ابتداء فى التوزيع الأول، بل ولا تؤدى فيه الأدوات المالية (الأعباء العامة والنفقات العامة)، على الرغم من وجودها، إلى إعادة توزيع الدخل بما لا يحقق المراد منه. وعليه سياسة الوضع المالى المحايد الذى تنتهجه مصر لا تفضى إلى شىء من العدالة الاجتماعية المرجوة.

حيث الفائدة تعود على فرد معين أو مجموعة من الأفراد بعينها (أو بالنسبة لفئة معينة) وذلك بمقارنة ما يأخذه هذا الفرد (أو هذه الفئة) من المنافع العامة والسلع والخدمات الاجتماعية بقدر ما يدفعوه من ضرائب، ومثال ذلك من يدفع منهم الضرائب يحصل على سلع وخدمات مدعمة لا يستحقها (يتسرب الدعم له ولا يصل إلى الفقراء)، أو يسدد جمارك على السيارات ويحصل فى المقابل على منتجات الطاقة المدعمة (ولا يصل الدعم إلى مستحقيه).

وهنا تبدو المشكلة واضحة (لا أثر لأدوات السياسة المالية) سواء فى التوزيع الأول أو فى إعادة التوزيع للدخول، ما لم تعالج منظومة هذا الوضع المالى المحايد المشوهة، وتوضع آلية تضمن أن كلاً يدفع حصته فى فاتورة الدولة ويصل الدعم (عينى أو نقدى) وإن كنت أفضل الدعم العينى عن النقدى لعيوبه الجسيمة فى التطبيق، أو اللجوء إلى دعم المنتجين لخفض التكلفة لكافة المواطنين ، حتى تتحقق العدالة الاجتماعية بمفهومها الحديث، ولا يحصل من لا حق له على ما هو ليس له، وأن يحصل من له الحق على ما هو له.

إننا فى أشد الحاجة إلى الانتقال السريع من مذهب" الحياد المالى" إلى مذهب "التعويض المالى" .....!!!!

الأمر الذى يتطلب من مجلس النواب - دون غيره- إعادة النظر فى كافة القوانين التى تحمى حقوق محدودى الدخل والفقراء من خلال تفعيل الأدوات المالية وإعادة هيكلة منظومة الدعم ولا يترك الأمر لوزارة أو مجموعة وزارية وحدها تعصف بحال الشعب هنا وهناك ، فتلك الأمور المصيرية فى بلد كمصر أكثرية الشعب بها من محدودى الدخول.

حيث يجب أن يتولى مجلسهم شئونهم وليس مجموعة اقتصادية تقرر مستقبلهم اليوم وترحل غدا ، حتى تحفظ حقوق الفقراء ومحدودى الدخل فى هذا البلد. •

موضوعات متعلقة