الطريق
الأحد 22 يونيو 2025 02:35 صـ 25 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: استهداف مجمع نووي في أصفهان للمرة الثانية منذ بدء هجمات إسرائيل على إيران الرئيس السيسى يؤكد على الأهمية التي توليها مصر لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بشكل فوري الرئيس السيسى يعرب خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني رفض مصر الكامل للتصعيد الإسرائيلي الجاري ضد إيران جيش الاحتلال يعلن استهداف مستودعات للطائرات المسيرة ومستودع أسلحة في منطقة بندر عباس جنوب غرب إيران صعود فريق نقابة البترول لكرة القدم للرواد ”٤٥ سنه” لبطولة الجمهورية للشركات إعلام أمريكي عن المتحدث باسم جيش الاحتلال: هدفنا ضمان أن تكون إيران في حالة فوضى وزير الخارجية والهجرة يلتقي بوزير خارجية إيران في اسطنبول قافلة دعوية موحدة إلى شمال سيناء بالتعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية محافظ الجيزة: غدًا افتتاح معرض الحرف التراثية والمنتجات اليدوية بمشاركة مجموعة من السفارات والمحافظات وزير قطاع الأعمال العام يجتمع برؤساء الشركات القابضة لمتابعة مشروعات التطوير والشراكة والاستثمار وزير الكهرباء يتفقد محطة محولات الهضبة 2 ومجمع المخزون الاستراتيجي للكابلات بهضبة الأهرامات وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي بعثة هيئة التعاون الدولي اليابانية ”جايكا”

شحاته زكريا يكتب: مصر.. توازن الحسم في زمن العواصف الدولي

شحاته زكريا
شحاته زكريا

منذ أكثر من عقد ومصر تخوض معركة البقاء والتقدم في عالم تتغير موازينه بسرعة غير مسبوقة. ما بين تحولات سياسية حادة، وأزمات اقتصادية عالمية، وصراعات إقليمية متشابكة ، تبدو القاهرة وكأنها تسير على خيط رفيع بين تحديات داخلية ضاغطة وتعقيدات دولية تزداد تشابكا. ومع ذلك تثبت الدولة المصرية يوما بعد يوم أنها تمتلك مفاتيح التوازن لا بالصدفة أو بالمجاملات ، ولكن بفضل سياسة واعية تدرك أن القوة ليست في الصدام ، بل في إدارة الصراع بذكاء.

في قلب المشهد الإقليمي تلعب مصر دورا محوريا يتجاوز مجرد الدفاع عن أمنها القومي ، إلى صياغة معادلات جديدة تضمن الاستقرار وسط اضطرابات لا تهدأ. الأزمة في غزة مثال صارخ على ذلك حيث ترفض القاهرة أن تكون جزءا من أي ترتيبات مشبوهة تُفرض على الفلسطينيين لكنها في الوقت ذاته تدرك أن التعامل مع هذه الأزمة يتطلب أكثر من مجرد بيانات الإدانة. إنها معركة دبلوماسية وأمنية واقتصادية تديرها مصر بحسابات دقيقة لضمان عدم تحولها إلى أزمة داخل حدودها.

ولا تتوقف مصر عند حدود الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فملف العلاقات مع القوى الكبرى يشكل اختبارا مستمرا لقدرة الدولة على الحفاظ على استقلال قرارها. العلاقة مع الولايات المتحدة تمر بمنعطف حساس ، لكنها ليست وليدة اللحظة ، بل نتاج عقود من الشراكة التي لم تكن يوما خالية من التحديات. وبينما يسارع البعض إلى استنتاجات متسرعة حول توتر العلاقات يظل صانع القرار المصري مدركا أن السياسة لا تُدار بالقطيعة بل بالتفاوض والضغط الذكي وتحقيق المصالح دون تفريط في الثوابت.

أما على المستوى الداخلي فمصر تخوض حربا من نوع آخر ضد أزمات اقتصادية تتأثر بالعوامل الدولية والإقليمية. مع ارتفاع أسعار السلع عالميًا، والتقلبات في أسواق الطاقة، تجد الدولة نفسها أمام اختبار صعب: كيف تحافظ على استقرارها الاقتصادي دون المساس بحقوق مواطنيها في حياة كريمة؟ الإجابة ليست سهلة، لكنها تبدأ بالإصلاح، وتعزيز الإنتاج المحلي، وخلق بيئة استثمارية جاذبة، وليس بالاعتماد على حلول مؤقتة تضمن تهدئة الشارع على حساب المستقبل.

وسط هذه التحديات ، يبرز السؤال الأهم: كيف استطاعت مصر أن تظل واقفة في زمن سقطت فيه دول كبرى أمام أعاصير السياسة والاقتصاد؟ الإجابة تكمن في قدرتها على إدارة ملفاتها بحكمة دون اندفاع أو تراجع، وفي احتفاظها بميزة نادرة في عالم اليوم: المرونة الاستراتيجية التي تجمع بين الصلابة والبراغماتية.

في عالم يتغير كل لحظة ليس البقاء للأقوى عسكريا أو اقتصاديا فقط بل للأذكى سياسيا. ومصر رغم كل ما تواجهه، أثبتت أنها ليست مجرد لاعب في المشهد الدولي ، بل رقم صعب لا يمكن تجاوزه وشريك لا غنى عنه في معادلات الاستقرار الإقليمي والدولي.