الطريق
الثلاثاء 6 مايو 2025 07:00 صـ 9 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
مصر تفوز بكأس البطولة الأفريقية للووشو كونغ فو بعد حصد 50 ميدالية كلية القرآن الكريم بطنطا تحتفي بأبنائها الخريجين من الأئمة الجدد دفعة الإمام محمد عبده فعاليات المؤتمر العاشر لمنظمة المرأة العربية حول ”التواصل والتمكين والحماية للنساء والفتيات من العنف السيبراني محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يشهدان ندوة عن ” البناء الفكري وتصحيح المفاهيم” محافظ دمياط يزور قرية الوسطاني ويشهد توزيع المساعدات على المواطنين المتضررين من الأمطار إسرائيل على شفا الانقسام.. تصدعات داخل الجيش والمجتمع ضد سياسة نتنياهو لميس الحديدي ترد على منتقدي موقفها من أزمة الكلاب الضالة: لدينا قانون ولن أغير موقفي منتخب البرازيل يصل القاهرة لمواجهة فراعنة اليد ودياً القاهرة تستضيف مؤتمر الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة.. عرض تفصيلي رئيس نقابة البترول يؤدي واجب العزاء في والدة المهندس خالد استعداداً لعيد الأضحى.. تكليفات عاجلة والأسواق تحت الرقابة محافظ الغربية: لا تهاون في مخالفات البناء والأسواق تحت الرقابة الدائمة

شحاته زكريا يكتب: «حين يصبح الدمار رفاهية»

شحاته زكريا
شحاته زكريا

في عالم تحكمه المصالح يصبح الحديث عن الإنسانية ترفا وإعادة الإعمار مشهدًا استعراضيًا، بينما تبقى الحقيقة الوحيدة هي أن الأرض تُباع لمن يدفع أكثر ، حتى وإن كان الثمن دماء الأبرياء.

اليوم يقف العالم أمام مشهد عبثي: مدينةٌ تحترق تُهدم فوق رؤوس ساكنيها ، ثم يأتي من يتحدث عن تحويلها إلى "جنةٍ سياحية"! أي منطق هذا الذي يجعل الكارثة فرصة للاستثمار؟ وأي عقول تستطيع تصديق أن إعادة إعمار مدينة مدمرة لا تبدأ بأهلها.بل بتنظيفها منهم أولا؟

غزة التي تحولت إلى عنوان للصمود ، تُرسم اليوم على خرائط المخططات الاقتصادية لا باعتبارها مدينة لها تاريخ وهوية، بل كأرضٍ فارغة تنتظر مشاريع "التطوير"! وكأن الخراب لم يكن كافيا فيأتي الحديث عن "إعادة البناء" بشروط جديدة: بلا سكانها، بلا هويتها، بلا روحها.

الذين يتحدثون عن تحويل غزة إلى "ريفييرا" جديدة لا يرون في أهلها سوى عقبة أمام المشروع. يتعاملون مع المدينة وكأنها بقعةٌ على الخريطة ، يمكن إعادة تخطيطها وإعادة توزيعها كيفما يشاؤون، وكأن أهلها مجرد تفاصيل هامشية في مشروع استثماري ضخم.

لكن غزة ليست للبيع ولا تُختزل في مبان فاخرة أو شواطئ مُعدة لاستقبال الأثرياء. غزة هي الناس الذين يسيرون وسط الدمار بكرامة هي الأطفال الذين يكبرون رغم الجوع والخوف هي الحكايات التي لا تُمحى مهما حاولت الجرافات أن تُزيل آثارها.

الحديث عن إعادة إعمار غزة يجب أن يبدأ من حقوق سكانها ، لا من أحلام المستثمرين. من إعادة بناء بيوتهم ومدارسهم ، لا من بناء أبراجٍ زجاجية تُخفي تحتها ذاكرة المدينة. من ضمان حياة كريمة لهم ، لا من البحث عن طرق جديدة لإقصائهم.

العالم اليوم أمام اختبار أخلاقي: هل تكون إعادة الإعمار وسيلة لطمس الجريمة أم وسيلة لإنصاف الضحايا؟ هل تُستخدم الأموال لترميم جدران المدينة أم لطمس معالمها؟ هل يُسمح لأهل غزة بأن يكونوا جزءا من مستقبلها أم يُفرض عليهم الرحيل ليصبحوا مجرد ذكرى؟

التاريخ لن يرحم الذين حوّلوا الدمار إلى فرصة استثمارية، ولن يغفر لمن حاولوا بيع الأوطان بأثمان بخسة. غزة ليست مشروعا تجاريا، ولن تكون يوما "منتجعا" لمن دمّروها. هي ستبقى وأهلها سيبقون حتى لو حاول العالم كله أن يتجاهل ذلك.

موضوعات متعلقة