الطريق
جريدة الطريق

على الطبلة والنبوت والعزف.. هكذا يستيقظ العرب للسحور

المسحراتى
خلود عبد المطلب -

على صوت رمضان كريم، واصحى يا نايم وحد الدايم، ونداء بأسماء من بعض أهل الشارع، يبدأ المسحراتى ينادي بصوته المرتفع، ويدق على الطبلة ليستيقظ النائمين لتناول السحور، فرحة بالقلوب على مدار 30 يوما يعيشها المسحراتى والصائمين التى تربطهم ذكريات بشهر رمضان المبارك.

بلال بن رباح أول مسسحراتى فى التاريخ

مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم "بلال بن رباح"، هو أول مسحراتى بالإسلام، فكان يوميا قبل الفجر يبدأ ينادى بصوته العذب، ليوقظ الناس وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "تسحروا فإن فى السحور بركة"، فكان يشاركه ابن" أم مكتوم" لتتبادل المهام بينهما؛ فكان بلال يؤذن ليتناول الناس السحور، وابن أم مكتوم ينادى يمتنع الناس عن تناول الطعام ويستعدوا لصلاة الفجر.

طبلة ونبوت وعزف على العيدان.. هكذا يستيقظ العرب للسحور

أما المصريون هم أول من عرفوا الطبلة كوسيلة لها صدى صوت للتسحير، فيتجول المسحراتى وسط الشوارع حاملاً طبلة وعصا بيديه ليدق عليها حتى يوقظ النائمين الصائمين، مرددا عبارة "اصحى يا نايم وحد الدايم.. رمضان كريم"، حتى يتسحروا ويستعدوا لصيام اليوم التالى، وهذا على مدار شهر رمضان المبارك، فلا يكل ولا يمل بل يعتبرها مهنته ومعشوقته التى لم تزوره إلا شهرا واحدا فى السنه، ولهذا استمرت مهنة المسحراتى على مدار مئات السنوات ولم يتم الاستغناء عنها.

اقرأ أيضا: القلل الفخارية.. عروس الزينة الرمضانية بالإسكندرية

ويختلف المسحراتى فى دولتى اليمن والمغرب، فى طريقته للتسحير واستيقاظ النائمين، حيث يقوم بالذهاب للمنازل ويدق على أبوابها بالنبوت، فيستيقظ أهل الدار لتناول وجبة السحور، وهذا كان أمرا معتادا، ويعرفون أن من يدق على الباب بالنبوت هو المسحراتى.

أما فى بلاد الشام فكان المسحراتى ينشد الأناشيد الدينية بصوته المميز، ويعزف على العيدان والطنابير، فكان وقت ما قبل الفجر تملئه الأناشيد والفرحه، وكأن كل فجر بشهر رمضان المبارك هو عيد، وتطورت مهنة المسحراتى ولم تقتصر على الرجال فقط، بل فى الآونة الأخيرة بدأت تشارك النساء والأطفال أيضا فى مهنة المسحراتى، وارتبط الصغار والكبار بالمسحراتى، وأصبح الجميع ينتظر رمضان بإشتياق من كل عام ليعيش هذه الأجواء المباركة.