الطريق
الجمعة 17 مايو 2024 08:16 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

زحف سوري ودعم روسي.. هل تتراجع تركيا عن قصف إدلب؟

الرئيس أردوغان ومخططاته في سوريا
الرئيس أردوغان ومخططاته في سوريا

لم تتخل تركيا عن سياسة الوعيد والتهديد، وهو ما بات واضحا في التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم الاثنين، حينما أكد أن "أنقرة سوف تقوم باللازم"، إذا استمرت قوات الجيش السوري في مهاجمة القوات التركية في إدلب.

تطورات إدلب

بحث وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو اليوم، مع نظيره السلوفيني في أنقرة، آخر التطورات التي تتعلق بإدلب السورية، مؤكدا في الوقت ذاته، أن الرئيس رجب طيب أردوغان سوف يجري لقاءً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إذا لم يتوصل وفد البلدين المجتمعان في أنقرة إلى تفاهمات حول الأوضاع الأخيرة التي طرأت على إدلب السورية.

اقرأ أيضا: عاجل| بغطاء تركي.. مسلحون يبدأون عملية عسكرية ضد الجيش السوري بإدلب

استئناف المباحثات

وقال أوغلو في كلمته: "قررنا استئناف المباحثات مع الجانب الروسي من أجل التوصل إلى تفاهم، ولو كنا متفقين لما استأنفناها اليوم"، مضيفا: "في حال لم يتم التوصل إلى تفاهم، من الممكن أن يلتقي أردوغان وبوتين".

الرئيس بوتين وأردوغان

ضرب الاتفاقيات

الباحث السياسي السوري مالك الحافظ أكد أن تقدم تركيا وضرب قوات النظام السوري بشكل واسع يعني ضرب الاتفاقيات التي أبرمت مع روسيا، موضحا أن ذلك يعني زعزعة كل التوافقات المشتركة، وأن التلويح التركي بالتصعيد العسكري جاء بسبب سقوط المناطق المحيطة بالطرق الدولية في إدلب وحلب بشكل أسرع مما كان متوقعًا لدى أنقرة، منوها بأن كافة التصريحات التي سبق وأدلى بها وزير الخارجية التركي، وتأكيده عدم وجود أي تفاهمات مسبقة بين الطرفين، ما هو إلا محاولة منه للاستهلاك الإعلامي والتغطية على التطورات الواقعة ميدانيًا.

اقرأ أيضا: المتحدث السابق باسم ”طالبان” باكستان يفر من الاحتجاز ويهرب إلى تركيا

قراءة تصريحات الدفاع التركي

وأضاف "الحافظ" في تصريحات خاصة لـ"الطريق" أن التصريحات الصادرة عن وزارة الدفاع التركية والتي أدلى بها صباح اليوم، تفيد بأن التهديد بشن عمل عسكري ما هو إلا محاولة من أنقرة لاستخدامه كورقة ضغط لتخفيف زخم التقدم الروسي الداعم لدمشق على الأرض.

الباحث مالك الحافظ

ترويج عسكري

وأكد الباحث السياسي، أن أي تصعيد عسكري، في المنطقة لن تشارك فيه أنقرة بشكل علني ومباشر، فهي لا يمكن أن تتحمل تكلفة الصدام المباشر مع روسيا، حيث أن ضرب قوات النظام يعني ضرب روسيا.

"فالتصعيد الذي يتم الترويج له على الصعيد الإعلامي لن يبدأ في ليلة وضحاها، حتى بعد انتهاء الاجتماع المشترك اليوم، وإن كانت نتائجه سلبية فإن العناصر المدعومة من أنقرة هي من ستشارك فقط"، وأن كل ما يحدث الآن من تهديدات ونشر مقاطع مصورة تشير إلى تحرك الأتراك ما هي محاولات لإظهار تركيا ضمن سياق الترويج للعمل العسكري، وفقا للباحث السياسي.

ساعة الحسم

ويرى "الحافظ" أن الساعات القادمة ستكون حاسمة لتحديد ما إذا كانت روسيا ستكتفي لما وصلت إليه في إدلب خلال الفترة الحالية أم أنها ستتقدم نحو المناطق المحيطة بالطريق الدولي "إم 4" في غرب إدلب، منوها بأن سلسلة العمليات التي أجريت في غربي حلب من الصعب أن تتوقف حتى السيطرة على كامل الطريق الدولي هناك وهو "إم 5".

اقرأ أيضا: الجيش السوري يحرر مناطق استراتيجية جديدة جنوب حلب

المعارضة السورية

وفيما يتعلق بالمعارضة السورية، أكد مالك الحافظ، أن أي تقدم على الأرض لصالح المعارضة السورية المدعومة من أنقرة قد يكون أمرًا مؤقتا وقابلا للتبدل في أي وقت، موضحًا أن ما نشهده الآن من تهديدات بالتصعيد يمكن أن ينتهي بجلسة مفاوضات مع الروس، مرجحًا تراجع تركيا عن تنفيذ تهديدها طالما أن الجلوس مع الروس يأتي ضمن مخططاتها، متسائلا: "لماذا ستريد خسارة مكاسبها بسهولة؟".

المعارضة السورية

اتفاق جديد

من جانبه نوه الباحث المتخصص في الشأن التركي مصطفى صلاح، بأن هناك ثلاثة احتمالات حول قضية تراجع تركيا عن ضرب إدلب السورية، يتمثل الأول في "إمكانية عقد اتفاق جديد بين الجانبين، قد يتضمن المناطق الجديدة التي تمكن الجيش العربي السوري من السيطرة عليها".

وأشار صلاح في تصريحات خاصة لـ"الطريق" إلى أن الاتفاق الجديد يعني خسارة جزئية لبعض المناطق التي كانت تتمركز بها نقاط المراقبة التركية.

وقت إضافي

"فهناك إمكانية لمنح الوقت للجيش العربي السوري للدخول للكثير من المناطق في إدلب وفرض السيطرة عليها، وذلك بالتعاون مع الجانب الروسي الذي يهدف في النهاية إلى خروج القوات التركية من إدلب والقضاء على الجماعات الإرهابية المسلحة"، وأن ذلك قد يتطور في المحادثات بين الجانبين، حتى يتم الوصول إلى لقاء على مستوى القمة بين كل من بوتين وأردوغان، وإلى أن يتم ذلك، فإن سوريا وروسيا مستمرتان في تنفيذ هذه العمليات، وفقا للباحث السياسي.

مصطفى صلاح

تصادم مباشر

ويرى الباحث مصطفى صلاح أنه من المحتمل حدوث تصادم مباشر بين الجانب السوري والتركي في إدلب، خاصة بعدما أعلنت تركيا تعزيز قواتها العسكرية في تلك المناطق وتحديدا على الحدود السورية،بعد اعترافها بعدم قدرتها على استقبال موجة جديدة من اللاجئين، موضحا أن استعداد الطرفان لتنفيذ سياساتهما من شأنه أن يؤدي إلى إمكانية حدوث مواجهة وإن كانت محدودة في حجم الأسلحة والعمليات، إلا أنها ستفرز واقع جديد يمثل عامل ضغط على الجانب التركي للخروج من هناك.

اقرأ أيضا: روسيا: أمريكا تعوق الحوار بين سوريا والأكراد

الاتفاق التركي الروسي

يشار إلى أن الاتفاق الذي أبرمته تركيا مع روسيا في سوتشي في سبتمبر 2018، ينص على أن يكون البلدان ضامنين للحفاظ على منطقة خفض التصعيد، مع التعهد بالعمل على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب، فاصلة بين فصائل المعارضة وقوات النظام، ووقف إطلاق النار وأي عمليات عسكرية.

اتفاق تركي روسي

هجوم ضد تركيا

يذكر أن وزارة الدفاع التركية، سبق وأعلنت عن مقتل5 جنود أتراك وإصابة 5 آخرين، وذلك في قصف مدفعي وجهته قوات الجيش السوري في منطقة إدلب، وجاء رد الرئيس التركي، بالتأكيد على أن أنقرة "لن تترك هجمات الجيش السوري على القوات التركية في إدلب دون رد".