الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 01:45 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خوفا من كارثة الشتاء.. أوروبا تطالب المواطنين بتقليل الاستحمام لتوفير الغاز

أزمة الوقود تهدد أوروبا
أزمة الوقود تهدد أوروبا

أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على الحياة في أوروبا، حيث تسببت أزمة الطاقة وارتفاع الأسعار في تغيير العديد من العادات اليومية.

وتحاول الحكومات الأوروبية تقليل الضغط على شبكة الغاز والوقود بواسطة إصدار قرارات عاجلة لترشيد الاستهلاك بتقليل وقت الاستحمام.

البداية من ألمانيا

الدعوة لترشيد عملية الاستحمام بدأت من ألمانيا في يونيو الماضي، حيث دعا وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الألمان لتقليل وقت الاستحمام ترشيدا لاستهلاك الطاقة.

وبشأن كيفية توفير الطاقة في الحياة اليومية، قال الوزير الألماني في تصريحات صحفية: «منذ اندلاع حرب أوكرانيا، قصرت مدّة استحمامي بصورة واضحة، وعموما لم تتجاوز مدة استحمامي خمس دقائق في حياتي، بل آخذ حماما سريعا».

وعندما سُئل المستشار الألماني أولاف شولتس عن التصريح، خلال القمة الأوروبية في بروكسل، قال: «أعتقد أن الوزير أراد فقط التحدث عن نفسه بشأن هذه القضية، وليس إخبار الآخرين بما يجب عليهم فعله».

التطبيق في هولندا

على الرغْم من أن التصريح خرج من ألمانيا من ثلاثة أشهر، فإنه لم يترجم إلى حملة أو دعوة للمواطنين.

في المقابل، بدأت الحكومة الهولندية حملة تنتهج نفس الدعوى، حيث طلبت من مواطنيها تقليل الاستحمام لتوفير الماء الساخن، من أجل الحفاظ على احتياطيات الطاقة في هولندا، بعد قطع روسيا لإمدادات الغاز.

في هولندا، يعتبر متوسط وقت الاستحمام 9 دقائق -بحسب منظمة Milieu Centraal البحثية- لكن الحكومة تحاول أن تخفضه إلى 5 دقائق فقط.

وبحسب الحكومة الهولندية فإن خفض وقت الاستحمام إلى أقل من خمس دقائق يمكن أن يوفر 60 مترا مكعبا في السنة من الغاز الطبيعي، وهو الوقود الذي تستخدمه العديد من المنازل لتسخين المياه.

ووفق الحكومة فإن الاستحمام السريع يمكن أن يوفر على كل أسرة حوالي 130 يورو في السنة.

ومن أجل ضبط وقت الاستحمام، بدأت السلطات الهولندية في شمال شرق البلاد توزيع أجهزة لتنبيه المواطنين حال تجاوز المدة المحددة للاستحمام.

انتشار الفكرة

بسبب أزمة الطاقة فكرت العديد من الدول بإطلاق حملات مشابهة، وكان من بينها الدنمارك، حيث أطلقت الحكومة حملة «دش قصير»، وتستهدف تقصير مدة الاستحمام، أو تقليل عدد مرات الاستحمام، للحفاظ على احتياطات الغاز.

كما فرضت عدة دول أوروبية قيودًا لتقليل استخدام الطاقة، في وقت يناقش فيه قادة الاتحاد الأوروبي سبل ترشيد استخدام الغاز.

كارثة الشتاء

وحذر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول من «كارثة» قد تلحق بعدد من الدول الأوروبية إذا لم تنجح بتوفير بدائل للغاز قبل الشتاء المقبل، مؤكدا أن كافة الجهود المبذولة في الوقت الراهن لم تفض إلى نتائج ملموسة.

وقال بيرول -في تصريحات نشرها الموقع الرسمي لوكالة الطاقة الدولية- إنه لا يكفي على الإطلاق الاعتماد على إمدادات الغاز من مصادر غير روسية، هذه الإمدادات هي بكل بساطة غير متوفرة بالكميات المطلوبة لتكون بديلا عن الإمدادات الروسية المفقودة.

وبحسب تحليل لوكالة الطاقة الدولية، تحتاج دول الاتحاد الأوروبي إلى تعبئة مخزوناتها بنسبة 90% خلال الأشهر القليلة المقبلة لكي تتمكن من تخطي فصل الشتاء من دون أن تواجه نقصا.

اقرأ أيضا: دعوة أوروبية لتحديد سعر النفط الروسي