الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 02:15 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خبير طبي: الجليفوسات” من أكثر المواد سُمية

كارثة|طبيب يحذر من الحفاضات: تصيب بالسرطان.. و”الصحة” لا ترد

في الوقت الذي يتخذ العالم تدابير احترازية، للحفاظ على سلامة البيئة من أي مخاطر جسيمة أو أمراض سامة، خاصة بعد تأكد وجود مواد خطرة مثل " الجليفوسات" في حفاضات الأطفال، إلا أن هناك قصورا لدى الشركات المصرية في تعاطيها مع الأزمة.

البداية، فجَر الدكتور أحمد أبو النصر أول أخصائي معتمد من وزارة الصحة للعلاج بالنباتات الطبية، وعضو الجمعية الأمريكية للعلاج بالنباتات، أزمة المواد السامة في حفاضات الأطفال، محذرا من المخاطر الجسيمة الناتجة عن تلك المواد.

مادة مسرطنة

واعتبر الخبير الطبي، أن مادة "الجليفوسات"، من أكثر المواد سُمية، وقد تسبب السرطان، مطالبا الشركات المصرية بضرورة سحب عينات من منتجاتهم وإجراء تحليل حول المادة.

ويبدو أن مناشدات الدكتور أحمد أبو النصر لم تلق ترحابا لدى الشركات المُصنعة، بل عمدوا إلى تجاهله، خوفا من تكبدهم خسائر فادحة، وفقا لما نشره عبر صفحته الخاصة.

وبدلا من اتخاذ الحيطة والإجراءات المناسبة، عكف بعض "أطباء الأطفال" بتوضيح مخاطر "الجليوفسات"، مستبعدين في الوقت ذاته أن يكون له أي تأثير على المواد المصنعة، أو سلامة الأطفال.

غضب الأمهات

التعليقات التي تلقاها الدكتور أحمد أبو النصر، عبر صفحته الخاصة، كانت كفيلة لإشعال غضب رواد السوشيال ميديا من ناحية عامة، والطبيب بصفة خاصة، بعدما ترددت أسماء بعض الشركات المصنعة مثل "مولفيكس بى بى جوى بامبرز" على لسان الأسر والأهالي، وسؤالهم المستمر عن صحة تحذيراته.

لكن الريبة والشك طرقا قلب الطبيب جراء الصمت المتعمد من قبل الشركات المصنعة للحفاضات في مصر، ما دفعه إلى توجيه تساؤلات عديدة، أبرزها: ماذا فعلت مصر في ذلك؟ هل فعلت مثل الفرنسيين وسحبت عينات من الأسواق وحللت وجود مادة الجليوفسيت من عدمه في الحفاضات؟ هل تحلت الشركات بالضمير وفعلت ذلك من تلقاء نفسها بدون توجيهات؟

تحذير فرنسي

الدكتور أبو النصر استشهد في تقريره إلى إعلان وكالة البيئة الفرنسية (ANSES)، عن مواد سامة محتملة، منها "الجليفوسات القاتل" المستخدم على نطاق واسع في حفاضات الأطفال.

وتضمن التقرير الفرنسي، العثور على مواد بما في ذلك "بوتيل فينيل ميثيل بروبيونال" المستخدمة في منتجات التجميل وبعض الهيدروكربونات العطرية وكذلك الجليفوسات، ما يشكل خطورة محتملة على المرء.

وفي هذا الصدد، حذرت وكالة البيئة الفرنسية المصنعين وتجار التجزئة من استخدام "الجليفوسات"، مطالبة إياهم باتخاذ التدابير اللازمة لإزالة المواد السامة، في غضون 15 يوما للتخلص منها.

عدم استجابة الصحة

"الطريق" حاول التوصل إلى الدكتور خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة للرد على تساؤلات الدكتور أحمد أبو النصر، فيما يتعلق بمخاطر "الجليفوسات"، إلا أنه لم يجيب كعادته.

مخاطر "الجليفوسات"

على جانب آخر، قال الخبير الصيدلي الدكتور هاني سامح: إن "مادة الجليفوسات سامة، وهي تستخدم كمبيد للأعشاب الضارة، وخاصة في الأراضي الزراعية، ويتميز برخص ثمنه".

وأضاف الخبير الصيدلي في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أن الجليفوسات، يصنف ضمن جدول المواد التي لها مخاطر في الملحق الثالث للميثاق الأوروبي، ويتسبب في ضرر بالغ للعيون، مؤكدا انها مادة سامة للغاية على الأحياء المائية، وكذلك الأمر على الكائنات الحية بشكل عام، لذا وجوده في الحفاضات الخاصة بالأطفال بمثابة "كارثة صحية".

وتابع: "المُركَب موجود أيضًا ضمن الملحق الرابع للتحذيرات من المواد الخطرة بميثاق الاتحاد الأوروبي، ويُحذر من تركه في متناول الأطفال، وفي حالة ملامسته للعين، على الشخص استشارة الطبيب فورًا"، كما أنه محذور تسريبه للبيئة لمدى خطورته، وفقا لاتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 170 لعام 1990 بشأن سلامة استعمال المواد الكيميائية في شتى المجالات وعلى كل الدول الالتزام به، ومن يخالفه يتعرض لمسئولية قانونية.