إدلب.. المعركة الحاسمة أمام الرئيس السوري لدحر تركيا
يبدو أن محافظة إدلب السورية ستكون صفحة جديدة بالنسبة لنظام الرئيس بشار الأسد، لأنه من الصعب أن يقف مكتوف الأيدي أمام مخططات الديكتاتور العثماني رجب طيب أردوغان التي ستكون سببًا في دمار سوريا بصورة أكثر مما مرت به خلال الفترة الماضية، وفي نفس الوقت ترجح التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مدير قسم المنظمات الدولية بوزارة الخارجية الروسية، بيوتر إيليتشوف، بأن التطورات في إدلب ستكون بمثابة منعطف جديد في طبيعة العلاقات الثنائية بين تركيا وروسيا.
روسيا تتوعد
مدير قسم المنظمات الدولية بوزارة الخارجية بيوتر إيليتشوف، أكد أن روسيا من الصعب أن تظل واقفة مكتوفة الأيدي أمام ما وصفه بـ"العدوان التركي على إدلب"، منوها بأن ما تفعله تركيا ينذر بأزمة وتوتر شديد في العلاقات الثنائية بين البلدين، معربًا عن رفض بلاده للقصف اليومي الذي يوجه ضد المواقع التابعة للجيش السوري.
اقرأ أيضا: السيطرة على إدلب.. مخطط أردوغان الشيطاني لاستهداف قلب سوريا
أردوغان يرعى الإرهاب في سوريا
ووفقًا لصحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية، فقد بدأ الجيش التركي بنقل المزيد من القوات والمركبات المدرعة لسوريا، من أجل حماية المجموعات الإرهابية التي وصفتها بـ"شبه المهزومة من الهزيمة النهائية"، مؤكدة أن الأتراك يعملون على نشر العديد من "نقاط المراقبة" بهدف عرقلة حركة القوات السورية.
فصل إدلب عن سوريا
ونوهت الصحيفة الروسية إلى أن السلطات السورية، على يقين من أن الهدف الذي تطمح له تركيا هو فصل محافظة إدلب عن سوريا بالكامل، مع تحويلها لقاعدة يشن من خلالها سلسلة هجمات على العديد من المناطق في قلب سوريا، وأشارت إلى أن ذلك لن يقابل بصدر رحب من السلطات السورية أو الروسية أيضا".
اقرأ أيضا: تركيا ترسل تعزيزات جديدة إلى سوريا..والأسد يتوعد بالرد
إدلب المعركة الأخيرة
من جانبه، أفاد الدكتور محمد سيد أحمد استاذ الاجتماع السياسي والخبير في الشأن السوري، بأن إدلب هي المعركة الأخيرة، التي ستساعد في تحرير كامل التراب العربي السوري الذي تسيطر عليه الجماعات التكفيرية الإرهابية التي استجلبتها الولايات المتحدة الأمريكية عبر كل الحدود السورية والحدود مع تركيا منذ تسع سنوات.
تركيا والتغير الديموجرافي
وأوضح الخبير في الشأن السوري، في تصريحات لـ"الطريق" أن تركيا تحلم بالتغير الديموجرافي في إدلب، وذلك بسبب ما تعانيه من خوف وفزع من الأكراد، مشيرًا إلى أنها كانت تُجري مفاوضات عبر "الاستانة وجنيف" من أجل الوصول لمنطقة عازلة بمسافة ٣٠ كيلو متر تسيطر عليها لكي تتق شر الأكراد.. لكن هذا الوهم تبدد على يد الجيش العربي السوري.
اقرأ أيضا: عاجل| أردوغان يهدد قوات الأسد في إدلب
قرار بالاستقلال
ويرى استاذ علم الاجتماع أن سوريا ممثلة في شعبها وجيشها ورئيسها بشار الأسد، اتفقوا على اتخاذ قرار باستقلال الأرض ممن وصفهم بـ"الإرهابيين"، مؤكدًا أن معركة إدلب فاصلة، وجميع حلفاء سوريا ويأتي على رأسهم روسيا، لديهم إصرار على تحرير كامل التراب العربي السوري، والدليل على ذلك هي التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أكد أن روسيا لا تمانع في خوض العديد من المعارك العسكرية لتحرير سوريا.
توقعات بالهزيمة
واختتم الدكتور محمد سيد أحمد بالإشارة إلى أن المشروع الأمريكي الصهيوني هُزم بالفعل على الأراضي السورية وكذلك المشروع التركي، متوقعًا أن تشهد الأيام القليلة المقبلة انسحاب القوات الأجنبية من سوريا بعد أن يقضي الجيش العربي السوري على الإرهاب في إدلب.
أردوغان يتوعد
يشار إلى أن التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء، أكد من خلالها أن بلاده تنوي إبعاد القوات السورية خلف مواقع المراقبة التركية في إدلب بنهاية فبراير، قائلا: "سنفعل كل ما يلزم ضد الجيش السوري بما في ذلك استخدام الوسائل البرية والجوية".
يذكر أن تركيا أرسلت تعزيزات عسكرية داخل الأراضي السورية، تضم دبابات ومدرعات وناقلات جنود، فيما توعد الجيش السوري بالرد على أي هجمات للقوات التركية.
