الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:01 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

المرأة الخائنة

فاطمة العياط
فاطمة العياط

المرأة الخائنة أول من تخون نفسها، نعم نفسها التي كرمها الله وأكمل بها الدنيا، فلو لم تكن المرأة خلقت لتكمل الكون، ما كان الله خلقها حواء بعد آدم، ولكن لا ننسي أن الله خلق آدم في المقدمة ليبدأ به الكون والحياة، ثم خلق حواء من ضلع آدم لتكمل دنياه، ولم يخلقها من فوق رأسه لترأسه، أو من قدمه لتكون بالأرض ويدوس عليها، ولكن من ضلعه لتكون جانبه.

فكيف يكرمنا الله كل هذا الكرم، ثم تأتى المرأة لتخون، وأول من تخون نفسها؟

نعم، ويبدأ مشوار الخيانة منذ طفولتها وشبابها، حيث قد تنصاع للأهل وتترك التعليم من أجل رغبتهم، وقد تتزوج من شخص لا تعرفه لمجرد أن الأهل لهم رغبة في ذلك، ولكن في تلك الحالات وغيرها سنقول كما يقول الجميع "غصب عنها"، فتلك رغبة الأهل وهم يتحكمون في مصيرها، وهي لا تملك القوة ولا المعرفة ولا القدرة علي الاختيار، وإن اختارت لا تملك القدرة على التنفيذ، حيث أن الكثير يعتقد أن التنفيذ والحل هو أن تترك بيت أهلها وتذهب للعمل.

قد يتصور البعض أني أحث النساء على ترك بيوتهن، لكن تلك النسوة لا أقصدهن ولا أتحدث عنهن، وإنما أتحدث عن المرأة القادرة، ربة البيت التي عندما تتزوج تكتشف أن زوجها لا يصلح لها ولا يكافئها اجتماعيا أو علميا أو ماديا، أو حتى نفسيا وثقافيا، ورغم ذلك تصر أن تستمر في الحياة معه قائلة "لا أرغب أن يهدم بيتي أو يتحدثون عني فيقولوا فشلت في بيتي ولم أستطع أن أكون أسرة أو بيت"، فتتحمل فوق ما تطيقه مخافة كلام الناس فقط، أو تستمر لأسباب أخرى، منها أن زوجها يملك الكثير من المال، وتصر على الاستمرار في الحياة الزوجية، ليس من أجل أولادها كما تدعي بعض النساء، ولا من أجل العمل على منع دمار البيت وتشتيت الأسرة، بل من أجل المال.

وقد تعلم وتتيقن من أن زوجها لا يحبها، بل وله الكثير من العلاقات النسائية القذرة، ويعاشر غيرها ويتزوج عليها، وهي تعلم وتتأكد وتنتظر، وببساطة تردد "أنا عارفة جوزى بيحب يفرفش، دة كمان بيجي يفرجني علي معاشرته للحريم وهي معاه، لا وإيه غاوى يصورهم"، وتتحدث عن الأمر بكل بساطة، وتعود وتؤكد أن ذلك الأمر عادي، وهي على علم.

ألم تكن تلك المرأة خائنة لدينها ولنفسها ولكرامتها؟

عن أي بيت تتحدث؟

عن أي أولاد يعلمون أن الأب المثل الأعلى للقيم والمبادئ، والذى يربيهم ويمنعهم عن ارتكاب الأخطاء يجدونه صاحب كأس ومن أرباب الكباريهات؟ والأم تحيد عن شرع الله وترخص من نفسها وتهينها، وصوتها يعلو على صوت الأب.

تلك بالتأكيد إمرأة خائنة، لأنها تتحدث عن الدين والشرع وهي لا تعرفهم، لأنها لو عرفتهم لما عاشرت وعاشت مع رجل يعاشر النساء ويصورهن، ويتباهى على المقاهي وفي الشوارع والعمل بعلاقاته المتعددة، ولا يهتم ولا يبالي بأن لديه أخوات أو بنات أو زوجات، ويغفل قول الرسول الكرين "كما تدين تدان".

فيا من تتحدثين باسم الله وشرعه، وتقولين إنك تخافيه، أنت في الحقيقة لست كما تدعين، فما أنت سوى جرثومة ، فالمرأة النظيفة لا تستطيع أن تعيش في بحر القذارة والخيانة، أما وإن عاشت فهي منها.

لذلك عزيزتي المرأة كوني نقية طاهرة حرة، وإبدأي من جديد حتى لو لم تكوني من المتعلمات، حتى لو لم تكوني من أصحاب المهن.

يكفيكي فخرا أنك إمرأة حرة حث الله على تكريمك وعدم العبث بك، ووصي عليك رسول الله، أبعد كل ذلك تهينن نفسك وتقللين من قدرك لأجل رجل.

فلو لم يحبك ويحسن معاملتك فلا يستحقك، لأنه من المفترض أن تعاونيه على الحياة وأمورها ومصاعبها، لا على الخيانة، لأن البيت لو لم يكن من أجل خلق أولاد صالحة فلا يستحق أن يكون هناك بيتا، فهل ستفرحين عندما تجدين ابنك من أرباب الكباريهات كأبيه؟ أو ابنتك في أحضان الرجال كما فعل زوجك بالنساء؟

ماذا تريدين أن يصبح أولادك؟ "طبيب، مهندس، عالما صالحا، حافظا للقرآن"؟

كيف يكون ذلك إذا لم يحافظ عليهم الأب؟ فهل حافظتى عليهم أنت؟

هل أنقذتى أولادك وذهبتي بهم بعيدا عن كل ذلك؟

هل احتفظتي بهم لأجلهم أم لأجلك أنت؟

أنت الخائنة لأنك قبلتي أن تكوني سلبية، أنت قبلتي أن يرى أولادك كل شر، ولم تعلميهم شيئا نقيا قط.