قطر وإيران.. أزمة تزيد من حدة وباء فيروس كورونا في العالم

رغم أن مواجهة كورونا تخيّم على الأجواء العالمية، إلّا أن توترا جديدا بين ظهر في العلن، والسبب يتلخص في كلمة واحدة "قطر" التي تقف عائقًا قوي يمنع عودة أبناء البحرين العالقين في إيران لبلادهم.
البداية
بدأت الأزمة أمس السبت، تحديدا عندما نشر مكتب الاتصال الحكومي القطري بيان رسمي، تأكد من خلاله إجلاء الخطوط الجوية القطرية لـ31 مواطنًا بحرينيا إلى مطار حمد الدولي في العاصمة القطرية الدوحة.
وأدعى البيان أنه تم التواصل مع مسؤولين في البحرين للاستفسار عن الطريقة المثلى لعودة المواطنين البحريين العالقين، لأن المملكة البحرينية لا تسمح بعبور الطائرات التجارية القطرية.
اقرأ أيضا: بعد ألمانيا.. طبيب مصري يؤكد بدء فحص الأجسام المناعية ضد كورونا
وزعم المكتب القطري بحسب البيان الصادر عنه أنه تم إجراء فحوصات طبية المستجد على هؤلاء البحرينيين العالقين لمعرفة ما إذا كانوا مصابون بالفيروس، وتم حجزهم في فندق مخصص للحجر الصحي لمدة أسبوعين، مع تحمل تكاليف إقامتهم وعلاجهم.
البحرين ترد على مزاعم قطر
أعربت البحرين عن رفضها لكافة التفاصيل التي وردت في بيان مكتب مركز الاتصال الحكومي القطري، وهو ما بات واضحا من خلال تعقيب مركز الاتصال الوطني البحريني، الذي أكد اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة اليوم الأحد لإتمام رحلة إجلاء للمواطنيين البحرينيين العالقين في الدوحة بما يحفظ صحتهم وسلامتهم.
جهود البحرين منذ ظهور كورونا
أفادت وكالة أنباء البحرين الرسمية، أن البحرين ومنذ انتشار فيروس كورونا بمختلف دول العالم، وهي تتخذ إجراءات حاسمة من أجل إجلاء مواطنيها الراغبين في العودة لوطنهم وخاصة هؤلاء المتواجدين في إيران، مع الإشارة إلى أن هذه الخطوات تتم بتوافق مع "الإجراءات الاحترازية الطبية".
قطر تعرقل جهود البحرين
اتهم مركز الاتصال الوطني البحريني قطر بأنها تتعمد التدخل لعرقلة الجهود التي تبذلها من أجل إجلاء مواطنيها العالقين في إيران، وذلك من خلال القيام برحلات جوية تجارية تعرض كافة المسافرين على تلك الرحلات لكل المخاطر الصحية التعي من الممكن أن تحدث بسبب تفشي فيروس كورونا، وكذلك طواقم تلك الطائرات والمسافرين وموظفي المطارات التي تعبر من خلالها تلك الرحلات التي تفتقر للقواعد الصحية اللازمة كما توصي بها منظمة الصحة العالمية.
اقرأ أيضا: عاجل| 4 وفيات جديدة و96 إصابة بكورونا في السعودية
ادعاءات إيرانية
حاولت إيران أن تساند قطر، من خلال توجيه أعاءات كاذبة جاءت في صورة اتهامات وجهها المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، حسين أمير عبد اللهيان، ضد البحرين وزعم أنها رفضت استقبال مواطنيها العالقين في مدينة مشهد الإيرانية، ونحو 80 آخرين في سلطنة عمان، قائلا إن سلطات البحرين غير مستعدة لاستقبال مواطنيها.
الأزمة القطرية الخليجية
لا يعد موقف قطر المعادي لدول الخليج والمنطقة العربية أمر جديد عليها، فقبل عامين ونصف تقريبا قررت كل من: "السعودية ومصر والإمارات والبحرين" قطع علاقاتها نهائيا مع دولة قطر، ووجهت لها وقتها اتهامات بأنها تصر على اتباع سياسة التحريض على التطرف وأنها تمول جماعات إرهابية.
تصرف قطري أهوج
شريف عبد الحميد رئيس تحرير إبران بوست، أكد أن ما قامت به قطر من إجلاء 31 مواطناً بحرينياً عالقاً في إيران بسبب فيروس كورونا تصرف أهوج، مشيرا إلى أنه وكما صرحت المنامة، فإن تصرفات قطر سوف تؤثر على الإجراءات الاحترازية الطبية الخاصة بمواجهة الفيروس، من خلال رحلات تجارية تعرّض المسافرين للمخاطر.
اقرأ أيضا: عاجل| إجلاء مصابين بكورونا من بوردو الفرنسية
قطر كاذبة
كشف عبد الحميد في تصريحات خاصة لـ "الطريق"، أن الأزمة بدأت عندما نشر مكتب الاتصال الحكومي القطري بياناً، أمس السبت على موقع التغريد المصغر "تويتر"، والذي قال فيه إن الخطوط الجوية القطرية أجلت 31 مواطنا بحرينيا إلى مطار حمد الدولي في الدوحة، مشيرا إلى أن قطر حاولت أن تدعي الكذب وتروج بأنها تواصلت مع مسؤولين في البحرين للاستفسار عن الطريقة المثلى لعودة المواطنين البحريين العالقين، لأن المملكة البحرينية لا تسمح بعبور الطائرات التجارية القطرية.
تدخل صارخ
يرى رئيس تحرير إيران بوست أن ما تفعله قطر يعد تدخلا صارخا في الإجراءات والترتيبات المتخذة في البحرين من خلال رحلات جوية تجارية تعرّض كافة المسافرين على تلك الرحلات لمخاطر صحية خاصة أن هذه الرحلات تفتقر إلى أبسط القواعد الصحية اللازمة.
وأكد شريف عبد الحميد، أنه كان ينبغي على قطر اتباع القواعد الدبلوماسية مع هذا الأمر وعدم اللعب على وتر المسائل الإنسانية خاصة أنها عرضت صحة العالقين للخطر دون ترتيب مسبق مع دولتهم، خاصة أن هناك ترتيبات مسبقة لإجلاء القادمين من إيران عبر سلطنة عمان وسط إجراءات احترازية ووقائية تحفظ سلامتهم.