سجون كوريا الشمالية.. أوضاع احتجاز لا إنسانية وانتهاكات لا تنتهي

لا تزال تنكشف الأسرار حول كوريا الشمالية، ومدى الانتهاكات التي تمارسها سلطات بيونج يانج خلف القضبان ضد السجناء.

تعذيب وإذلال

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن تعرض معتقل في كوريا الشمالية للتعذيب القاسي والإذلال والاعتداء الجنسي من قبل نظام بيونج يانج الذي يعتبر السجناء أقل من الحيوانات.

وأعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الأشخاص الذين تم اعتقالهم وإرسالهم إلى الحبس الاحتياطي، يتم وضعهم في زنازين ضيقة وغير صحية، ويتم إجبارهم على الاعتراف بأشياء لم يفعلونها، كما يتم حرمانهم من الطعام والملابس المناسبة.

اقرأ أيضا: أول ظهور لزعيم كوريا الشمالية وتعليقه على تولي شقيقته السلطة

رشوة حراس معتقلات كوريا الشمالية

فيما أوضح فيل روبرتسون نائب مدير قسم آسيا في هيومن رايتس ووتش، أن السجناء في كوريا الشمالية حرفيا تهدر حقوقهم ولا يسمح لهم بتسليم الطعام الذي يرسله لهم أسرهم إلا بعد دفع رشاوى للحراس.

وأفادت الصحيفة البريطانية بأن هذه الحقائق تستند على مقابلات أجريت مع 15 امرأة ورجل اعتقلوا في البلاد، بالإضافة إلى مسؤولين سابقين على دراية بنظام العدالة الجنائية، مشيرة إلى أن جميع من أجري معهم هذه المقابلات كوريين شماليين وفروا من البلاد بعد 2011، وهو العام الذي تولى فيه زعيمها الحالي كيم جونج أون السلطة.

الخوف من الاعتقال في كوريا الشمالية

ورأي روبرتسون أن لدى الناس أسباب وجيهة جدًا للخوف من الاعتقال، أو الاحتجاز، خاصة أنه لا يوجد أي عدالة في نظام المحاكمات التي تجرى في كوريا الشمالية، مضيفًا أن المعتقلين هم من لهم ارتباط سياسي.

ودائما ما يتعرض هؤلاء المعتقلين لانتهاكات تشمل التعذيب، والاعترافات القسرية، وظروف ضيقة وغير صحية، كما أن الفتيات من المحتجزات يتعرضن للتحرش والاعتداء الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب.

ومن أبرز أشكال الإساءة التي يتعرض لها السجناء هي "الضرب بالعصا أو الركل"، ويكون ذلك في المرحلة الأولى من الحبس الاحتياطي.

وقال ضابط شرطة سابق لـ"هيومن رايتس ووتش": "اللوائح تنص على أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي ضرب، لكننا نحتاج إلى اعترافات أثناء التحقيق والمراحل الأولى من الفحص، لذا عليك أن تضربهم من أجل الحصول على الاعتراف".

شهادات معتقلون

وأدلى العديد من المعتقلين بشهادتهم حول تعرضهم للتعذيب، مؤكدين أنهم أجبروا على الجلوس بثبات على أرضية زنزانتهم لمدة تصل إلى 16 ساعة في اليوم، وبعد ذلك يتم ضربهم بشكل قاسي باستخدام اليدين أو العصي أو الأحزمة الجلدية، لإجبارهم على الركض في دوائر حول ساحة حتى 1000 مرة.

اقرأ أيضا: عاجل | اختفاء مسؤول كوري جنوبي قرب حدود بيونج يانج

وصرح بارك جي تشول، وهو محتجز سابق: "إذا تحركت أنا أو غيري، يأمرني الحراس أو جميع زملائي في الزنزانة بمد أيدينا عبر قضبان الزنازين ويدوسون عليهم أكثر من مرة بأحذيتهم.

كان يون يونج تشول الذي كان موظفًا حكوميًا في الثلاثينيات من عمره عندما اعتقلته الشرطة السرية في 2011، قال في وقت سابق: إنه "تعرض للضرب المبرح لمدة 30 دقيقة والركل بالأحذية قبل أن يتم استجوابه، ولم يتم إخباره إلا في اليوم التالي بأنه متهم بالتجسس".

وأفادت كيم سون يونج، وهي تاجرة سابقة في الخمسينيات من عمرها فرت من كوريا الشمالية قبل خمس سنوات، بأنها تعرضت للاغتصاب من قبل محققها في مركز احتجاز، مضيفة أن ضابط شرطة آخر اعتدى عليها جنسيا أثناء الاستجواب، مؤكدة أنها كانت عاجزة تماما عن المقاومة.

دعوة للاعتراف بالذنب

وتطالب هيومن رايتس ووتش، حكومة كوريا الشمالية بالاعتراف علنًا بالانتهاكات التي تمارس ضد حقوق الإنسان خلف القضبان من تعذيب مستشري ومعاملة قاسية ولاإنسانية.

اقرأ أيضا: زعيم كوريا الشمالية يحذر أي قوة تحاول المساس بأمن بلاده

واتهمت الأمم المتحدة كوريا الشمالية، بارتكاب انتهاكات منهجية وواسعة النطاق وجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء وإدارة شبكة من معسكرات الاعتقال للسجناء السياسيين.