الطريق
الأربعاء 7 مايو 2025 03:54 مـ 10 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب

”حتى الدهب باعوه”| كورونا يجبر البنوك المركزية على بيع الاحتياطي الذهبي.. وخبراء: آخر كارت لتركيا

بيع الذهب
بيع الذهب

يعد المعدن الأصفر النفيس، من أهم المعادن التجارية، لكونه ملاذا أمنا على مر العصور، وتلجأ الدول لزيادة مخرزونها الذهبي، عند انخفاض سعره، وعند الحاجة الملحة كالحروب، أو الأزمة الاقتصادية، تبيع البلاد جزء من مخزونها الأصفر، وهوت أزمة فيروس كورونا المستجد بالاقتصاد التركي، حيث اضطرت تركيا لبيع نحو 22.3 طن من الذهب في الربع الثالث من العام، كما باع البنك المركزي في أوزبكستان نحو 34.9 طن من المعدن النفيس، وهي خطوة لم تلجأ إليها الدول منذ عقود.

وفي هذا السياق قال الدكتور حلمي فوزي الخبير الاقتصادي، لـ"الطريق"، إن الاحتياطي الذهبي من أهم المخزونات في البلاد، وهو أمر شديد الخطورة، وتحتفظ الدول باحتياطها من الذهب في أماكن سرية لخطورته. 

وأكد الخبير الاقتصادي، أن الدول تتجنب الاقتراب من الاحتياطي الذهبي لها، ولا تلجأ له إلا في أوقات الأزمات والحروب، عند الحاجة الملمة له، وعند انتهاء حلولها. 

وأكد فوزي، أنه في بداية أي أزمة مالية تلجأ الدول للاحتياطي النقدي، كأول البدائل، أو الاقتراض الخارجي، ولكن عند العجز النقدي، وعدم استطاعتها لاستيفاء شروط الاقتراض وسدادها، فيكون الحل الوحيد هو بيع الذهب.   

الاحتياطي الذهبي آخر كارت اقتصادي لتركيا 

 

ومن جانبه يرى الدكتور أسامة عبدالخالق، الخبير المصرفي، أن الذهب يعيش أزهى عصوره حاليا، وبانتهاء جميع الحلول، يبقى الحل في بيع الذهب حلا سليما، ولكنه ليس بمجزي، فبيع الدول لأطنان من الذهب سيعمل على انخفاض أسعار الذهب العالمية، وبذلك يصبح بيعهم للذهب خسارة. 

وأوضح الخبير المصرفي، لـ"الطريق" أن مصر لن تحتاج للجوء لاحتياطها من الذهب، فالاحتياطي النقدي للبلاد حصن شديد، بالإضافة إلى أن مصر لن تحتاج حاليا أيضا لاستخدام الاحتياطي النقدي، لأن الأوضاع الاقتصادية مستقرة، والعملة في تحسن مرتفع، وقناة السويس في تسعيرتها الجديدة، والاستثمارات الأجنبية، والسياحة، بالاضافة للصادرات. 

اقرأ أيضا: الانهيار السعيد| البترول يخسر ومصر أكبر الرابحين.. هل استغلت الدولة انخفاض أسعار النفط لتأمين مخزونها؟

وأكد عبدالخالق، أن الاقتصاد التركي، والذي يعد من أوائل الدول التي لجأت لبيع الذهب، يتعرض لانهيار حاد، بسبب التوترات الجيوسياسية التي ورط النظام فيها البلاد وأزمتهم مع سرقة الغاز، وانهيار السياحة، والعملة، ومقاطعات دول عديدة للمنتجات التركية. 

وتابع الخبير المصرفي، أن الاقتصاد التركي يعتمد على التصدير، لذلك حملة المقاطعات كانت أشبه بضربة في مقتل له، كما أن شح السيولة الدولارية، والتراجع المفجع الليرة لم تجعل أي اختيار آخر أمام حكومتهم.