كيف حيّدت روسيا أردوغان عن أرمينيا وأذربيجان؟.. وهل يعاقب بايدن أردوغان على s400 (تحليل)

أجهض الرئيس فلاديمير بوتين جهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأطماعه الذي حاول تحقيقها من خلال تأجيج الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، وذلك في ظل تساؤلات عن مخططات جو بايدن للإيقاع بأردوغان، وفي الوقت نفسه لإثبات قدراته أمام روسيا، ومنع انفرادها بالقوة في المنطقة.
محادثات هاتفية
أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مباحثات هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الأمريكية، حيث إن فوز جو بايدن هدد بفرض عقوبات مشددة على تركيا مع مناصرة رموز المعارضة، وفقا لموقع "دفيرتم التركي".
ومن جانبها أكدت الرئاسة التركية أن المحادثات تناولت الأوضاع بين أرمينيا وأذربيجان، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي شدد على ضرورة عدم التدخل التركي في هذا الشأن برمته.
اقرأ أيضا: رئيس وزراء أرمينيا: أجبرنا على الموافقة لوقف إطلاق النار
وربما تكشف هذه المستجدات عن ما إذا كان تراجع أردوغان عن تعنته وقبوله بوقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان، هي ضغوط مارسها فلاديمير بوتين.
محادثات بعد إعلان فوز بايدن
وردا على المستجدات الأخيرة التي طرأت، قال الكاتب الصحفي والباحث السياسي في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية محمود بسيوني: إن محادثات رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي الهاتفية التي أجريت بعد الإعلان عن فوز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية، لا يعني أن فلاديمر بوتين ساومه بأنه سيقف بجانبه أمام العقوبات التي هدد بايدن بفرضها عليه في مقابل التوقف عن تأجيج الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، مشيرا إلى أنه لا مفر من فرض العقوبات الأمريكية على أردوغان.
وأشار بسيوني في تصريحات لـ "الطريق" إلى أن هناك أسبابا قوية تجعل أمريكا تقرر فرض عقوبات صارمة على تركيا، فهي تعتبر رجب طيب أردوغان خالف القواعد والاتفاقيات الدولية كونه أجرى صفقة صواريخ "أس-400" الروسية، علاوة على الخروج من مشروع طائرات "أف -35".
الموقف الأمريكي
وأوضح الكاتب الصحفي أن نجاح فلاديمير بوتين في حل الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان لن يستفز أمريكا ولن تحاول التدخل في الأمر، مشيرا إلى أن التدخل الروسي في الأمر ألغى دور الأمم المتحدة، وبهندسة روسية تحول الصراع لأزمة داخلية في آسيا.
وأفاد بسيوني بأن أمريكا ليس لديه أي مصلحة لكي تتدخل، ومن المستبعد أن يقوم جو بايدن بأي عمل خارجي في المنطقة، فيستلزم عليه التفكير في الأزمة التي يواجهها داخل الولايات المتحدة الآن حيث الانقسام بعد الإعلان إعلاميا عن فوزه في الانتخابات، كما أنه لم يعلن رسميا حتى الآن عن فوزه، كما أن هناك اضطرابات وتدخل من القضاء بسبب الانتهاكات التي مورست في الانتخابات، ومؤشرات توحي بأن دونالد ترامب لن يسمح بوصول جو بايدن للحكم.
اقرأ أيضا: بوتين بطل المرحلة.. اتفاق أرمينيا وأذربيجان يمنع أردوغان من تحقيق أطماعه (خاص)
واختتم الكاتب الصحفي بأن جو بايدن، وحتى بعد الإعلان عن فوزه رسميا، ليس من مصلحته التفكير في أي ملفات خارجية وعليه فقط حل أزمة كورونا والاضطرابات الاقتصادية، خاصة وأنه تعهد بإتمام ذلك، موضحا أن الأزمات الاقتصادية التي طرأت تجبر واشنطن على عدم التفكير في إقحام نفسها في أي صراعات عسكرية، متوقعا أن أمريكا ستحاول المرحلة المقبلة أن تتوغل داخل القارة الأفريقية وبوابتها لإتمام ذلك هي مصر، فهي داعم قوي لأمريكا لتحقيق هذا الحلم؛ كونها متداخلة بقوة في العديد من الملفات داخل إفريقيا.