الطريق
السبت 18 مايو 2024 03:01 مـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

لاعب سابق في الدوري المصري.. تعرف على الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بعد قتله في إيران

أبو محمد المصري
أبو محمد المصري

ضربة موجعة تعرض لها تنظيم القاعدة، شكلت أزمة حقيقية بالنسبة له، بمقتل عبدالله أحمد عبدالله، الرجل الثاني في التنظيم الإرهابي، وخلال السطور المقبلة يجيب "الطريق" على سؤال من هو أبو محمد المصري الذي لم يكشف الستار عن مقتله إلا بعد 3 أشهر من قتله بالرصاص في شوارع طهران.


الأخطر داخل التنظيم

وعلى الرغم من عدم الإلتفات لتنظيم القاعدة لفترة طويلة، لكن الأنظار عادت تتركز عليه مجددا بعد أن نشر الإعلام الأمريكي حقائق عن مقتل أبو محمد المصري الرجل الثاني في التنظيم، الذي لقي حتفه رميا بالرصاص في شوارع طهران، فأكدت الاستخبارات الأمريكية أنه من أخطر رموز التنظيم والأهم أنه الأقدر على تنفيذ العمليات الإرهابية المعقدة.

وأبو محمد المصري، ولد في مصر عام 1963، وكان لاعب كرة قدم بنادي غزل المحلة ولعب في الدوري المصري، حسبما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، لكن حياته تبدلت تماما وترك حياة الملاعب بعد الغزو السوفيني لأفغانستان عام 1979 لينضم للحركة الجهادية التي كانت تساعد القوات الأفغانية.

بقاء المصري في أفغانستان

 

حاول أبو محمد المصري بعد مرور 10 سنوات من انسحاب السوفيت من أفغانستان أن يعود لمصر، لكن السلطات المصرية رفضت، لذلك ظل في أفغانستان، لينضم بعد ذلك إلى المجموعة الأولى التي شكلها أسامة بن لادن، والتي سميت بعد ذلك بـ "القاعدة" وتم إدراجه في المرتبة السابعة بين مؤسسيها البالغ عددهم 170.

وأكد المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب في إحدى وثائقه أن المصري كان يتميز بالخبرة العالية وله قدرة كبيرة في تنفيذ العمليات الإرهابية الخطرة، ووصفه أيضا بـ "رئيس العمليات السابق في القاعدة"، كما أنه عمل بشكل وثيق مع سيف العدل.

اقرأ أيضا: قطر وتركيا وجهان لعملة واحدة في دعم الإرهاب بسوريا (وثائق)


مصاهرة حمزة بن لادن

حرص أبو محمد المصري على متابعة أخبار نجل أسامة بن لادن "حمزة بن لادن" ولاحقا زوج ابنته مريم، ذلك بعد أن أطلقت إيران سراح حمزة ورموز أخرين من عائلة بن لادن عام 2011 مقابل دبلوماسي إيراني اختطف في باكستان.

وحاول الجهادي أن يطور من عملياته الإرهابية من خلال توجيه الدفة إلى السودان، حيث بدأ في تشكيل خلايا عسكرية في الخرطوم، وبعد ذلك توجه إلى الصومال لمساعدة الميليشيات الموالية لأمير الحرب الصومالي محمد فرح عيديد، وعمل على تدريب الصوماليين على استخدام قاذفات الصواريخ المحمولة على الكتف ضد طائرات الهليكوبتر ونجحوا في إسقاط طائرتي هيلكوبتر أمريكتين في مقديشو عام 1993.


رؤى متنوعة

من جانبه، كشف يورام شفايتسر رئيس مشروع دراسات الإرهاب في العراق، أنه عندما بدأ تنظيم القاعدة في تنفيذ أنشطة إرهابية في أواخر التسعينات كان أبو محمد  المصري من أقرب ثلاثة شركاء لبن لادن، وشغل منصب رئيس قسم عمليات التنظيم.

أما معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب فقد أكد أن ابو محمد المصري كان يتميز بقدرة على التركيز وشارك في جزء كبير من عمليات القاعدة التي نفذت بإفريقيا.

عملية كبرى

وبعد معركة مقديشو بوقت قصير كلف بن لادن المصري بتخطيط عمليات ضد أهداف أمريكية في إفريقيا، وكان المصري طموحا، فخطط لعملية دراماتيكية مثل هجمات 11 سبتمبر والتي من شأنها أن تستقطب الاهتمام الدولي، وقرروا مهاجمة هدفين في دولتين منفصلتين في وقت واحد.

اقرأ أيضا: أسامة بن لادن على قيد الحياة.. ترامب يربك أمريكا بـ”تغريدة القرن”

وفي صباح يوم 7 أغسطس 1998 بقليل، توقفت شاحنتان محملتان بالمتفجرات أمام السفارات الأمريكية في كينيا وتنزانيا، وتسببت الانفجارات في حرق وتقطيع الضحايا، وتطايرت الجدران من المباني وتحطمت النوافذ.

أبرز رموز القاعدة

مع حلول عام 2000 أصبح أبو محمد المصري أحد الأعضاء التسعة في مجلس إدارة القاعدة، كما أنه ترأس التدريب العسكري للتنظيم، وواصل الإشراف على العمليات الإرهابية التي تنفذ في إفريقيا وأمر بشن هجوم على مومباسابكينيا عام 2002 أسفر بالفعل عن مقتل 13 كينيًا وثلاثة سياح إسرائيليين، وفقا لما كشفت عنه المخابرات الإسرائيلية.

الهروب إلى إيران

وفي عام 2003 كان الجهادي واحد من بين قادة القاعدة الذين فروا إلى إيران، وقال يورام شفايتسر رئيس مشروع دراسات الإرهاب في العراق إن سر اختيار إيران بالتحديد هو أن هؤلاء القادة كانوا يعتقدون أن الولايات المتحدة لن تتمكن من الوصول إليهم أو استهدافهم هناك كما ظنوا أن فرص قيام النظام الإيراني بصفقة تبادل مع الأمريكيين تشمل رؤوسهم ضئيلة للغاية.

وكان المصري أحد الأعضاء القلائل رفيعي المستوى في المنظمة الذين نجوا من المطاردة الأمريكية لمرتكبي هجمات 11 سبتمبر وهجمات أخرى، وفي 2015 أعلنت إيران عن صفقة مع القاعدة أفرجت بموجبها عن خمسة من قادة التنظيم بمن فيهم أبو محمد المصري مقابل دبلوماسي إيراني كان اختطف في اليمن.

تحت حماية الحرس الثوري

عاش أبو محمد المصري في طهران تحت حماية الحرس الثوري الإيراني وسُمح له بالسفر إلى الخارج إلى أفغانستان وباكستان وسوريا.

اقرأ أيضا: ”ترتيب أمريكي وتنفيذ إسرائيلي”.. تفاصيل مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بإيران