الطريق
الأحد 19 مايو 2024 10:42 صـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

لاجئو إثيوبيا.. كارت السودان الرابح لتحسين صورته دوليا والانتصار على آبي أحمد

الفارين من إثيوبيا للسودان
الفارين من إثيوبيا للسودان

لم يجد الهاربون من صراع إقليم تيجراي خيرا من السودان ليكون هو الملاذ الآمن لهم للهروب من احتمالات الإبادة الجماعية، وعلى الرغم من معاناة السودان الاقتصادية، إلا أنه لا يتردد في فتح حدوده على مصراعيه لاستقبال اللاجئين الإثيوبين الذين يتجاوزون الـ 200 ألف حتى الآن.


السودان يرحب بالفارين

 

أكد رئيس هيئة الأركان السوداني الفريق الركن محمد عثمان انتشار قوات الجيش على طول الحدود مع إثيوبيا، موضحا أن دورها هو تأمين الحدود مع تدفق اللاجئين.

وقال عثمان خلال جولته لمنطقة الحدود أن السودان لن يغلق بابه أمام أي لاجئ تضرر من الصراع الجاري بين القوات الإثيوبية أو جبهة تحرير تيجراي، مشيرا إلى أنه لن يترك جائعا يحتاج لمساعدة، لكن دون تقديم الدعم لأي من طرفي النزاع.

اقرأ أيضا: جبهة تحرير تيجراي: تهديدات آبي أحمد دليل على هزيمة القوات الإثيوبية

تدفق لاجئين وأزمة اقتصادية

 

وبحسب الإحصائيات الرسمية التي كشفت عنها الأمم المتحدة، فقد وصل عدد اللاجئين الإثيوبين الذين دخلوا السودان عبر الحدود لأكثر من 200 ألف لاجئ، هربا من المعارك الدائرة هناك، ومن احتمالات الإبادة الجماعية التي قد تشن ضدهم، وقد فتح السودان أبوابه أمامهم في ظل ما يعانيه من أزمة اقتصادية وارتفاع ملحوظ في معدلات للفقر والبطالة.

الحد الآمن

 

وردا على علامات الاستفهام الذي يطرحها السودان بترحيبه للاجئين رغم معاناته الاقتصادية، قال الدكتور ناصر مأمون عيسى، الباحث في العلاقات الدولية وشئون الشرق الأوسط، إن الحد السوداني هو الحد الوحيد الآمن أمام الإثيوبيين الفارين من صراع القوات الإثيوبية الفيدارلية وقوات جبهة تحرير تيجراي، مشيرا إلى أن الحدود الأخرى إما أنها إريترية أو إثيوبية وكلاهما يشكلان خطورة عليهما.

وأشار مأمون في تصريحات خاصة لـ "الطريق" إلى أن اللاجئين الإثيوبيين هم ورقة الضغط التي يريد السودان استغلالها لمساومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على إقليم "الفشجا" الذي تصل مساحته لـ 100 كيلو مربع ويضم أجود الأراضي الزراعية، موضحا أن هذا الإقليم يعد محور خلاف بين إثيوبيا والسودان، مشيرا إلى أن معاهدة أديس أبابا التي أجريت بين إثيوبيا وبريطانيا في 1902 كانت تضم اتفاقية بنودها تركز على أن هذا الإقليم سوداني ويعاني من الاحتلال الإثيوبي.

اقرأ أيضا: ردا على تحذيرات آبي أحمد .. جبهة تحرير تيجراي تدمر مطار القوات الإثيوبية في أكسوم


السودان يضرب عصافير عدة بحجر واحد

 

ويرى الدكتور ناصر أن بفتح الحدود أمام الفارين من الصراع الجاري في تيجراي يكون السودان قد ضرب أكثر من عصفور بحجر، واحد فهو الآن يأوي اللاجئين الذي من الممكن أن يمدهم بالسلاح للوقوف معه، إذا رفض آبي أحمد رفع القبضة الإثيوبية عن إقليم "الفشجا"، وفي نفس الوقت يثبت للوكالات الدولية الراعية لحقوق الإنسان أنه على الرغم من ظروفه الاقتصادية السيئة والأزمة التي يعيشها لكنه بلد حريص على مراعاة اللاجئين ويعمل على توفير المأوى لهم.

وأضاف مأمون عيسى أن فتح السودان لحدوده أمام اللاجئين سيجعله يتمكن من حصد المزيد من التبرعات المالية من جمعيات حقوق الإنسان التي ستعمل على مساعدته في مواجهة تدفق اللاجئين.

الطريق القومي

 

وتطرق الدكتور ناصر مأمون عيسى للطريق القومي الذي يصل بين إثيوبيا وبور السودان، وهذا الطريق يمر بولاية تيجراي في منطقة القضارف وهو يشكل أهمية كبيرة لإثيوبيا كونه يمده بالنفط والغاز، ومن الممكن جدا أن يستغل السودان الجماعات المسلحة التي فرت من تيجراي تحديدا من منطقتي "القضارف وكسلا"، لقطع هذا الطريق، وهو ما سيشكل خطورة اقتصادية على إثيوبيا.