يديعوت أحرونوت ومعاريف.. ماذا تعني رسائل الإعلام العبري عن مقتل فخري زادة؟
في الوقت الذي تتهم فيه إيران، إسرائيل بأنها المدبر الرئيسي لعملية الاغتيال التي طالت العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، يظهر الإعلام العبري على الساحة يبعث برسائل تطرح مزيدا من علامات الاستفهام.
اتهامات الخارجية الإيرانية
اتهمت الخارجية الإيرانية إسرائيل بشكل صريح بأنها هي من دبرت عملية قتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، ولم تتردد من التأكيد على أن الأمر تم بترتيب من قبل عملاء من الموساد الإسرائيلي على الرغم من أن ذلك يدل على وجود تقصير استخباراتي منها.
اقرأ أيضا: اغتيال محسن فخري زادة.. هل يقاوم المشروع النووي الإيراني محاولات تدميره؟ (تحليل)
رسائل صهيونية
بالتزامن مع رفع درجة التأهب التي قامت بها إسرائيل ف الجولان السوري، بسبب تخوفها من أي رد إيراني ضدها، تظهر صحيفتي "يديعوت أحرونوت ومعاريف" العبريتان وأكدا أن الموساد بالفعل وظف عميل تابع له لمراقبة العالم النووي محسن فخري زادة منذ 1992.
وأفادت يديعوت احرونوت، أن هذا العميل تمكن من الحصول على تسجيلات تتعلق بزادة تكشف عن تفاصيل خاصة بالبرنامج النووي الإيراني، وفيما يتعلق بصحيفة معاريف، فقد أكدت أن ما حدث للعالم النووي يعد نجاح كبير للاستراتيجية الإسرائيلية.
شو إعلامي
ردا على علامات الاستفهام التي يطرحها الإعلام العبري، وما إذا كان يعترف ضمنيا بمسؤولية إسرائيل عن مقتل العالم النووي محسن فخري زادة، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، إنه حتى الآن لا يوجد اعتراف رسمي من الحكومة الإسرائيلية بأنها هي من دبرت عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، مشيرا إلى أنه من الممكن القول بأن ما عرضته الصحيفتين العبريتين لا يزيد عن كونه شو إعلامي.
وأوضح فهمي في تصريحات خاصة لـ"الطريق" أن الحديث عن توظيف عميل تابع للموساد الإسرائيلي لمراقبة فخري زادة منذ 27 عاما منذ حكومة أيهود أولمرت لا يزيد عن كونه محاولة إسرائيلية للتأكيد على أنها كان لها دور مباشر في التخلص منه.
إعلام عبري ملون
أكد الدكتور طارق فهمي، أنه عند الحديث عن قضية مثل اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة لابد من عدم تقييم الأمور بناءً على الصحافة العبرية منوها أنها تمثل إعلام ملون، فهناك ثوابت في عملية الاغتيال، أولا أن العملية تمت في بلد تمثل محطة استراتيجية مهمة بالنسبة لإسرائيل، مبينا أن مساحة التعامل مع العملاء والخبراء يكون سهل جدا، وسبق أن تعرض فخري زادة للعديد من محاولات الاعتيال التي لم يعلن عنها.
اقرأ أيضا: وزير الخارجية البريطاني يحذر من خطورة مقتل محسن فخري زادة على أمن المنطقة
وبحسب فهمي فإن التصريحات التي ورد على لسان الموساد الإسرائيلي من أنه وظف عملاء لمراقبة زادة، معناه أنه يريد يسجل سابقة ويقنع العالم أنه قام بهذا العمل، لكنه في النهاية إذا كان بالفعل قام بذلك، فهذا سيكون بتنسيق مع الاستخبارات الأمريكية والدليل هو أن من أعلن عن عملية الاغتيال من الأساس هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الرد الإيراني
اختتم الدكتور طارق فهمي بأنه من المتوقع جدا أن ترد إيران على ما تعرض له زادة، منوها أن الرد سيكون من خلال أذرعها في لبنان وقطاع غزة، أما إسرائيل فهي متخوفة مما يمكن أن تقوم به إيران في ردها، لذلك حرصت على فرض حماية كاملة على علماء المجمع النووي في ديمونة وفي نحال سوريك.
تدبير إسرائيلي
قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمدير الأسبق لمعهد البحوث والدراسات العربية الدكتور أحمد يوسف، إنه من المرجح جدا أن تكون إسرائيل هي التي تقف وراء اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، موضحا أنها وقفت وراء الكثير من الهجمات التي وجهت ضد إيران.
وأشار يوسف في تصريحات خاصة لـ "الطريق" إلى أن إسرائيل تعاني من الخوف والهاجس القوي بسبب إيران ودائما تفكر في التبعات التي قد تواجهها بسبب القوة النووية الإيرانية.
اقرأ أيضا: اجتماعات عسكرية بين أمريكا وإسرائيل تحسبا للرد الإيراني بعد مقتل زادة
سياسة الغموض الإسرائيلية
أكد الدكتور أحمد يوسف أن إسرائيل تتبع ما يعرف بـ"سياسة الغموض" ملخصها أنها لا تعترف بالمسؤولية تجاه أي عمل تقوم به ضد إيران، لكنها في نفس الوقت تطلق رسائل غير مباشرة لتؤكد الانطباع العالمي بأنها هي المسؤولة عن أي هجوم يحدث ضد إيران، منوها أن إسرائيل إذا كانت تريد أن تبرأ نفسها من التهم التي وجهتها ضد إيران بشأن فخري زادة لفعلت لكنها لم تحاول أن تنفي هذه التهم.
ورأى يوسف أن جميع ما ورد في "يديعوت أحرونوت ومعاريف" عبارة عن رسائل إعلامية تؤكد بها إسرائيل أنها هي المسؤولة عن عملية الاغتيال، لكنها في نفس الوقت لم تعترف بشكل صريح.
اقرأ أيضا: اعتراف ضمني.. صحيفة عبرية: الموساد زرع عملائه بالقرب من فخري زادة منذ 27 عاما
موقف نتنياهو
أكد الدكتور أحمد يوسف، أنه إذا ثبت تورط إسرائيل في عملية اغتيال محسن فخري زادة، فإن ذلك لن يدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للخروج من مأزق قضايا الفساد التي ثبت تورطه فيها، موضحا أن هذا الأمر يتعلق بقضايا داخلية في المقام الأول، وإذا كان يريد الخروج منها فعليه أن يثبت برائته منها، وليس القيام بعمليات اغتيال خارجية.
