الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 12:55 مـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

اغتيال محسن فخري زادة.. هل يقاوم المشروع النووي الإيراني محاولات تدميره؟ (تحليل)

اغتال محسن فخري زادة
اغتال محسن فخري زادة

"محسن فخري زادة".. واحد من أبرز الرموز العلمية في إيران ، وأهم عضو في المشروع النووي الإيراني، أتت مفاجأة اغتياله بمثابة الصدمة الغير متوقعة، لتتعرض أحلام وطموحات إيران لاستكمال مشروعها النووي الإيراني للخطر.

وفتحت الاتهامات التي وجهتها الخارجية الإيرانية لإسرائيل، سلسلة من علامات الاستفهام حول المؤمرات الصهيوأمريكية ضد المشروع النووي الإيراني، وأبرز ما تفكر فيه طهران للرد على هذه الضربة.


اغتيال فخري زادة

 

اغتالت جماعة إرهابية رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا في الوزارة، والمدير الأول للبرنامج النووي في إيران محسن فخري زادة، وتوجهت أصابع الاتهام للموساد الإسرائيلي.

وعلى الرغم من وصف الخارجية الإيرانية لهذه العملية بـ "العمياء" إلا أن المرشد علي خامنئي أكد أنه لن يهدأ حتى يتم التحقيق الشامل لمعرفة المسؤوليين عن هذا الحادث ومن رتبوا لإتمامه، مشيرا إلى أن بلاده لن تتراجع عن مخططاتها حيال المشروع النووي الإيراني وسوف تستمكل المسيرة التي بدأها زادة.

اقرأ أيضا: مستشار ”جنيف للدراسات” يكشف لـ”الطريق” تأثير اغتيال فخري زادة على سياسة بايدن تجاه إيران

رفع حالة التأهب

 

من جانبها انتابت حالة من القلق إسرائيل لدرجة جعلتها ترفع حالة التأهب القصوى في مختلف السفارات التابعة لها في جميع دول العالم تحسبا لأي خطوة من الممكن أن تقوم بها إيران في أي لحظة، خاصة في ظل القناعة الإيرانية بأن الموساد هو من رتب لهذا الحادث.

وعلى الرغم من أن إسرائيل تباهت بمقتل القيادي أبو محمد المصري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الذي أغتيل في العاصمة الإيرانية طهران، لكنها التزمت هذه المرة الصمت ولم تحاول أن تتبنى مسؤولية مقتل محسن فخري زادة على الرغم من أن مقتله يشكل انتصارا أكثر من واقعة اغتيال أبو محمد المصري، لكنها أكتفت بالتأكيد على أن ما حدث سوف يؤثر سلبا على المشروع النووي الإيراني بقوة.


ليست المرة الأولى

 

وردا على علامات الاستفهام التي تطرحها هذه القضية قال إسلام المنسي الباحث المتخصص في الشأن الإيراني أن هذه ليست المرة الأولى التي تجرى فيها محاولات لاغتيال محسن فخري زادة، موضحا أنه كان هناك عدة محاولات للتخلص منه، والموساد هو الذي يقف وراء هذه المحاولات كافة كونه يمتلك خلايا استخباراتية نشطة داخل إيران وموزعة على مختلف الأراضي الإيرانية، مشيرا إلى أن هناك استهداف قوي للبرنامج النووي الإيراني من قبل إسرائيل التي تعد المنافس القوي أمام إيران، فكلاهما يتنافسان على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار المنسي في تصريحات لـ "الطريق" إلى أنه كان هناك أمام واشنطن وتل أبيب عدة خيارات لوقف إتمام المشروع النووي الإيراني، وكان هناك من ضمن هذه الخيارات، توجيه ضربة عسكرية للمفاعلات النووية الإيرانية والمراكز البحثية التي تعمل في المشروع النووي ولكن الخيار العسكري ربما يكون ذات تكلفة مالية كبيرة فلذلك تم اللجوء لخيار أخر وهو توجيه الضربات الدقيقة دون الإعلان عنها، موضحا أنه تقرر اللجوء لهذه الوسيلة منذ قرابة 10 سنوات حينما تم توجيه ضربة سيبرانية عبر فيرو انترنت يدعى "ستاكس نت" ومن خلال هذه الضربة السيرانية تدمرت أجهزة الطرد المركزي.

اقرأ أيضا: خوفا من تهديدات إيران.. رفع حالة التأهب في السفارات الإسرائيلية بالعالم


الحرب الاستخباراتية

 

وأكد إسلام المنسي أنه بعد تدمير أجهزة الطرد المركزي الخاصة بعمليات تخصيب اليورانيوم، بدأت الحرب الاستخباراتية بين واشنطن وتل أبيب من جهة وطهران من جهة أخرى، مشيرا إلى أن الجانب الأمريكي الإسرائيلي هو الذي تمكن من تحقيق الانتصار والدليل أنه تم تسريب نسبة كبيرة من الوثائق التي تتعلق بالمشروع النووي وكُشفت أجزاء سرية منه لأمريكا وإسرائيل بمساعدة المعارضة في المهجر ومجاهدي خلق وتم إحاطة منظمة الطاقة الذرية والأمم المتحدة بما تفعله إيران في الخفاء.

اقرأ أيضا: حزب الله بعد اغتيال محسن فخري زادة: نقف مع إيران في مواجهة التهديدات

وأفاد الباحث  أنه خلال أخر شهرين متبقين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوف تحاول إسرائيل إحباط المشروع النووي الإيراني بقدر المستطاع دون الوصول لمرحلة شن عملية عسكرية شاملة مباشرة، ولابد من التأكيد على أن كل ما مرت به إيران من عمليات سابقة أو ما ستمر به يتم بضوء أخضر من واشنطن.


الرد الفعل الإيراني

 

واختتم المنسي بالتأكيد على أنه ليس من المتوقع أن يكون لإيران رد فعل قوي فهي لم تقم بأي خطوة جدية في عمليات أكثر خطورة تعرضت لها من قبل، مثل مقتل قائد فيلق القدس الأسبق قاسم سليماني الذي أغتيل في العراق، لكن من المتوقع أن يكون الرد الإيراني من خلال مواصلة المشاريع النووية، وربما تزداد هذه المشاريع سرعة، مع تطوير برامجهم الصاروخية بعيدة المدى، مع دعم الميليشيات الإرهابية، لكي تتمكن إيران من تقوية موقفها في أي مفاوضات مقبلة، خاصة وأنها تريد أن تستند على سياسة التهديد في مباحثاتها المقبلة مع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، ومن المتوقع أن تسرع طهران في إنها جميع الملفات الخلافية دون صب المزيد من الزيت على النار.