الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 05:18 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حوار… طارق فهمي: هجمات آبي أحمد على حدود السودان رسالة لإقليم تيجراي.. والحكومة الإثيوبية ضعيفة وهشة

الدكتور طارق فهمي
الدكتور طارق فهمي

تأزمت الأوضاع بوتيرة سريعة بين إثيوبيا والسودان، وبدأت بتوجيه أديس أبابا ضربات على الحدود التي تربطها بالسودان، لتجد ردا عنيفا من قبل القوات السودانية التي أكدت أنها لن تسمح باختراق حدودها بأي شكل من الأشكال.

وللكشف عن ملابسات الأزمة بين الطرفين وما إذا كانت قوات إقليم تيجراي ستحاول استغلال الوضع للحصول على الاستقلال، يحاور "الطريق" الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط.

 

احتمالات التعاون بين السودان وتيجراي

ويقول الدكتور طارق فهمي، إنه من الممكن جدا أن تتعاون قوات جبهة تحرير تيجراي مع القوات السودانية للإيقاع بحكومة آبي أحمد الإثيوبية، خاصة وأنها لا تزال تريد أن تحقق أمل الاستقلال، لكن ذلك يتوقف على شروط محددة، وهي أن تدعم القوات السودانية عناصر جبهة تحرير تيجراي بصورة كبيرة، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن على عبارة عن تكتيك استراتيجي من قبل السودان وقوات الإقليم لمواجهة جهود الحكومة الإثيوبية التي تريد استعادة سيطرتها على الموقف.

وأضاف فهمي أن المواجهات التي تشمل الأطراف الثلاث: "القوات الإثيوبية والسودانية وجبهة تحرير تيجراي" ليس فيها رابح نهائي أو خاسر نهائي فهي حتى الآن عبارة عن مناوشات، منوها أنها ستحسم في حال قررت القوات السودانية دعم قوات إقليم تيجراي، وربما تكون حكومة آبي أحمد أدعت الانتصار على قوات جبهة تحرير تيجراي، وحلقت بطيرانها فوق الإقليم، لكن القضية لا تحسب بهذا الشكل، فالحكومة الإثيوبية تريد فقط أن تقول بأن لها حضور قوي.

اقرأ أيضا: الخارجية تدين الهجوم الإرهابي على منطقة جبل أبو طيور بالسودان

رسالة آبي أحمد

 

وفيما يتعلق بالرسائل التي يريد أن يرسلها آبي أحمد، أكد أستاذ العلوم السياسية طارق فهمي أنه فقط يريد أن يقول إن لديه القوة التي تؤهله لمواجهة جبهة تحرير تيجراي، التي يصفها بأنها تمثل مجموعة من المتمردين ويرفض الإعتراف بحقوقهم السياسية والتاريخية.

وعن سؤاله عن مناطق التماس الحدودية بين إثيوبيا والسودان، أوضح فهمي أن الوضع في هذه المناطق سيظل غير مستقر بصرف النظر عن قوات جبهة تحرير تيجراي، لذلك من المتوقع حدوث مناوشات عسكرية متكررة، والرابح فيما يحدث الآن هي قوات الإقليم، فهي الآن تعلن عن نفسها وعن قدراتها، وتؤكد بأن لها حضور فعال في المعادلة الإثيوبية الراهنة، وربما خلال المرحلة المقبلة أيضا.

رسالة السودان

 

وحول الضربات العسكرية التي وجهتها القوات السودانية، أشار الدكتور طارق فهمي إلى أنها تكشف مساعي السودان الذي يريد بعث رسالة محددة لإثيوبيا، وهي أنه قادر على مواجهة أي مناوشات حدودية من الممكن أن توجهها القوات العسكرية الإثيوبية، منوها أنه على الرغم من أن الضربات التي وجهها السودان لا تزال في مراحلها الأولى، لكن ذلك لا ينفي قدراته على إزعاج الإثيوبيين وآبي أحمد تحديدا، إذا نحن أمام حالة من عدم الاستقرار، علاوة على استمرار المناوشات على الحدود بين إثيوبيا والسودان.

واعتبر فهمي أن الحكومة الإثيوبية أخطأت بشدة كونها حاولت إثارة غضب السودان على المناطق الحدودية بينهما، مؤكدا أنه كان لابد أن تعي جيدا بأنها ضعيفة وهشة جدا، كما أنها تعاني من عدم الاستقرار بسبب أزمات جزء كبير منها إقليمي وأخر داخلي، مشيرا إلى أن السودان يقول أيضا لآبي أحمد أنه قادر على تغير المعادلات الداخلية الإثيوبية بالكامل، وأنه يفكر أيضا في علاقاته مع دول القرن الإفريقي بأكمله حيث "الصومال وإريتريا وجيبوتي" وغيرهم.

اقرأ أيضا : عاجل | إثيوبيا تستدعي السفير السوداني بعد الاشتباكات الحدودية بين البلدين


مصالح السودان وإثيوبيا

 

وعن سؤاله عن تأثير المناوشات الأخيرة بين السودان وإثيوبيا على علاقاتهم الثنائية في مختلف المجالات، أوضح الدكتور طارق فهمي أن السودان لن ينسى الأهمية التي تشكلها علاقاته في مختلف المجالات مع إثيوبيا، فلديه مصالح مشتركة كبرى على المستوى السياسية والاقتصادي والاستثماري أيضا، والرد العسكري الذي وجهه يحمل في طياته "إن عدتم عدنا"، أي أنه قادر على إثارة اي مشاكل من الممكن أن تؤثر سلبا على الحكومة الإثيوبية الحالية في حال لم تتراجع عن تصرفاتها الاستفزازية على الحدود، لكن إذا تراجعت إثيوبيا لن ينفذ أيا من تهديداته، فهو في النهاية لن يسمح بأن تتأثر مصالحه السياسية والاقتصادية بأي شكل من الأشكال.