الطريق
الخميس 9 مايو 2024 07:39 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حسام داغر لـ”الطريق”: مهنتنا مقدسة.. والممثل سفير البشر في الدنيا (فيديو)

حسام داغر
حسام داغر

• توم هانكس كان سبب حبي للتمثيل.. واتعلم منهج مايسنر منذ 2009

• حفل توقيع كتاب "استوديو الممثلين" شهد حضورا كبيرا من الفنانين والجمهور

• المخرج إبراهيم فخر: حسام يمتلك الكثير من المواهب.. وفوجئت بجودة كتابه

عندما تسمع اسم الفنان حسام داغر، أول ما يتبادر إلى ذهنك هو مشاهده الكوميدية الشهيرة التي تميز فيها في العديد من الأعمال، وعندما تستدعي دوره المختلف والمركب في مسلسل "ابن حلال"، تكتشف أنه موهبة فريدة تمتلك المقدرة على أداء مختلف الأدوار بالتميز نفسه.

لكن ما لا يعرفه الكثير من متابعي الفنان الشاب، هو أنه يمتلك موهبة الكتابة أيضا، حيث بدأ في كتابة سلسلة مقالات على موقع جريدة شهيرة قبل سنتين، قبل أن يقرر دمج مواهبه في عمل واحد، حيث قرر إطلاق كتاب يحمل اسم "ستوديو الممثلين"، مارس فيه موهبته في الكتابة والتدريب على التمثيل، مستغلا عشقه للفن منذ الصغر.

اقرأ أيضا: بعد رقصته في «أمير البحار».. حسام داغر يكشف سر مكالمة هند رستم

وبناء على دعوة من حسام داغر، كانت "الطريق" حاضرة في حفل توقيع كتابه الأول، والذي شهد تواجد الكثير من الفنانين والجمهور، في احتفاليه عبرت عن مدى حب الجميع له.

جوانب حسام داغر الخفية

بدأ اليوم بكلمة من المخرج إبراهيم فخر، كشف جوانب خفية عن حسام، مؤكدأ أن طبيعته مختلفة تماما عن ما يظنه البعض عنه، حيث يتخيل الجمهور أن حياته هزلية، لكنه على العكس تماما، فهو يخطو خطوات جادة في حياته بكل تركيز، حيث كانت دراسته منذ البداية هي الطب، وعندما قرر الاتجاه إلى التمثيل، اختار الطريق الأصعب وهو الدراسة أيضا، فسافر خارج مصر من اجل ذلك، حتى يصبح متمكنا من أدواته، قبل أن يفاجئ الجميع بأنه قرر إصدار كتابه "استوديو الممثلين".

وأضاف فخر أن الكتابة ليست بالأمر السهل، وما فاجأه أن الكتاب كان جيدا، ويتمتع بالشكل المنهجي السليم، إلى جانب روح حسام داغر التي ظهرت فيه، وهو ما أضفى شكلا مميزا للكتاب، وجعله مادة مهمة لكل ممثل.

توم هانكس وكواليس المسرح

وعن بداية حبه للتمثيل، قال حسام داغر لـ"الطريق" إنه كان يحب التمثيل بشدة منذ طفولته، ويشعر نحوه بشغف غير طبيعي، ويؤمن بأنه ينتمي لذلك العالم بشكل ما، وكان مولعا بنجم هوليوود توم هانكس، ويحب فيلمه الشهير Big، لأن قصته كانت تعبر عنه وقتها،وهي قصة الطفل الصغير الذي يجد آلة خيالية تحقق الأمنيات تدعى "زولا"، ويطلب منها أن يصبح في الثلاثين من عمره ليحقق أحلامه.

وأضاف داغر أن الصدفة قادته بعد ذلك لمشاهدة حوارا لنجمه المفضل توم هانكس في برنامج in side the actors studio، تحدث فيه عن والده الذي كان يعمل نجارا، ويصنع ديكورات المسرحيات، وكيف كان يشاهد المسرحيات من من "كالوس المسرح" الذي كانت زاوية رؤيته تتيح رؤية الجمهور والممثلين في الوقت نفسه، وهو ما جعله منبهرا بالمشاهدين في صالة العرض، والممثل الذي يقف منفردا وسط الأنوار أعلى خشبة المسرح، والعيون كلها متجهة إليه، وهو ما جعله يدرك ما يريد، ويتمنى من الله أن يصبح ممثلا.

وأكد الفنان الشاب أن ذلك الحوار جعله يدرك أن حبه للتمثيل ليس مجرد هواية أو إعجاب، وإنما هي حقيقة شخصيته وجوهره الداخلي، بل وربما تكون السبب الذي خلق لأجله، ووقتها عرف مراده في الحياة وبدأ البحث عن الطريق.

وعن مهنة التمثيل، يرى حسام أنها مقدسة، لأن الممثل بمثابة سفير البشر في الدنيا، مثله كمثل الممثل الدبلوماسي للدولة في الخارج، ولذلك فهي مهنة صعبة للغاية، ويجب أن يكون الممثل سهلا ولينا في التشكيل، وليس مجرد حالة جامدة لا تتغير.

وعن كتابة "استوديو الممثلين"، قال داغر إن من يبحث عن تعلم مناهج التمثيل في مصر لن يتمكن بسهوله من الحصول على كتب مترجمة حديثة في ذلك المجال، ولذلك فكر في تبسيط الأمور للقراء حتى يحصلون على المعلومة بسلاسة، خصوصا وأن كتب ستانسلافسكي التي تتحدث عن التمثيل قديمة للغاية.

مايسنر حلق بعيدا عن السرب

أما عن سبب تخصيص جزء كبير في كتابه عن منهج ستانفورد مايسنر في التمثيل، فقال إنه حاول في الكتابة الوصول إلى ما انتهى إليه الغير، حيث أنه لا يؤرخ لمدارس التمثيل، وإلا احتاج إلى ثمانية مجلدات حتى يتمكن من ذلك، مضيفا أن مايسنر كان مصدرا كبيرا في الإلهام بالنسبة له، وأنه درس منهجه منذ 2009 وحتى الآن، ويحب بشدة وجهة نظره في التمثيل، ولذلك قرر تقديمه للقراء، ليعرف الممثل كيف يبني علاقته بالشخصية التي يقدمها، وكيف يشكلها ويبث فيها من روحه حتى يحولها لبني آدم يتذكره الجمهور، مثلما حدث معي في شخصية "خالد" في مسلسل "ابن حلال".

وأضاف الفنان الشاب أنه فضل أن يعرف القراء بنفسه ورحلته في بداية الكتاب، ثم بدأ في تقديم منهج مايسنر بعد ذلك، لأنه يراه كمن حلق بعيدا عن السرب، وكان يرى بعينه ما سيتحقق بعد ذلك، فهو مثلا كان يعترض على فكرة تقمص الممثل للشخصية ووصفه بالجنون، حيث كان يرى أن الممثل هو من من يصنع الشخصية ويعطيها من ذكرياته ومشاعره، لذلك كان تركيزه الشديد في منهجه على الممثل فقط.

اقرأ أيضا: حسام داغر لـ ”الطريق”: نسبي للرسول الكريم لا يجعلني أعتزل الفن

واسترسل حسام في حديثه قائلا إن مايسنر كان لا يعترف بالموهبة، وإنما بقدرة الشخص في أن يتحول لممثل مميز، وكانت وجهة نظرة أن التمثيل يحتاج للعديد من التدريبات حتى تساعد الممثل على التطور والوصول لأفضل المستويات.

التمثيل ليس كلاما وحسب

وأضاف داغر أن الممثل مثله كمثل باقي البشر، يمتلك ذاكرة انفعالية يخزن فيها مشاعره عن طريق الحواس الخمس، لكن مايسنر ركز بشدة على السمع والشم في تلك الذاكرة، وما يميز الممثل عن غيره، هو تمكنه من الاستفادة بها في عمله، لأن التمثيل ليس كلاما وحسب، بل إن هناك جزء كبيره منه في الفراغات بين الكلام، فمن الممكن أن تكون نظرة من العين دون حوار أبلغ وأفضل من ديالوج حواري كامل، لإن أساس التمثيل هو إيصال المشاعر، ثم يأتي بعد ذلك الكلام.

وفي ختام حديثه، وجه حسام داغر النصيحة لمن يجد في نفسه الموهبة ويرغب في أن يكون ممثلا، أن يركز على تلك الذاكرة الانفعالية، ويركز في كل ما يدور حوله من أحداث ومواقف، وفي مشكلات الناس وهمومها ومشاعرها، حتى يتمكن من تطوير نفسه، ويستدعى ما خزنه في تجسيد شخصياته بعد ذلك.