الطريق
الأحد 5 مايو 2024 01:24 مـ 26 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حرب لقاحات كورونا… مستشار مركز جنيف لـ”الطريق”: كفة روسيا الأرجح والصين فقدت ثقة العالم

لقاح كورونا
لقاح كورونا

تشهد هذه المرحلة منافسة قوية بين مختلف دول العالم على اللقاحات التي باتت الأمل الذي يتشبث به الجميع للتخلص من وباء كورونا القاتل، لكن ما الذي قد تسفر عنه حرب لقاحات كورونا من تبعات سياسية ودبلوماسية في المنطقة؟


أهم اللقاحات في العالم

 

تعد روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية، من أهم الدول التي تتنافس على لقاح كورونا، وكل واحدة منهم تريد أن تثبت قدرتها وفاعلية علاجها، خاصة وأنه سيكون طوق النجاة الذي تتشبث به مختلف دول العالم للتخلص من موت كورونا الذي يطاردهم ويحيط بهم في كل مكان.

اقرأ أيضا : روسيا: لقاح كورونا الثاني فعال بنسبة 100%

وأنتجت الولايات المتحدة لقاحات فايزر- بيونتك ومودرنا وأسترازينيكا - أكسفورد وجونسون آند جونسون ونوفافاكس، أما الصين التي كانت البؤرة التي انتشرت منها الأزمة، فأنتجت لقاحي سينوفارم وسينوفاك.

تفوق روسي

وعلى الرغم من أن روسيا لم تنتج سوى لقاح واحد وهو "سبوتنيك v" إلا أنها تمكنت من لفت أنظار العالم، وأجبرت الجميع على التهافت للحصول على هذا اللقاح، خاصة بعد أن أثبتت التجارب السريرية أنه يمتلك قدرة وفعالية تصل إلى 100%.

موقف أمريكي

حاولت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض انتقاد الجهود التي تبذلها كل من روسيا والصين، وأكدت أن كليهما لا يبذلان أي جهود تذكر لمواجهة خطر كورونا، مشيرة إلى أن اللقاحات التي ينتجونها، ما هي إلا محاولات منهم للدخول في منافسة دبلوماسية أمام أمريكا، ولكسب تبعات سياسية في المنطقة.

حرب اللقاحات

 

عقب الكاتب الصحفي ومستشار العلاقات الدولية في مركز جنيف للدراسات الدكتور ناصر زهير، على منافسة اللقاحات الحالية، بالتأكيد على أن المرحلة التي نعيشها الآن يمكن أن توصف بوصفين الأول "حرب اللقاحات"، والأخر "دبلوماسية اللقاحات"، مشيرا إلى أن حرب اللقاحات يشهدها العالم بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وأوضح زهير في تصريحات لـ "الطريق" أن هناك العديد من الدول تسعى لامتلاك أكبر نسبة من اللقاحات، مثلما تفعل بريطانيا وواشنطن، حيث تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتأمين 200 مليون جرعة، وهو نفس الشئ الذي يسعى الاتحاد الأوروبي لتحقيقه، وهذا ما يطلق عليه "حرب اللقاحات".

دبلوماسية اللقاحات

 

وأشار زهير إلى أن المصطلح الأخر "دبلوماسية اللقاحات" يمكن أن يطلق على ما تقوم به كلا من روسيا والصين، فكلاهما استخدما اللقاح لتحقيق استفادة سياسية، مؤكدا أن ذلك يعد أمر إيجابي، مضيفا أن روسيا نجحت أكثر من الصين في هذا الأمر، فقد حرصت على إرسال اللقاح للدول التي لا تقدر على شرائه، مما يعني أن روسيا تبذل جهودا لتعزيز موقفها في المنطقة دبلوماسيا، وذلك أمر مشروع.

اقرأ أيضا: وزير الخارجية الأردني يبحث سبل الحصول على لقاح سبوتنيك v مع نظيره الروسي

وبحسب مستشار مركز جنيف للدراسات، فإن موقف روسيا جيد وينظر لها بصورة إيجابية، كونها تسعى لمساعدة جميع الدول من خلال إرسال اللقاح لها، في الوقت الذي تسعى فيه دول أخرى الاستئثار باللقاح وترفض مساعدة غيرها لمواجهة خطر الوباء القاتل، منوها أنه من المفترض أن يكون هناك عدالة في عملية توزيع اللقاحات وأن تحصل عليه جميع الدول بنفس النسبة، وهذه مهمة منظمة الصحة العالمية في الأساس، لكنها فشلت في ذلك.

الكفة الروسية

واختتم الدكتور ناصر زهير بالتأكيد على أن الكفة الروسية هي التي ستفوز في حرب اللقاحات، لأنها ذات أفضلية في علاقاتها الدبلوماسية على مستوى جميع دول العالم، أما مشكلة الصين تكمن في أنه لا يوجد قبول من الأساس للقاح الذي تروج له، فمن المعروف أن منشأ الوباء من الأساس كان في الصين، وبالتالي من الصعب أن تكسب ثقة العالم الآن وتجبره على شراء لقاحها وتقنعه أن فيه الحل الجذري للقضاء على الوباء.