الطريق
الأحد 5 مايو 2024 06:46 صـ 26 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
محافظ الجيزة يزور مطرانية الجيزة للاقباط الارثوذكس للتهنئة بعيد القيامة المجيد الأرصاد تحذر من أمطار وشبورة مائية على بعض المناطق هذا الأسبوع رئيس جامعة الأقصر يزور كنائس العذراء والإنجيلية والكاثوليكية للتهنئة بعيد القيامة محافظ الجيزة يزور مقر الكنيسة الإنجيلية للتهنئة بعيد القيامة المجيد أسامة كمال في عيد القيامة: ”احتفلوا واتبسطوا.. هويتنا المصرية القبطية المسلمة ذاربة في الجذور” محافظ الأقصر يهنئ البابا تواضروس الثاني بابا الكرازة المرقسية بعيد القيامة المجيد «الطريق» تتقدم بشكوى لنقابة الصحفيين ضد عدد من العاملين بها سابقًا.. وآخرين يدعون انتمائهم لها نائب محافظ البحيرة تشهد قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية دمنهور مي كساب تشيد بأداء آمال ماهر في حفلها بـ جدة.. ”دايما ملعلعة” مارسيل كولر: الشوط الأول كان جيد للغاية أمام الجونة محافظ الأقصر يهنئ أطفال جمعية الكتاب المقدس القبطية الأرثوذكسية الجمعة.. حفل تامر عاشور ومحمود العسيلي في فاميلي بارك الرحاب

نوال السعداوي.. امرأة هزت ”تريندׂ مصر”.. لماذا تحول المصريين إلى ملائكة حساب؟

نوال السعداوي
نوال السعداوي

عالم أزهري: لا يجوز أن ننال الراحلة بسوء والرد عليها يكون في حياتها

آمنة نصير: الترحم على الكاتبة الراحلة لا يعني التأييد لها

نجل الحويني: «الفرح في موت وهلاك نوال سعداوي مشروع لاعتراضها على قوله تعالى "قل هو الله أحد»

رحلت الدكتورة نوال السعداوي، الجريئة صاحبة الرأي الحر والتصريحات الجدلية، عن عمر يناهز الـ90 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، ودائما ما كانت تدافع عن حقوق المرأة والتحرر والتعبير عن الرأي.

وما بين مؤيد ومعارض؛ أحدثت حالة الوفاة تفاعلا واسعا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بين مترحم على إبداعاتها جرأتها وشجاعتها، وبين من منتقدٍ لمواقفها من الأديان؛ بسبب التصريحات الجريئة لها في لقائاتها الإعلامية السابقة، وتناثرت الأسئلة بين السطور وفي المنشورات على منصات مواقع التواصل الاجتماعي: "هل نوال السعداوي في الجنة أم في النار؟، وما رأي الدين في الحكم على الموتى؟، وما حكم سب الأموات والدعاء عليهم بدخول النار؟.. "الطريق" يستعرض في التقرير التالي أهم الأسباب التي أدت إلى ذلك الخلاف والشجار على مواقع التواصل:

حكم الدين في النقاش حول نوال السعداوي

قال الدكتور سيف قزامل، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق بجامعة الأزهر، إن دخول البشر الجنة أو النار حقيقة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، ويجب أن نتأدب في عرضها والحديث عنها، مشيرًا إلى أن أحوال المسلم بعد وفاته من الأمور الغيبية التي استأثرها الله تعالى بعلمه، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا ينبغي لأحد أن يقول إن فلانا دخل الجنة، ولا يجوز الشهادة لأحد بالنار ولا بالجنة، إلا من شهد له الرسول ﷺ مثل أبي لهب وغيره في عصره، منوها أن الدكتورة نوال السعدواي لم تشهد عصر النبي، بغض النظر عن ماقالته، لأن الله تعالى لا ينظر إلى صورنا وأجسامنا ولكن ينظر إلى أعمالنا وقلوبنا، وكل عمل على نية صاحبه.

وأضاف "قزامل"، في تصرحات خاصة لـ"الطريق"، أنه لا يجوز أن ننال الراحلة "نوال" بسوء والرد عليها يكون في حياتها؛ تقديرا لحرمة القبر والله تعالى قد كرم الإنسان حيا وميتا بدليل قوله تعالى "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطبيات".

ونوه عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق، إلى أن أسباب الخلاف الدائر تجاه تلك القضية، هو تبني الشباب والرواد أفكارا محددة تُثير الرأي العام ومقصده الجدل، مطالبا بالدعوة لها بأن يرحمها الله ويسامحها، محذرا من الدعوة على الميت بدخول النار مع العلم وأن بعض الفقهاء قد أجازوها، ولا سبها أو شتمها بدليل مار رُوي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا".

رأي الفلسفة في الحديث عن الراحلة نوال السعداوي

قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، تعليقا على ما قاله البعض من أن الكاتبة نوال السعداوي مكانها النار وليس الجنة، إنه لا يمكن لإنسان أن يقرر مصير شخص أخر، الحكم لله وحده، مشيرًة إلى أن ما يفعله الناس نوع من التطاول الذي لا يليق، والله يرده على كل خلقه.

الدكتورة آمنة نصير
وأشارت الدكتورة آمنة، لـ "الطريق" إلى أنه الله هو المالك سبحانه وتعالى، الذي يعفي ويعفو، وهو وحده من يجرم، وليس البشر، مؤكدة أنه لا مانع من الترحم على الكاتبة نوال السعداوي، والترحم عليها لا يعني التأييد لها فيما كانت تقوله من أشياء خارجة عن الدين والحجاب والعلاقات الجنسية، فهناك فرق بين التأييد والترحم على الموتى.

وأضافت أستاذة العقيدة بجامعة الأزهر، أن الناس يعطون لأنفسهم الحق في أن يصوبوا ويشددوا الحساب، وهذا ليس من أمرهم، فهذا أمر الله وحده متفردا به، وهو أعلم بكل إنسان، ما في قلبه وما في عقيدته، والأفعال التي يقوم بها، وما يقبله أو يرفضه، مؤكدة أن الإنسان يقتنص لنفسه ما ليس له.

وأكدت أن الناس لا يعلمون بالنوايا، فعلينا أن نتأدب مع الله في هذه الأمور ونقول نكل أمره إلى الله، مشيرة إلى أن من يخوضون في أعراض الناس بعد موتهم، سيحاسبون حسابا شديدا عند الله، ويجب على الناس الابتعاد عن التكلم في هذه الأمور.

علم النفس وأسباب الحديث عن الموتى

من جهته قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن هناك أسباب نفسية كثيرة تدفع الإنسان للحكم على غيره، وأهمها القصور الفكري والثقافي، وقلة الوعي، والجهل بحقائق الأمور، فكلما كان الإنسان لديه وعي، يكون لديه القدرة على ترك بعض الأمور لله سبحانه وتعالى، مشيرا إلى أن الأنسان الذي يكون لديه قصور فكري، دائما ما يكون متسرعا في أحكامه أو متجمد فكريا، مثل الشخص الذي كفر نجيب محفوظ لأنه قام بعمل قصة مختلفة.

الدكتور جمال فرويز

جمال فرويز: لم تسيئ إلى أحد ولا يمكن أن نلومها

وأشار "فرويز" في تصريح لـ"الطريق"، إلى أن 99% من الذين يهاجمون الكاتبة نوال السعداوي لا يفهمون ماذا قالت، فكل شخص يهاجم فقط ليظهر أنه متدين، وحمى الأديان، وعنتر بن شداد الذي يدافع عن الإسلام، وما شهدته مواقع التواصل الاجتماعي من حالة الشماتة عقب وفاة الكاتبة نوال السعداوي، واستعراض آرائها عن الحجاب والزواج، والإسلام، والدين، غير سليم، ولا يمكن لإنسان أن يقرر مصير دخولها للجنة أو النار.
وأضاف استشاري الطب النفسي، أنه من حق كل إنسان أن يعبر عن رأيه، قائلا "طالما لا تؤذيني في شئ"، مؤكدا أن كل شخص يريد أن يقوم بدور الولي على غيره ولكن ذلك غير صحيح، فالله هو الذي يحدد علاقة كل إنسان به، وطالما أن الكاتبه نوال السعداوي لم تسيئ إلى الوطن إو إلى شخص بحد ذاته فلا يمكن أن نلومها، لأن الله فقط هو الذي يعلم بنوايا الناس، ولا يمكن لأي إنسان أن يحدد ذلك.

مشاهير يعلقون على وفاة نوال السعداوي

ودون الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى عبر موقع التغريدات الاجتماعية "تويتر"، بأن "نوال" كانت صاحبة قلم حر، مشيرا إلى أنها لم تكذب ولم تنافق ولم تخف ولم تتنازل ولم تيأس أبدا، واصفا إياها بالشجاعة في وطن الجبن والنور في مجتمع تشوبه الظلمات.

الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى

وقال الكاتبة فريدة النقاش، إن نوال السعداوي لا تُعد كاتبة نسوية وإنما كاتبة وطنية أيضا، لافتة إلى أن أفكارها التنويرية رغم كل الظروف التي تعرضت لها وأشكال الحصار الظلامي المعادي استطاعت أن تصل إلى الأجيال الجديدة، لافتة إلى أنها تمت مكافأتها من قبل قرائها ومتابعيها على جميع ما قدمته من أعمال أدبية.

وعلقت أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب السابق، بأن الكاتبة نوال السعداوي دافعت عن المرأة طوال حياتها، ضد الجو الإنغلاقي المحيط بها، آمنة بحق النساء في التعليم والعمل في ظل مناخ من الاستنارة.
ونشر الفنان نبيل الحلفاوي تغريدة له بموقع "تويتر" معلقا فيها :"رحم الله الدكتورة نوال السعداوي، بأمثالها تقل المساحات المظلمة وتقطع المجتمعات خطوات نحو النور والعدل مهما كان الثمن الذي تدفعه، جازاها الله خيرا بقدر حسن نواياها وبقدر ما تحملت من سهام لم تثنها عما وهبت له عمرها سعيا لإعلاء القيم الإنسانية".
وأبدت الفنانة إلهام شاهين، حزنها على وفاة الكاتبة "نوال"، عبر حسابها الرسمي بموقع التغريديات الاجتماعية تويتر، مؤكدة أنها عانت كثيرا من أجل الدفاع عن المرأه وقضاياها وقضايا الإنسانية بكشل عام، معلقة :"حاربت ختان البنات و زواج القاصرات، وطالبت بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، ألفت اكتر من 40 رواية كلها تطرح موضوعات هامة جدا".

رانيا يوسف: الناس إللي عارفه مين هيدخل الجنة أو النار أرجوكم متحرقولناش الأحداث

بدورها قامت الفنانة رانيا يوسف بالتعليق على وفاة نوال السعداوي قائلة :" وداعا الكبيرة والعظيمة نوال السعداوي، الناس إللي عارفه مين هيدخل الجنة ومين داخل النار أرجوكم ممكن متحرقولناش الأحداث".
أما الفنانة شيرين رضا فقد علقت هي الأخرى "جريمتي الكبري.. إنني امرأة حرة في زمن لا يريدون فيه إلا الجواري والعبيد، وُلدت بعقل يفكر في زمن يحاولون فيه إلغاء العقل" الوداع يا أستاذة نوال.

الفنانة رانيا يوسف

من جهته، تقدم الروائي أسامة الشاذلي، بالعزاء في وفاة "نوال" قائلا:" إن خبر وفاتها محزن بدرجة كبيرة، وقد قابلها مرة واحدة خلال ثورة الـ25 من يناير، مشاركا لها مقطوعة من إحدى كتاباتها " إن شرف الإنسان رجلا أو امرأة هو الصدق.. صدق التفكير وصدق الإحساس وصدق الأفعال.. إن الإنسان الشريف هو الذى لا يعيش حياة مزدوجة.. واحدة فى العلانية وأخرى فى الخفاء".

أما عن الدكتور عبد الله رشدي، أحد علماء وزارة الأوقاف، فقد دون هو الآخر بأن الأديان مليئة بالتناقض والعنصرية والتسلط والطبقية واضطهاد المرأة ويجب تغيير القرآن، والصلاة والعبادات ليست مهمة، والإسلام ليس هو الحقيقة المطلقة، داعيا، اللهم إنا نبرأ إليك من هذا الكلام الفاسد السَّمِج.

أما عن حاتم الحويني، نجل الشيخ أبو إسحاق الحويني، قد دون بأن الفرح في موت وهلاك نوال سعداوي مشروع لعدة أسباب أهمها، اعتراضها على قول الله تعالى "قل هو الله أحد"، وادعائها بأن عقود الزواج في الإسلام احتكارية، ودعوتها إلى الاعتراف بالأبناء من الزواج غير الشرعي.. وغيرها.

الأمم المتحدة تنعى نوال السعداوي

وتقدمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالعزاء في وفاة الدكتورة نوال السعداوي، في بيان رسمي لها عبر موقع فيس بوك، معلقة أنها تعد من أبرز الكاتبات التي دافعت عن حقوق المرأة خلال رحلتها وقد نجحت كتاباتها في الوصول للجمهور على المستوى العالمي والإقليمي والوطني.

الأمم المتحدة

دفن نوال السعداوي في صمت

وقالت مصادر مقربة من أسرة الكاتبة الراحلة نوال السعداوي، إن مراسم الدفن تمت بحضور أقارب الفقيدة فقط، بمقابر العائلة في مدينة 6 أكتوبر، دون حضور أي وسائل إعلامية؛ بسبب الظروف الطارئة التي تشهدها البلاد بسبب جائحة فيروس كورونا، ولم تقام مراسم عزاء أيضًا، والبعد عن أي صخب إعلامي بسبب الظروف الاستثنائية.

نوال السعداوي في سطور

ولدت نوال السعداوي في 27 أكتوبر عام 1931 لعائلة تقليدية ومحافظة، بقرية كفر طحلة التابعة لمركز بنها التابع لمحافظة القليوبية، وتخرجت "نوال" من كلية الطب جامعة القاهرة في ديسمبر عام 1955 ، وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة، وتخصصت في مجال الأمراض الصدرية وعملت كطبيبة امتياز بالقصر العيني، تزوجت 3 مرات وحُكم عليها بالسجن في عهد الرئيس السادات بسجن بالقناطر لمدة 3 أشهر، لها العديد من المؤلفات أهمها، الوجة العاري للمرأة العربية، مذكراتي في سجن النساء، توأم السلطة والجنس، المرأة والجنس، الرجل والجنس، جنات وإبليس، الحاكم بأمر الله، قضايا المرأة المصرية السياسية والجنسية موت الرجل الوحيد على الأرض.. وغيرها من المؤلفات المثيرة للتفاعل، وتوفت بتاريخ 21 مارس".