الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 07:38 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حديث كل يوم في رمضان.. لماذا أمرنا النبي بصلاة التهجد؟

فضل صلاة التهجد
فضل صلاة التهجد

أكرم الله سبحانه وتعالى البشرية، عندما بعث لها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أخرجها من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام، كما أنه النبي الذي يشفع للأمة المسلمة عند الله يوم القيامة، في ذلك الإطار نستكمل سلسلة الأحاديث النبوية الشريفة عبر موقع "الطريق"، وموضوعنا اليوم فضل صلاة التهجد.

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والاّخرة إلا أعطاه إياها،وذلك كل ليلة"

ما يستفاد من الحديث

قال النووي: إن في هذا إثبات ساعة الإجابة في كل ليلة ويتضمن الحث على الدعاء في جميع ساعات الليل.

قال ابن حجر: إن في قيام الليل سرًا في تطييب النفس، ومن كان يصلي من الليل يوصف بكونه نعم الرجل.

وقال أيضًا في الحديث تنبيه على أن قيام الليل مما يتقى به النار.

في هذا الحَديثِ يَقولُ جابِرٌ رَضيَ اللَّهُ عنه: سَمِعْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: "إنَّ في اللَّيلِ لَساعَةً، أي: يُستَجابُ فيها الدُّعاءُ وَهيَ ساعَةٌ مُبهَمَةٌ كَساعَةِ الجُمُعَةِ، لا يُوافِقُها، أي: يُصادِفُها رَجلٌ مُسلمٌ يَسألُ اللَّهَ خَيرًا مِن أمرِ الدُّنيا وَالآخرَةِ، إلَّا أعطاهُ إيَّاه، أي: استَجابَ له، وذلكَ كُلَّ لَيلةٍ"، أي: ثابِتٌ كُلَّ لَيلةٍ.

في الحَديثِ: الحَثُّ عَلى الدُّعاءِ في اللَّيلِ، وتَحرِّي تِلكَ السَّاعةِ فيه وَالِاجتِهادِ فيها

اقرأ أيضا: كل يوم حديث | النبي يوصينا بصلاة القيام في رمضان

وهذه الأحاديث ساقها الإمام النووي في باب فضل صلاة الليل، منها أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الصلاة أفضل ؟ قال: طول القنوت والمراد بطول القنوت أي طول الخشوع لله عز وجل والقيام والركوع والسجود

ولم يتفق العلماء رحمهم الله في المسألتين: القراءة الطويلة مع التقليل من عدد الركعات والسجدات ، أو تقليل القراءة والركعات والسجدات ؟ بمعنى هل الأفضل أن تقلل الركعات مع كثرة العدد، أو أن تطيل الركعات مع قلة العدد، والصواب أن الأفضل في ذلك أن تكون الصلاة متناسبة، وقد سبق معنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجعل ركوعه نحوا من قيامه، وسجوده نحوا من قيامه، أي قريبا منه، وذكر رحمه الله من ذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود.

وأحب الصيام إلى الله صيام داود أما صلاته، يعني النافلة، صلاة الليل، فإنه كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، فيقسم الليل ثلاثة أقسام، النصف الأول للنوم، ثم الثلث للقيام، ثم السدس للنوم، لأن هذا فيه راحة البدن، فإن الإنسان إذا نام نصف الليل أخذ حظا كبيرا من النوم، فإذا قام الثلث ثم نام السدس فإن التعب الذي حصل له في القيام يذهب بالنوم الذي في آخر الليل.

ولكن مع هذا، إذا قام الإنسان في أي ساعة من الليل فإنه يرجى له أن ينال الثواب، هذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم هو الأحب إلى الله والأفضل، لكن يكفي أن تقوم الثلث الأخير أو الثلث الأوسط أو النصف الأول، حسب ما تيسر لك ؟ قالت عائشة رضي الله عنها: من كل الليل أوتر النبي صلى الله عليه وسلم من أول الليل ووسطه وآخر فالأمر في هذا ولله الحمد واسع

نبذة عن جابر بن عبدالله الراوي

هو صحابي ابن صحابي، وأكثر الصحابة رواية عن النبي صلى الله عليه، أسلم أبوه في بيعة العقبة، كان أحد النقباء الاثني عشرة، أسلم جابر صغيرًا في ذلك الوقت، تزوج ثيبًا ترعى أهله.