الطريق
السبت 27 أبريل 2024 04:31 صـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

59 عامًا على غياب شمس الشعشاعي.. لماذا ترك التواشيح ورفض العمل في الإذاعة؟

الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي
الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي

صوت عذب تحسبه وكأنه من السماء، تقشعر أبدان كل من يسمع القرآن الكريم بصوته، عرف بين أبناء جيله بـ عمدة فن التلاوة في مصر والعالم العربي، إنه الشيخ عبد الفتاح محمود الشعشاعي، أحد مدارس القراءة، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته، حيث رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1962، وفي السطور التالية نرصد أبرز المحطات في حياة الشعشاعي:

في العاشرة من عمره، أتم حفظ القرآن، على يد والده فهو من مواليد 21 مارس عام 1890، بقرية شعشاع بالمنوفية، سافر بعد ذلك إلى طنطا لطلب العلم من المسجد الأحمدي، وتعلم التجويد وأصول المد بالطريقة العادية، ولتفوق الشيخ وتميزه بصوت عذب، نصحه المشايخ بالسفر إلى القاهرة والالتحاق بالأزهر الشريف، فالتحق بالأزهر ودرس هناك القراءات على يد الشيخ بيومي والشيخ على سبيع، كان ذلك عام 1914 م، وسكن بحي الدرب الأحمر، وبدأ صيته يذيع في القاهرة بين أساطير كبار القرآء حينها.

وبعد انتهاء دراسته في القاهرة، عاد الشيخ إلى قريته ولديه إصرار كبير على العودة إلى القاهرة مرة أخرى ليشق طريقه في رحاب القرآن الكريم.

عام 1948، كان الشيخ الشعشاعي، أول من تلى القرآن الكريم بمكبرات الصوت، في مكة والمسجد النبوي ووقفة عرفات.

ليلة صعود نجم الشعشاعي

بداية سطوع نجم الشعشاعي، عندما دخل ليقرأ في الليلة الختامية لمولد الإمام الحسين في حضرة الكبار أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ أحمد ندا والشيخ على محمود والشيخ العيسوي والشيخ محمد جاد الله، ومن تلك الليلة انطلق صوته إلى العالم الإسلامي، وأصبح له مكان في القمة وأصبح له مريدين وتلاميذ ومنهم الشيخ محمود على البنا والشيخ أبوالعينين شعيشع وغيرهم.

بالرغم من عذوبة صوته وطريقته الخاصة والمميزة بين نظرائه، إلا أنه كان يستمع إلى أصوات الشيخ محمد رفعت، وعلي محمود، وكان وصفهما بأنهما أساتذة وعمالقة لا يتكررون، حيث تحدث في لقاء سابق، أن الشيخ محمد رفعت مدرسة انتهت بوفاته.

اعتزال التواشيح بلا رجعة

كَوَّن الشعشاعي فرقة للتواشيح الدينية وكان في بطانته الشيخ زكريا أحمد والذي ذاع صيته فيما بعد، وسرعان ما بدأ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي يتألق ويلمع وأصبح له عشاق كثيرين.

قرأ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي في مأتم سعد زغلول باشا، وعدلي يكن باشا، وثروت باشا، منذ عام 1930م، تفرغ الشيخ الشعشاعي لتلاوة القرآن الكريم وترك التواشيح إلى غير رجعة بعد إصابته بمرض في حلقه.

التحق الشعشاعي بـ الإذاعة المصرية عند افتتاحها، فكان ثاني قارئ يقرأ بها فِي عام 1934م، بعد الشيخ محمد رفعت، وعلى الرغم من أنه رفض الالتحاق بالإذاعة بسبب شبهة حرمتها، إلا أنه تراجع عن ذلك بعد فتوى شيخ الأزهر حينها، وكان يتقاضى راتبًا سنويًّا قدره 500 جنيه.

عُين الشيخ الشعشاعي قارئًا لـ مسجد السيدة نفيسة، ثم مسجد السيدة زينب عام 1939 م.

حج الشيخ الشعشاعى بيت الله الحرام، وقرأ القرآن فيه على مسامع عشرات الآلاف من الحجاج، ويعتبر الشيخ الشعشاعي أول من تلا القرآن الكريم بمكبرات الصوت في مكة والمسجد النبوي ووقفة عرفات من عام 1948 م، وسافر كذلك إلى العراق عام 1954 م، ثم سافر إليها أكثر من مرة بعد ذلك منها عام 1958 م وعام 1961 م.

حاز الشعشاعي على العديد من الأوسمة من وزارة الأوقاف، وفي عام 1990 حصل على وسام الجمهورية في العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديرًا لدوره في مجال تلاوة القرآن.

ورحلت شمس الشعشاعي

في 11 نوفمبر عام 1962م، فُجع أحباء الشيخ على خبر رحيله، عن عمر ناهز 72 عامًا قضاها في خدمة القرآن الكريم، وكانت حياته حافلة بالعطاء، وخلف وراءه تراثًا كبيرًا، ومكتبة صوتية تضم 400 تسجيل بالإذاعة المصرية.