الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 07:54 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أدباء: صبحي موسى يستخدم التاريخ للدفاع عن الهوية في «نادي المحبين» (صور)

أكد أدباء ونقاد، أن الكاتب الروائي صبحي موسى يستخدم التاريخ للدفاع عن الهوية المصرية وتنوعاتها في روايته الجديدة "نادي المحبين" الصادرة عن دار سما للنشر والتوزيع.

جاء ذلك في ندوة عقدها مركز آفاق اشتراكية، لمناقشة رواية "نادي المحبين" للكاتب صبحي موسى، بحضور عدد من الكتاب والنقاد والمثقفين.

وناقش الرواية كل من أستاذ الأدب المقارن في جامعة حلوان د. صلاح السروي، وأستاذ الأدب الحديث في كلية دار العلوم فرع الفيوم الكاتب الروائي د. محمد سليم شوشة.

في البدء قالت مديرة الندوة الكاتبة الروائية والصحفية بهيجة حسين إن رواية "نادي المحبين" تمثل إضافة جديدة ومهمة إلى منجز صبحي موسى، الذي قامت آفاق اشتراكية بمناقشة أكثر من عمل في إطاره.

وأضافت، أن موسى يتابع سرده التاريخي عن الهوية المصرية وتنويعاتها التاريخية من خلال روايته الجديدة، لكنه هذه المرة اختار أن يكون مؤرخا للحظة شاركنا جميعا فيها، ليقدم لنا من خلال روايته هذه كواليس ما جرى بعد ثورة 25 يناير حتى 30 يونيو، لنكتشف أننا كنا شهود عيان على الأحداث لكننا لم نكن نعرف ما يجري فيها من وراء الستار، وأنه من خلال ربطه الأحداث ببعضها قدم لنا رؤية عن كيف جرت الثورة الأولى والثانية، وكيف لعب الغرب دورا بارزا في صعود الاسلام السياسي في المنطقة منذ السبعينات وحتى الآن، وكيف راهن عليه في إعادة صياغة شكل المنطقة ككل بعد ثورة يناير، لكن الوعي المصري استرد البلاد من براثنهم واستعادها إلى حوزة الوطنية المصرية من جديد.

من جانبه، قال الناقد الدكتور محمد سليم شوشة، إن صبحي موسى قسم روايته "نادي المحبين" إلى جزأين كبيرين، هما "الفقد" ، و"الاستعادة"، وأنه في الفقد رصد كيف فقدت البلاد وذهبت إلى أيد الاخوان وغيرهم من التيارات الراديكالية الرجعية، وأنها كادت تكون حجر أساس في تفتيت المنطقة ككل وصناعة الشرق الأوسط الجديد، لولا أن الدولة المصرية بمؤسساتها وجماعاتها الوطنية استعادة البلاد من براثنهم سريعاً على النحو الذي رصده المؤلف في الجزء الثاني من روايته.

وأضاف شوشة، أن "نادي المحبين" ليست رواية سياسية أو عمل تاريخي ذو طابع سياسي، لكنها رواية شخصية، حيث تقوم في إطارها العام على شخصية أساسية، هي شخصية "المزدوج"، الذي حمل كل التناقضات من أجل المصلحة الشخصية مزيد من النجاح والتفوق، ومن ثم فقد لعب على كل الحبال أو بحسب وصفه لنفسه في الرواية كان راقصا ماهرا على كل الأسلاك، ومن ثم فقد كان مزدوج الجنس، والأخلاق والفكر والوعي، تعامل مع الأمن مثلما تعامل الاخوان والسلفيين، وتعامل مع النظام مثلما تعامل مع القوى الخارجية.

وقال سليم شوشة، إن موسى قدم عالماً مهماً جعل فيه ذات السارد معادلا موضوعياً أو مقابلا فنيا للوطن، حيث ما يقع عليه من انتهاك هو مماثل لما يقع على الوطن، ومن ثم ففقده لأمواله وممتلكاته كان مقابلا لفقد البلاد، ومتوافقا في نفس الزمن معها، وكذلك استعادته لممتلكاته كان موازيا لاستعادة البلاد وسلطتها من بين أيديهم، وأن الكاتب قدما تحليلا نفسيا مهما لشخوصه، خاصة الشخصية الرئيسية.

بينما قال الدكتور صلاح السروي، إن رواية "نادي المحبين" هي الرواية الثامنة لصبحي موسى، وتأتي في إطار مشروع واضح المعالم، حيث يستخدم التاريخ للدفاع عن الهوية وليس البحث عنها، كما أنه يتعامل مع التاريخ بوصفه الوعي الباطن في العقل الجمعي، وأن الشعوب سرعان ما تلجأ إلى هذا الوعي لينقذها سريعاً ساعة الأزمات.

وقال السروي، إن شخصية الباحث والمفكر التي مثلت الشخصية الرئيسية في النص هي شخصية البطل التراجيدي، ذلك الذي يخطئ خطأ بسيطاً فيعاقب عليه عقابا مضاعفاً، وهذا ما حدث من السارد، وإن كانت هذه الشخصية معادلا موضوعيا للوطن، ومن ثم جاءت المقابلات بشكل دائم وثري بينها وبين البلاد في لحظاتها الحرجة، وخرج البطل منتصرا في النهاية على نحو ما يحدث في الأفلام المصرية أو التصور الشرقي للنهايات السعيدة.

وأضاف، أن السرد في الرواية سرد دائري، يبدأ من حيث ينتهي، وأن الفترة الزمنية لعمل السرد كانت عامين، الأول ما قبل صعود الإخوان وهو زمن الفقد، والثاني ما بعد صعود الاخوان للحكم، وهو عام الاستعادة الذي تم تتويجه بثورة 30 يونيو، وأن شخصية السارد هي شخصية كاشفة لكل ما جري في الكواليس.

وأكد السروي، أن السرد تمتع بلغة بسيطة وسهلة وناعمة، وأسلوب سلس بعيدا عن المعاضلة، رغم أن الرواية تنتمي إلى ما يسمى بالرواية المعرفية أو المعلوماتية، لكنه قدم معلوماته ومعارفه ببساطة شديد، دون غوص في التفاصيل الخلافية، فضلا عن أن السرد اشتمل على إيقاع سريع لاهث وشيق، مما يجعل القارئ لا يترك النص من يده قبل أن ينتهي من قراءته.

وقال الكاتب والسيناريست محمد رفيع، إن صبحي موسى آل على نفسه أن يبحث في التاريخ عن أزمتنا، وإنه أضاف في هذه الرواية آلية التسجيل لما عاشه وما عشناه جميعاً في أثناء الثورة، وهناك كثر من الكتاب تعجلوا في رصد ما جرى في الثورة قبل أن تتكشف لهم الأحداث، فقد كان هنا أطراف ولاعبون كبار كثيرون، وكان من المعتاد أن يتم الانتظار نحو خمسين عاماً كي يتم الإفراج عن الوثائق، لكن ثورة الاتصالات جعلت جهات مثل ويكيليكس وغيرها تسرع في الكشف عما جرى في الكواليس، وهو ما ساعد صبحي على تقديم رؤيته الأقرب للواقع وما جرى فيه، لذا لابد أن يقوم المبدع، أي مبدع، بتقديم رؤيته لما حدث.

قال الكاتب حسن بدوي، إنه توقف أثناء قراءته للرواية أمام عدة أمور، رغم أن صبحي كاتب من طراز خاص، فقد قرأت الكثير من الأعمال الروائية، لكن أغلبها يدور في الإطار الذاتي أكثر منه عن الواقع وقضاياه، وقد أرهقتني "نادي المحبين" مثلما أرهقتني "صلاة خاصة".

وتابع؛ لكن إرهاق "نادي المحبين" لم يأت من كثرة المعلومات والأزمنة والشخوص كما في "صلاة خاصة" ولكن من كثرة التقلبات النفسية التي مر بها البطل، وما عاناه من انتهاك وقهر، وأرهقني الغيظ الشديد من هذه الشخصية المستخدمة من قبل الجميع، ورغم إدراكي للواقع أن المجتمع الدولي قادر على استخدام الجميع.

اقرأ أيضًا: غدا.. افتتاح معرض «وداعا فارس الكاريكاتير جمعة فرحات»