الطريق
الجمعة 3 مايو 2024 10:12 مـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

سيناريوهات كوريا الشمالية للخروج من العزلة الدولية

زعيم كوريا الشمالية
زعيم كوريا الشمالية

في ظل التفوق العسكري لكوريا الجنوبية سعت كوريا الشمالية لتعزيز قوتها النووية، مما تسبب في توتر علاقاتها مع كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

ورغم توتر العلاقات بين كوريا الشمالية والصين، نجح "كيم يونج أون" في توظيف الانفراجة في العلاقات مع واشنطن لدفع العلاقات الثنائية مع بكين، رغم نجاح "أون" في إرساء الاستقرار في كوريا الشمالية، فمن غير المرجح أن تظل الأوضاع كذلك خلال العقد المقبل، لا سيما في ضوء التعارض المتزايد بين مصالح النظام والشعب الكوري.

اقرأ أيضا : «النواب الليبي»: تشكيل لجنة لإعداد مقترح لخارطة طريق ما بعد 24 ديسمبر

وتجدر الإشارة، إلى أنه بعد وفاة الزعيم الكوري "كيم يونج إيل"، كان "كيم يونج أون"، من أكثر المرجحين لخلافة أبيه، رغم أنه لم يكن لديه ما يلزم من خبرات تؤهله للاضطلاع بالحكم.

وفي ظل التفوق العسكري لكوريا الجنوبية، سعت كوريا الشمالية، لتعزيز قوتها النووية، مما تسبب في توتر علاقاتها مع كلٍ من الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

 ومع صعود "كيم يونج أون" إلى السلطة، قام بالعديد من الإجراءات المشددة لإحكام قبضته على البلاد، ومنها القيام بسلسلة من الاعتقالات والإعدامات؛ لتصفية الخصوم السياسيين، وعلى هذا النحو، كان لـ "أون" دورا في إرساء الاستقرار السياسي في البلاد، وإن كان المستقبل لا يزال محفوفا بالمخاطر.

وعلى صعيد السياسة الخارجية، نجح "أون" في تحسين صورته الذهنية لدى الدول الأخرى؛ حيث قام بعقد لقاءات مع عدد من رؤساء الدول، من ضمنهم الرئيس الصيني "شي جين بينج"، ورئيس كوريا الجنوبية "مون جاي إن"، والرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، والرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".

ولعب "أون" دورا في إحداث دفعة في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، وهو ما اتضح في لقائه مع الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، بالإضافة إلى إعراب الرئيس الأمريكي "جو بايدن" استعداده للقاء "أون" وفي ظل تخلي بيونج يانج عن عزلتها السياسية، فمن المتوقع أن تتجه للتواصل مع دول العالم بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة.

توظيف الانفراجة

ورغم توتر العلاقات بين بيونج يانج وبكين، نجح "أون" في توظيف الانفراجة مع الولايات المتحدة الأمريكية لدفع العلاقات الثنائية بين الصين وكوريا الشمالية؛ إذ أزعج لقاء "ترامب" و"أون" بكين ودفعها للتخلي عن نهجها المتشدد تجاه بيونج يانج؛ خشية أن يتم تهميشها في ظل أي اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية.

وفى ظل إصرار "أون" على تعزيز القوة النووية لكوريا الشمالية، كان له دور كبير في التقدم الذي أحرزته البلاد في هذا الصدد، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تصبح بيونج يانج قوة نووية مؤثرة في المستقبل القريب، مضيفا أنه بحلول عام 2027، من المُرجَّح أن تمتلك كوريا الشمالية نحو 200 سلاحًا نوويا، وعشرات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وغيرها من الأسلحة النووية.

انفتاح البلاد للعالم الخارحي

وفي حين أجرى "أون" إصلاحا اقتصاديا في البلاد، لا يزال الخبراء متشككين فيما إذا كان "أون" سيواصل إصلاحاته في اتجاه تعزيز انفتاح البلاد على العالم الخارجي، أم سيميل للتخلي عن النجاحات التي حققها في هذا الصدد، ويعاود اتباع النهج الانعزالي الصارم.

وبمجرد انحسار وباء كورونا، سيكون أمام "أون" أحد خيارين، إما العزلة مع الحفاظ على علاقات جيدة مع الصين، أو الانفتاح تجاريا على الغرب ، وفي ظل هذا السيناريو الأخير، يرجح أن تتجه بيونج يانج إلى استعادة المحادثات السياسية مع الولايات المتحدة، بما يسمح في النهاية بالوصول إلى اتفاق بشأن الحد من التسلح.

النهاية المتوقعة لنظام أون

وختاما على رغم نجاح "أون" في إرساء الاستقرار في البلاد، فمن المستبعد أن تظل الأوضاع كذلك خلال العقد المقبل، في ضوء التعارض المتزايد بين مصالح نظام "أون" والشعب الكوري، فمن المتوقع أن تكون نهاية نظام "أون" مأساوية في ظل التفوق العسكري لكوريا الجنوبية.

اقرأ أيضا: حقيقة إصابة مواطن بمتحور كورونا الجديد «فيديو»