الأزمة الأوكرانية تنذر بتقويض قواعد النظام الدولي

• منبع الخوف الأمريكي يكمن في التهديدات التي تمثِّلها روسيا إزاء قواعد النظام الدولي، وهي القواعد التي ضمنت الصدارة والهيمنة للولايات المتحدة.
• يتعيَّن على "بايدن" إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا لتأكيد أن واشنطن لن تتخلى عن حلفائها.
• الدفاع عن القيم الليبرالية والنظام الدولي بشكله الحالي، وتأمين الحلفاء الأوروبيين يستحقان المجازفة من قِبل إدارة "بايدن".
فى ظل الاعتقاد السائد لدى الرئيس الأمريكي الأسبق "هاري ترومان- والذي تولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 1945 حتى 1953"، والخاص بأن الاتحاد السوفيتي قوة دولية تتسم بالعدائية والخطورة، لكن بالإمكان دائمًا احتواء سلوكها ونفوذها على الساحة الدولية، حيث يرى أن إقدام الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" على غزو أوكرانيا يُنذر بتقويض قواعد النظام الدولي التي أرساها "ترومان" منذ منتصف الأربعينيات.
وفى ظل تصاعد المخاوف الأمريكية من التغييرات التي قد تطرأ على قواعد النظام الدولي في ظل استمرار التصعيد الروسي، لا سيما وأن هذه القواعد قد ضمنت هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على النظام الدولي، ومن ثمَّ، فإن أية تغيير يطرأ على تلك القواعد يُنبئ بانتهاء عصر الهيمنة الأمريكية.
في ضوء تلك المخاوف، طالب خبراء أمريكيون الرئيس "جو بايدن" بإرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا لتأكيد أن واشنطن لن تتخلى عن حلفائها، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار التصعيد الروسي.
على صعيد آخر، يحذو"بايدن" حذو بعض الرؤساء الأمريكيين خلال حقبة الحرب الباردة؛ وأبرزهم "دوايت أيزنهاور" و"رونالد ريجان" اللذيْن اتسمت سياساتهما إزاء روسيا بالخطاب الإعلامي "غير المرن"، لكنه مصحوب بتحركات وتكتيكات "مرنة"، متسائلًا عن مدى نجاح تلك التحركات المرنة في ردع روسيا.
ويعد السؤال عمَّا إذا كانت روسيا ترى في انهيار الغرب مطلبا رئيسيا لصعودها على الساحة الدولية، وما قد يتبع ذلك من تصعيد عسكري ضد الدول المجاورة، حيث أن سياسة "بايدن" حتى الآن لا تأخذ الطموحات الروسية شديدة الخطورة على الأمن الأوروبي واستقرار النظام الدولي في الاعتبار.
وختامًا، يتحمل "بايدن" قدرًا كبيرًا من الاستعداد للمخاطرة، وإرسال رسالة للرئيس "بوتين" مفادها أن غزو أوكرانيا وطموحاته التوسُّعية سيُكلِّفانه ثمنًا باهظًا، وأن الدفاع عن القيم الليبرالية والنظام الدولي بشكله الحالي وتأمين الحلفاء الأوروبيين يستحقان المجازفة.
اقرأ أيضا: عاجل | نشرة الأخبار.. أهم الأحداث العالمية