الطريق
الأربعاء 1 مايو 2024 09:36 مـ 22 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مسودة اتفاقية أمنية بين الصين وجزر سليمان تثير قلق واشنطن وحلفائها

أرشيفية
أرشيفية

• جزر سليمان ستتعاون مع أي دولة تدعم النقص في البنية التحتية وتغير المناخ، والتي اعتبرها قادة جزر المحيط الهادئ أكبر تهديد منفرد في المنطقة.

• الاتفاقية الأمنية تغذي التوترات في منطقة المحيط الهادئ؛ لأنّها تسمح للصين بإرساء السفن البحرية في جزر سليمان واستخدام قواتها لحماية سلامة المواطنين الصينيين والمشروعات الكبرى.

• رئيس الوزراء الأسترالي يفيد أنّ توثيق العلاقات بين الصين وجزر سليمان لم يكن مُفاجئًا.

تناول تقرير بصحيفة "وول ستريت" تصريحات رئيس وزراء جزر سليمان "ماناسيه سوجافاري"، بأنّ المسؤولين مستعدون لتوقيع اتفاقية أمنية مع الصين؛ مُوضحًا أنّ الشركاء التقليديين، مثل أستراليا، لم يعد بإمكانهم تلبية جميع الاحتياجات الأمنية، وأضاف "سوجافاري" أنّ الاتفاقية المُخطط لها مع الصين يمكن تفعيلها فقط بناءً على احتياجات جزر سليمان.

وأكد "سوجافاري" أنّ جزر سليمان ستتعاون مع أي دولة تدعم النقص في البنية التحتية وتغير المناخ، والتي اعتبرها قادة جزر المحيط الهادئ أكبر تهديد منفرد في المنطقة. وبحسب المقال، استهدفت الصين المحيط الهادئ بمبادرتها "الحزام والطريق"، التي تهدف إلى بناء شبكة عالمية من المواني والسكك الحديدية والطرق وخطوط الأنابيب، بالنسبة لبكين، يعد البرنامج وسيلة لتوسيع الأعمال والتجارة وتوسيع نطاق التأثير الاستراتيجي، جزئيًّا عن طريق توزيع القروض.

ووفقًا لمسودة الاتفاقية من المحتمل أن تطلب جزر سليمان من الصين إرسال أفراد شرطة وعسكريين مسلحين في مهام تشمل إخماد الاضطرابات والاستجابة للكوارث.

ومن ناحية أخرى، رفض "سوجافاري" انتقادات أنّ الاتفاقية الأمنية تغذي التوترات في منطقة المحيط الهادئ؛ حيث أثارت مسودة الاتفاقية قلق الولايات المتحدة وأستراليا؛ لأنّها تسمح للصين بإرساء السفن البحرية في جزر سليمان واستخدام قواتها لحماية سلامة المواطنين الصينيين والمشروعات الكبرى ، بينما ذكر "سوجافاري" أنّ جزر سليمان ليس لديها نية لمطالبة الصين ببناء قاعدة عسكرية بها، والتي تُعد خطًّا أحمر لأستراليا.

يُذكر أنّ جزر سليمان، التي يقطنها حوالي 690 ألف مواطن، عانت في نوفمبر 2021، من احتجاجات عنيفة قال "سوجافاري" إنّها محاولة لإسقاط حكومته، وبموجب معاهدة أمنية لعام 2017، أرسلت أستراليا قوة حفظ سلام تضم أكثر من 100 من أفراد الشرطة والدفاع، فيما قبلت جزر سليمان عرض الصين بتقديم معدات مكافحة الشغب وستة ضباط اتصال بالشرطة لتدريب قوات الشرطة الخاصة بها.

ومن جانبه، أفاد رئيس الوزراء الأسترالي "سكوت موريسون"، أنّ توثيق العلاقات بين الصين وجزر سليمان لم يكن مُفاجئًا، ولكنه يمثل مصدر قلق للمنطقة؛ حيث زيادة الوجود العسكري الصيني وعليه، تجدر الإشارة إلى أنّ أستراليا اتهمت البحرية الصينية الشهر الماضي بتسليط ليزر من الدرجة العسكرية على طائرة مراقبة تحلق فوق المياه الإقليمية الأسترالية.

وختامًا، أوضح التقرير أنّ عقد صفقة بين الصين وجزر سليمان يمثل تحديًا للولايات المتحدة وحلفائها في الاحتفاظ بالهيمنة على منطقة المحيط الهادئ.

وأضاف أنّ النفوذ الصيني المتزايد في المحيط الهادئ شجع الولايات المتحدة على بناء تحالفات؛ ففي 2021، أصبح "جو بايدن" أول رئيس أمريكي يلقي كلمة في منتدى جزر المحيط الهادئ، فضلًا عن أنّ وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" قال فبراير الماضي، إنّ الولايات المتحدة تخطط لفتح سفارة في جزر سليمان، كما زادت أستراليا من موازنة مساعداتها لمنطقة المحيط الهادئ كجزء من استراتيجية أوسع لزيادة مشاركتها في المنطقة.