الطريق
الجمعة 17 مايو 2024 11:15 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خاص| جميع المعطيات والشهادات تشير إلى إسرائيل.. من اغتال شيرين أبو عاقلة؟

لحظة استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة
لحظة استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة

صوت ما كان له أن ينقطع إلا برصاصة غدر لقناص من جيش الاحتلال الإسرائيلي تمكنت من استهداف رأسها فاغتالها، بينما كانت شيرين أبو عاقلة ترتدي خوذتها وسترتها الصحفية على نحو يجعل توصيف مقتلها استهدافا.

بحسب خبراء تحدثوا إلى موقع «الطريق»، فإن كل المعطيات تشير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو من اغتال الصحفية شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها اقتحام مخيم جنين بالضفة المحتلة.

وقال أحمد العميد، مدرب صحافة حربية وإدارة مخاطر، إن كل المعطيات والشهادات تؤكد جميعها أن إطلاق الرصاص على الصحفيين الذين كانوا متواجدين في مخيم جنين كان من الجانب الإسرائيلي.

رأس شيرين

وأوضح العميد، أن «موقع استشهاد شيرين أبو عاقلة يتضح من الصور التى نُشرت ووثقت حادث استشهادها، عبارة عن أشجار ملاصقة لجدار، ما يعنى أنها كانت تتخذ ساترا، ولم تقف وسط مجموعة مسلحة ترتكب أعمال عنف».

وأكد مدرب الصحافة الحربية، أن الشهيدة شيرين أبو عاقلة لم ترتكب أي خطأ، وكانت ترتدي خوذتها وسترتها وعليها شارة الصحافة «press»، وتتخذ من الجدار ساترا، وإطلاق النار عليها كان رماية وليس رشا.

وتابع العميد، أن الرصاصة التي أصابت شيرين أبو عاقلة كانت في وجهها، ما يعنى أن القناص الإسرائيلي كان يحدد هدفه وهو «رأس شيرين» وانتظر لحين وضوح الرؤية الكاملة وثبات رأسها لتحديد المنطقة المكشوفة من الرأس وأطلق رصاصته بدقة على وجهها لتصيب جبهتها، وهو قتل عمد، مشددا على أن الهدف من عملية الاغتيال واضح جدا وهو «رأس شيرين».

جريمة حرب

وبدوره، أكد الدكتور مجيد الصوالحة، حقوقي فلسطيني، أن عملية اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة تصنف كجريمة حرب وفقا للقانون الدولي الإنساني.

وأوضح الصوالحة، أن القانون الدولي الإنساني كان واضحا في نصوص حماية الصحفيين وذكرهم مرتين، الأولى في اتفاقية جنيف الثالثة المادة 4 عام 1949، لشرح معنى أسرى الحرب وموقع الصحفيين من هذه الفئة والتمتع بحقوق أسير الحرب، والمرة الثانية في الفصل الثالث من المادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول إلى اتفاقيات جنيف 1977، وناقشت تدابير حماية الصحفيين الحربيين في مناطق النزاع المسلح، حتى أنها جاءت في الفقرة الثانية بنص صريح وهو: «يجب حمايتهم بهذه الصفة بمقتضى أحكام الاتفاقيات وهذا الملحق شريطة ألا يقوموا بأي عمل يُسيء إلى وضعهم كأشخاص مدنيين».

اقرأ أيضا: استهدفونا بـ3 رصاصات.. زميل شيرين أبو عاقلة يكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل استشهادها

وأضاف الحقوقي الفلسطيني، أنه كما هو واضح من فيديو لحظة استشهاد شيرين أبو عاقلة فهي لم تقم بأي عمل يسيء إلى صفتها ووضعها، بل كانت ملتزمة.

وتابع الصوالحة أن جريمة قتل شيرين مُفجعة وعلى كل النقابات واتحادات الصحفيين حول العالم باتخاذ موقف ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي والاستناد إلى نصوص القانون الدولي الإنساني وإقامة دعاوى قضائية دولية ضدها لإلزامها بحماية الصحفيين في مناطقها وإلزام إسرائيل بدفع تعويضات لأسر الصحفيين الذين استشهدوا وأصيبوا على يد قواتها، وتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الحوادث التي يتعرض لها الصحفيين داخل فلسطين.

وشدد على أن طريقة قتل شيرين أبو عاقلة مؤشر خطير من الناحية الأمنية على الصحفيين في فلسطين، وأتمنى اتخاذ اتحادات ونقابات الصحفيين في الدول العربية والعالم خطوات جدية لحماية الصحفيين من الاستهداف والقتل، منوها إلى أن أحد التقارير الحقوقية عام 2019 أكدت أن جيش الاحتلال أطلق الرصاص على عدد من الصحفيين الفلسطينيين رغم معرفتهم بهويتهم الصحفية.

استهداف ممنهج

وفي ذات السياق، كشف الصحفي الفلسطيني مجاهد السعدي، الذي رافق شيرين أبو عاقلة أثناء تغطية اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين، أنها قتلت برصاص قناصة إسرائيليين.

وأضاف السعدي، أن استهداف شيرين أبو عاقلة كان ممنهجًا مع سبق الإصرار والترصد من قِبل قوات الاحتلال، متابعا أنه بعد إصابتها وسقوطها على الأرض واصل قناصة الاحتلال إطلاق الرصاص لمدة 3 دقائق دون توقف صوب كل من يتجه نحو شيرين أو يحاول إسعافها.

وأكد الصحفي الفلسطيني، أنهم فور الوصول لتغطية اقتحام قوات الاحتلال على مخيم جنين كانوا مستعدين من خلال ارتداء الخوذات والملابس الواقية من الرصاص التي تحمل اسم «صحافة» بشكل بارز، ومروا بجوار جنود جيش الاحتلال حتى يروهم ويعرفوا أنهم متواجدون.

موضوعات متعلقة