الطريق
الجمعة 3 مايو 2024 10:38 مـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ما مصير اقتصاد مصر إذا حولت تعاملاتها بالذهب واليوان والروبل؟.. خاص

اليوان
اليوان

يترقب المصريون خطوة اقتصادية مهمة تتجه لها مصر من خلال إصدار سندات باليوان الصيني في الفترة المقبلة، ضمن خطة تنويع مصادر وأدوات التمويل وجذب استثمارات جديدة، وخفض تكلفة الاستثمارات التنموية في ظل الأزمة العالمية التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية.

بدأت بوادر نية الدولة إصدار السندات باليوان الصيني، عندما التقى الدكتور محمد معيط وزير المالية، مع لياو ليتشيانج سفير الصين لدى القاهرة، وبحث التعاون لإصدار سندات مصرية باليوان في السوق الصينية، التي تعد ثاني أكبر سوق للسندات بالعالم.

الدولار في مواجهة اليوان والروبل

وتعليقًا على ذلك، قال الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاجتماعية، إن عملية تحويل الاقتصاد الدولي إلى التعامل باليوان الصيني أو الروبل الروسي، يعني توقف أكثر من 75% من المعاملات التجارية، لأن الدولار الأمريكي هو سيد المشهد حتى الآن، كما أن روسيا والصين لا تستحوذان على اقتصاد العالم بنسبة 100% ولا تتجاوز نسبة استحواذههما 15% من الحجم التجاري الدولي.

تحول تدريجي

وبيّن «عامر» خلال تصريح خاص لـ«الطريق» أن تحويل تعاملات مصر إلى اليوان أو الروبل يجب أن يجري تدريجيًا وليس بشكل كلي، وبما تحويه الدولتين من مقومات اقتصادية تحتاجها الدولة المصرية، فيتم الاعتماد على هاتين العملتين في مقابل تمويل هذه العناصر الإنتاجية التي تمتلكها روسيا والصين دون غيرهما.

وفيما يخص الذهب، أوضح الخبير الاقتصادي، أنه العملة الأكثر استقرارًا في الاقتصاد المصري لأنه كلما تمتعت الدولة باحتياطي من الذهب كانت قادرة على الاقتراض بضمان ذلك الاحتياطي دون ضمانات أخرى، من أجل تمويل مشروعاتها الاستثمارية الكبرى.

وأضاف صندوق النقد الدولي، في وقت سابق، اليوان الصيني ضمن سلة العملات التي تتألف منها حقوق السحب الخاصة، إلى جانب العملات الأربع المدرجة من قبل وهم الدولار الأمريكي واليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني.

محفوف بالمخاطر

وتابع «عامر» أن اليوان الصيني من العملات العالمية وليس العملة الأولى، وهذا يعني أن مصر تستطيع الاقتراض باليوان لتمويل بعض المشروعات المشتركة بين القاهرة وبكين، مشيرًا إلى أن تحويل التعاملات سواء بالروبل أو اليوان محفوف بالمخاطر، ولابد من الانتظار بعض الوقت لتقييم الخطوة على نحو اقتصادي وسياسي شامل.

ويرى الخبير الاقتصادي، أن الاقتصاد المصري يمكن أن يتحسن بإصدار سندات باليوان الصيني في الفترة المقبلة، لأن ذلك يساعد في جذب استثمارات صينية لتمويل المشروعات المصرية بفائدة أقل من الأمريكية.

وحول مخاطر تلك الخطوة، قال «عامر»، أنه قد تلجأ أمريكا إذا أقدمت عدة دول على تحويل تعاملاتها باليوان أو الروبل إلى طرح تمويل المشروعات بفائدة أقل بكثير من الروسية والصينية مكايدة في الدولتين وتوقيع الخسارة باقتصادهما، وبالتالي يؤدي هذا الأمر إلى خسارة مصر كافة للسندات التي أصدرتها باليوان.

مصير الدولار

وعن مصير الدولار، قال إنه قد يتأثر سلبا إذا تبنت عدة دول تحويل تعاملاتها باليوان والروبل، نتيجة انخفاض الطلب عليه بشكل كبير، لكن أمريكا ستواجه إي تحرك دولي في هذا الشأن للحفاظ على هيمنتها الاقتصادية.

اقرأ أيضًا: سعر الدولار اليوم السبت 14-5-2022 في البنوك المصرية