قفزة من القطار صونا لكرامته.. القصة الكاملة لحياة إسماعيل ياسين

في مثل هذا اليوم وبعد 50 عاما من وفاته ما زلنا نتذكر أشهر مونولوجست عرفته السينما المصرية، الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين، لديه العديد من الأفلام الشهيرة لم يكن يعرفها جيله فقط بل حتى الآن يشاهدها أجيال هذا العصر وبرغم من عدد أفلامه الكبيرة ولكن حياته كانت شاقة مليئة بالصعاب والأم والأحزان.

ولد إسماعيل ياسين 12 سبتمبر 1912 من أبناء محافظة السويس، والده صائغ ذهب ميسور الحال، توفت والدته وهو في سن صغير كان لديه ستة سنوات، تزوج والده وخسر جميع أملاكه بسبب زوجته حتى ذهب إلى السجن بسبب الديون المتراكمة، وأوقفت "إسماعيل" عن التعليم" في الصف الرابع الابتدائي، وعمل في محل قماش ثم اضطر لترك المنزل خوفا من بطش زوجة أبيه وعمل منادى سيارات بأحد المواقف بالسويس.

أعجبوا بصوته

كان إسماعيل عاشق لأغنيات الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب حتى كان يحلم أن يكون مطربا منافسا له وسبب هذه الثقة هو أن زملائه كان يقولون له أن صوته جميل، فسمع رأي أصدقائه وأول ما بلغ السابعة عشر سرق من جدته 6 جنيهات وهرب على محافظة القاهرة بهدف التقديم لمعهد الموسيقى.

ولسوء حظ إسماعيل ياسين كان المعهد في هذا اليوم مغلق، فذهب لأقاربه في السيدة زينب ولكن طرد من أقاربه ومن إمام المسجد، ثم عاد إلى السويس وتفاجأ بأن ولده يعمل عند صبي كان يعمل عنده قبل إفلاسه.

قفز من القطار منعا لإحراجه

اتجه إلى القاهرة في بداية الثلاثينيات ليعمل صبيا في أحد المقاهي بشارع محمد علي، ثم التحق بعد ذلك للعمل مع العديد من المطربات والراقصات ليعمل مغني عاطفي، ولكن الناس كانوا يتنمرون عليه من كبر فمه ولأنه لم يجد ما يكفيه من المال تركها ليعمل وكيلا في مكتب أحد المحامين للبحث عن لقمة العيش.

وفي يوم رشح له أحد الأشخاص مطربة من الدرجة الثالثة أو الرابعة تسمى "سعاد"، وحاول اقنعها بعد تعاطفها معه، بكائه بالدموع أمامها.

وذهبوا إلى فرح في قرية "بلبيس" وعندما وصلوا أغلق الفرح بسبب السيول والأمطار، حتى قالت له "وشك نحس عليه" وأثناء رجوعهم إلى محطة القطار وقعت السيدة في الوحل فخلعت ملابسها في كبينة القطار وأعطته "إسماعيل" لتنظيفه.

ولكن خطرت على باله فكرة في أسرع طريقة لتجفيف الفستان من نافذة القطار حتى وقع منه فقفز من نافذة القطار صونا لكرامته.

لم يتنازل عن حلمه الفني فالتحق بفرقة بديعة مصابني، ليلقي المونولوجات وكانت الأيام أفضل في هذا العمل حتى عام 1940 والذي تفاجأ في بإغلاق الكبارية وطلبت منهن بديعة الانتظار لستة الأشهر لأنها حتى تعطيهم مرتباتهم.

خيانة زوجته

ورجع إسماعيل للعمل في القهوة حتى قابل فؤاد الجزائري ليأخذه في دور صغير الفيلم، وتزوج بعدها الراقصة سعاد وجدي عام 1944، وطلقها بسبب خيانتها له، وكانت صدمة كبيرة "لإسماعيل"، وسافر إلى بيروت مع "هبه عز الدين" حتى فتح الله باب رزق آخر ينعم فيه حتى زاد أجره من 20 إلى 40 جنيه.

تعاون مع الدولة من خلال أفلامه

اشتهر إسماعيل في العديد من أفلام التي جعلت منه نجما متمكنا، حتى قابل العديد من الشخصيات الهامة وكان أقربهم "الرئيس جمال عبد الناصر" فكان يأتي زيارة له في كثير من الأحيان ويأخذ معه ابنه الصغير "ياسين" لمشاركته في اللعب مع أولاد الرئيس، وتعاون مع الدولة في ترغيب الشباب للانضمام للجيش من خلال تمثيله.

ورغم النجاح الساحق الذي حققه إسماعيل ياسين، في الخمسينات إلا أن مسيرته الفنية في العقد الأخير من حياته شهد عام 1961 انحسرت عنه الأضواء تدريجيا فكان يصنع 16 فيلما في السنة.

فترة من الحزن والألم "إسماعيل"

تقلص عمله، وأصبحت الديون والضرائب تلاحقه، فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966 ثم سافر إلى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة منها، وعاد مرة أخرى ليعمل كمطرب منولوج، وأدور صغيرة في مصر لم تتوافق معه.

حتى أصيب "إسماعيل" بمرض القلب وعانى من الحزن والمرض حتى رحل في مثل هذا اليوم 24 مايو 1972 إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يكمل دوره الأخير والصغير في فيلم بطولة نور الشريف.

أشهر أفلام إسماعيل ياسين

إسماعيل ياسين في متحف الشمع - إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة - إسماعيل ياسين في الجيش -إسماعيل ياسين بوليس حربي - إسماعيل ياسين في الطيران - إسماعيل ياسين في البحرية - إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين.