الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 06:53 صـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بوجه مكشوف محاط بالورود .. شاهد صورة نادرة لجثمان عبد السلام النابلسي قبل دفنه مباشرة

عبدالسلام النابلسي
عبدالسلام النابلسي

لم يكن عبد السلام النابلسي فى طفولته يجهز نفسه لكى يكون واحدا من كبار نجوم الكوميديا فى مصر والوطن العربي، فكل ما كان يشغله فى سنواته الأولى، اللعب كأى طفل، والمذاكرة والاجتهاد حتى يحقق حلم عائلته بأنه يصبح مثل جده وأبيه "قاضى شرعي".

عاش "النابلسي" فى طرابلس اللبنانية، طفولته وحتى شبابه بشكل تقليدى للغاية، حتى قررت أسرته أنه ترسله إلى مصر ليدرس بالأزهر الشريف، ويعود إليهم قاضيا شرعيا كما كان الكل يحلم، غير أن مشاركة وحيدة لعبدالسلام فى ثورة 1919 قلبت كل الموازين.

ففى أحد الأيام وبعد أن خرج "عبدالسلام" فى المظاهرة، قادته الصدفة إلى مقهى الفنانين، وهناك التقى الفنان الكبير حسن فايق، الذى كان بدوره يقود مظاهرة صغيرة هو الآخر.

وقتها أدرك "النابلسي" أن الفنان له دور كبير ومهم فى الحياة العامة، وأنه ليس كما كانت أسرته تخبره مجرد "أراجوز"، وأمام حالة الإعجاب تلك، وجد "عبدالسلام" نفسه يتسرب يوميا إلى مقهى الفن ليستمع إلى حكايات الكومبارس عن النجوم وحياتهم اليومية وكواليسهم فى المسرح والسينما.

وبعد شهور قليلة، تأكد عبدالسلام النابلسي أن الفن هو طريقه، لكن العقبة الكبري أمامه كانت فى طريقة إخبار أسرته بالأمر، وهنا هداه تفكيره إلى العمل بالتمثيل سرا بعد أن اتخذ قراره النهائى بترك الأزهر.

بدأ "النابلسي" يجرب موهبته كممثل فى فرقة يوسف وهبي، الذى لم يمنحه أى دور وطلب منه أن يبقى فى الفرقة ليتعلم أولا، وهو ما رفضه "عبدالسلام"، ليقرر الانضمام إلى فرقة جورج أبيض والذى لم يقتنع به أو بموهبته، ليغادر الفرقة سريعا، ويبدأ رحلة البحث عن فرق أخرى وأعمال أخرى حتى وصل إلى العمل كصحفى وناقد فنى، وهو ما جعل بعض الفنانين يلتفتون إلى كتاباته لتلتقطه عزيزة أمير وتضعه على أول طريق النجومية، كمخرج وممثل.

بسرعة البرق تفوق النابلسي على الكثيرمن نجوم الكوميديا بفضل تركيبة الشخصية التى اعتمدها فى أدواره، لهذا الراجل الارستقراطي الذي يتعامل مع الجميع بنوع من التعالى وهى صفة كانت تلازم "النابلسي" فى الواقع، بعيدا عن الكاميرا.

ورغم أن "عبدالسلام" عاش حياته فى رغد وهناء، إلا أن الأيام الأخيرة جاءت لتعصف بكل تلك الذكريات السعيدة وجعلته يوافق على بعض الأعمال التى لم تكن تناسب موهبته لمجرد أن يجد مالا ينفق منه على أسرته، حيث اشتدت الأزمة المالية التى مر بها فعاد إلى لبنان يصارع المرض، حتى وفاته، وقيل وقتها إن زوجته لم تجد المال لدفنه فاستعانت بصديقه المقرب فريد الأطرش، الذى تكفل بكل مصاريف الجنازة والدفن، وتردد وقتها أن النابلسي دُفن "ع النوتة".

جثمان النابلسي قبل الدفن