الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 07:46 صـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خاص| بعد سرقته المسجد لعلاج والدته.. «أستاذ فقه»: السرقة من أجل التداوي حرام

سرقة مواد البناء لاحد المساجد بالغربية
سرقة مواد البناء لاحد المساجد بالغربية

واقعة هي الأغرب تثير رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، حيث قام شاب بسرقة مواد البناء الخاصة بأحد المساجد تحت الإنشاء في منطقة صفطاوي بالمنيرة الغربية لعلاج والدته، وقام بالكتابة على أعمدة المسجد الخرسانية طالبًا من الله أن يغفر له، بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي تعاطف مع السارق والبعض الآخر طالب بمحاسبته، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما حكم السارقة من أجل التداوي أو إنقاذ مريض؟.

من جهته قال الدكتور محمد حموده، مدرس الفقه للدراسات العليا جامعة الأزهر وأحد علماء الأزهر الشريف، إن السرقة من الكبائر المتفق عليها بين أئمة أهل العلم وأن عقوبتها في الدنيا شديدة وهي إقامة الحد على السارق فيفقد بسرقته عضوا من أهم أعضاء بدنه وكم أريقت دماء من أجل سرقة مال عام أو خاص، منوهًا إذا أردت أن تعلم مقدار بشاعة السرقة فاسأل المسروق عن حاله فقد يكون قد ادخر هذا المال من أجل علاج مرض أمه أيضا أو زواج ابنة متعسرة أو ولد فاته السن أو رصدا لدين قد يسجن بسببه، مضيفًا لا تنظر لحال السارق وحاجته ولكن انظر لحال المسروق ولوعته وفجعته ودمعته والذي قد تطلق به زوجة أو يخون به حبيب وصديق وجار ، وفي المسألة المعروضة وهي سرقة مسجد تحت الإنشاء لعلاج أم اللص ( الظريف ) أولا السرقة غير مباحة إلا إذا أشرف المسلم علي الموت جوعا فيضطر لأكل الميتة.

وأضاف أستاذ الفقه للدراسات العليا بجامعة الأزهر، أن اللص كان أمامه اللجوء لاستخراج ما سمي قرار العلاج على نفقة الدولة ، والجهد فيه أقل بكثير من تدبير جريمة السرقة من مال موقوف لبناء مسجد ، وكان ميسورا له أيضا الذهاب لأهل الخير المعروف لديهم والموثوق في ذمته من قبلهم وطلب نجدتهم وكلنا يعرف سلوك الأهل والجيران في مثل هذه المواقف.

وتابع "حمودة" بأن ما فعله هذا الشخص حرام وفساد واضح واستخفاف ببيت الله وسرقة لمال تبرع به كرام من أجل الثواب، مؤكدًا أن هذا لا يعفيه إلا من شيء واحد وهو إقامة الحد ولكن الإثم ثابت عليه ووزره معلوم وحسابه واقع لا محالة.

واختتم قائلًا: "ما فعله حرام واستعطافه للناس للتدليس علي الحكم الشرعي لا ينفعه وهذا التعاطف الذي ينشده كالتعاطف الذي يستدره قاتل نيرة أشرف"، مؤكدًا أن الإسلام لا يتعاطف مع المجرم ولكنه يطيب خاطر الضحية الذي قد يقضي حياته عند فقد ماله.